كمال زاخر
الارثوذكسية ليست طائفة بل هى تجربة مسيحية تترجم الإيمان الى حياة معاشة، وتترجم عقائدها الإيمانية الى ممارسات تنطق بها طقوسها، وتشدو بها صلواتها وألحانها، وتصل الى ذروتها فى ليتورچيتها الحية التى تعيش فيها الشركة فى المسيح ومعه، فى حضوره الشخصى ومعه رتب الملائكة، وسحابة الشهود، الذين شهدوا له حتى الى بذل حياتهم، بحياتهم وسلوكهم وسفكوا دمائهم من اجل اسمه، شهودا وشهداء.
 
قد تمرض لكنها تعود فتبرأ، وتجدد مسارها ومسيرتها ورسالتها، فترات ضعفها لا تدوم، حتى لو طالت طيف من رموزها، لكن إلى حين.
 
فتقوم مجددا وتستنير؛ بنور من اقتناها بدمه لنفسه، وتترجم دعوة اشعياء:
قُومِي اسْتَنِيرِي لأَنَّهُ قَدْ جَاءَ نُورُكِ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَشْرَقَ عَلَيْكِ.
 
لأَنَّهُ هَا هِيَ الظُّلْمَةُ تُغَطِّي الأَرْضَ وَالظَّلاَمُ الدَّامِسُ الأُمَمَ. أَمَّا عَلَيْكِ فَيُشْرِقُ الرَّبُّ، وَمَجْدُهُ عَلَيْكِ يُرَى.
فَتَسِيرُ الأُمَمُ فِي نُورِكِ، وَالْمُلُوكُ فِي ضِيَاءِ إِشْرَاقِكِ.
 
«اِرْفَعِي عَيْنَيْكِ حَوَالَيْكِ وَانْظُرِي. قَدِ اجْتَمَعُوا كُلُّهُمْ. جَاءُوا إِلَيْكِ. يَأْتِي بَنُوكِ مِنْ بَعِيدٍ وَتُحْمَلُ بَنَاتُكِ عَلَى الأَيْدِي.
 
حِينَئِذٍ تَنْظُرِينَ وَتُنِيرِينَ وَيَخْفُقُ قَلْبُكِ وَيَتَّسِعُ، لأَنَّهُ تَتَحَوَّلُ إِلَيْكِ ثَرْوَةُ الْبَحْرِ، وَيَأْتِي إِلَيْكِ غِنَى الأُمَمِ.
 
كنيستى ما أجملك ما اروعك.
 
من لم يعش عمق الشركة فيكِ يصعب عليه استيعاب مفهومك لشركة القديسين، وحكمة طقوسك، وعمق ليتورچيتك، وديمومة الرجاء الذى لا ينقطع فى المسيح الذى يجمع بنيها ويحفظهم فى اسمه.
 
ستظل ابوابها مشرعة للكل وستظل يدها تربت على كتف كل من يقصدها، وستنفض عنها تراب صراعات بعض بنيها، وتعود اعظم قوة وبهاءً.