حمدي رزق
سبحان الله، يودع سره فى أجمل خلقه، البطلة السمراء «سارة سمير» بيّضت وجه البعثة المصرية، رسمت نفسها بنفسها بطلة عالمية، رفعت البعثة الأوليمبية الوطنية من القاع، ذيل الترتيب العام، قبل أن يطير بها «أحمد الجندى» فى السحاب بذهبية تاريخية.
سارة وأحمد وثالثهما البطل «محمد السيد» قصة تُروى لاحقًا، بعد عودة الأبطال، روح عالية، وعزيمة فولاذية، وإصرار على رفع أغلى اسم فى الوجود عاليًا بين أعلام الأمم.
الثالوث يستحقون تحية الرئيس، التحية الرئاسية تسجل «إنجازًا جديدًا يُضاف إلى إنجازات هذا الجيل، ويؤكد العزيمة والإصرار وقوة إرادة شباب مصر، التى تُعد مصدر فخر لوطننا الغالى». (نص التهنئة).
الثالوث العالى، كعبهم عالٍ، بيّض وجه البعثة المصرية، وأشاع الفرح والسرور بين الناس الطيبة التى تتوق لنصر ولو رياضى، ويستحقون (وحدهم) كل التقدير، والاحترام، والتكريم الرئاسى اللائق بعظمة إنجازهم، وقدرتهم على قهر الصعاب، وارتقاء المنصات، وثقتهم فى مواهبهم وقدراتهم.
راحت السكرة وجات الفكرة، غدًا تذهب سكرة الفوز، وتحين الفكرة، فكرة الحساب الختامى، أخشى أن يغطى إنجاز الثالوث الفردى على الإخفاق الجماعى لبقية اللعبات.. نتائج لا تسر.
الفاشلون يتنحون، الفشل يحتاج إلى محاسبة صارمة، وتطهير شامل، ومراجعة أرقام كل لعبة، وفى كل اتحاد، وكل وعد، وكل إخفاق.
إنجاز الثالوث (فرديًّا) لا يغفر أبدًا إخفاق البعثة (جماعيًّا)، لا يمر مرور الكرام فى غبطة الثالوث العظيم، الحسنة تخص أصحابها، والحسنات فى الرياضة لا يُذهبن السيئات.
وجب حساب مَن حرم المنتخب الأوليمبى لكرة القدم من قواه الطبيعية لأجل بطولة محلية، فخسر بالستة أمام المنتخب المغربى، وأضاع على مصر ميدالية أوليمبية مستحقة، ومَن جامل، ومَن تساهل، ومَن ذهب ليتنزه فى الشانزليزيه فسقط فى الفخ، وكل مَن تحوم حولهم شبهات المجاملة والواسطة والمحسوبية.. لا يستويان، مَن ارتقى المنصة العالية بجهده وعرقه، ومَن تذيّل القاع بالواسطة.
الرياضة المصرية تحتاج نظرة رئاسية، وتوسيد أمر الرياضة لأهلها، وبناء قاعدة رياضية على قواعد سليمة، وحوكمة شفافة، تتبنى المواهب، وتصقل القدرات، تحلق بالرياضة عاليًا فى سماء البطولات القارية والعالمية.
مصر ولّادة، تفيض بالكفاءات والمواهب الفردية والجماعية، مصر تلد كل صباح ألف بطل، يلفهم التجاهل، تجاهل القائمين على شؤونها، المضروبين بالتعصب، مرضى بعمى الألوان، يدهسون المواهب، ويقتلون الزهور، ويحكمون الواسطة والمحسوبية، ويغلبون أبناء وأحفاد النجوم على ولاد البطة السوداء.
لا نعدم مواهب، ولكن مَن يكتشف اللآلئ المدفونة فى جبال التجاهل، فلتذهبوا إلى ريف مصر وصعيدها، خزان مواهب رياضية.
وعلى كثرة الأكاديميات الرياضية المحسوبة علينا، تتحكم المحسوبية، والقرابة، تعدم المواهب لا تصقلها، مضى زمن المدارس الرياضية، التى كانت مصدرًا رئيسًا لتصدير المواهب للأندية الكبرى، لتصقل وتصعد وترسم نجومًا.
الأكاديميات الخاصة التى استولت على القاعدة الرياضية وسيلة للربح، لا تصنع نجومًا، يصنعها المؤهلون، النجم وراءه فريق من النجوم المؤهلين، الرياضة صارت صناعة ثقيلة، الهواة لا يصنعون نجومًا.
الرياضة علم وله مدارسه العالمية، مستوجب الانفتاح على المدارس الرياضية العالمية، واستقدام خبراء معتمدون فى اللعبات الفردية، ناهيك عن اللعبات الجماعية.
لماذا تفشل الفرق الجماعية فى النهائيات دومًا؟.. سؤال أترك الإجابة عنه لخبراء الرياضة، أهل الرياضة أدرى بفرقها.. ونختم بتهنئة ثالوث الفرح (أحمد ومحمد وسارة).
نقلا عن المصرى اليوم