حمدي رزق
آخر ما كان يتوقعه مفتى الجمهورية الجديد، الدكتور «نظير عياد»، سؤالًا عن اسمه، الاسم (ثنائيًا نظير عياد) التبس على البعض لشيوعه مسيحيًا، ومع الكسل اللذيذ، لم يرهق أحدهم نفسه ليطالع الاسم ثلاثيًا «نظير محمد عياد»، أو رباعيًا كما جاء فى القرار الجمهورى «نظير محمد النظير عياد». خرج المفتى فى تصريح أول لينفى غرابة اسمه، ليس غريبًا، «النظير» هو المثيل أو الشبيه. ويعيد التذكير باسمه، أنا اسمى «نظير محمد محمد النظير عياد»، أحيانًا يختصر الاسم فيقال نظير عياد أو نظير محمد عياد. نظير وعياد، ولكل من اسمه نصيب، يقول المفتى البعض يرى أن هذا الاسم ربما له كثير فى الديانة المسيحية أو عند إخواننا المسيحيين.. المفتى مدرك حيرة البعض.. ويرد بأريحية. فرصة سنحت ليرد المفتى على ما يثار باكرًا حول موقفه من المسيحيين، تأسيسًا على كتابه (مشكلات العقيدة النصرانية- عقيدة التثليث عند النصارى)، والذى أثار مخاوف بعض المراجع المسيحية وخشيتها من توجهات فضيلته تجاه إخوة الوطن. يقول الدكتور نظير عياد: «فى الواقع، الاسم جاء اختيارًا من والدى، تعبيرًا عن أنه لا يوجد فرق بين المصريين، وتأكيدًا على التلاحم والتآخى الذى لا يفرق فى أسمائه بين طرفى المجتمع.. ».
ما نسميه «رد استباقى» ذكى على اتهام المفتى بالسلفية، تأسيسًا على كتابه الصادر عام ٢٠١٦، عن دار الآفاق العربية بالقاهرة. راجعت الكتاب، مبحث علمى يؤخذ منه ويرد عليه فى سياق البحث العلمى الجاد والموضوعى، وجرح الكتاب يؤسس على قاعدة جرح الحديث، وليس على قواعد الفيس بوك. هذا مبحث علمى، والبحث العلمى له قواعده الراسخة التى قد تُغِمُّ على بعض العامة من غير أهل الاختصاص، ولها أدبياتها، وقواعدها، قواعد البحث العلمى التى خبرها العلماء من أهل الذكر. بعيدًا عن الفضاء الإلكترونى الذى يسبح فيه كائنات غير مرئية، راجعوا ما تيسر من سيرة الدكتور عياد، سيرة منيرة، وسوابقه فى مواقع عديدة داخل المشيخة الأزهرية تشى بالوسطية والاعتدال. المفتى عياد- مع حفظ الألقاب والمقامات- من أنجب تلاميذ الإمام الأكبر الدكتور الطيب «أحمد الطيب»، شيخ الأزهر، الإمام شيخه ومعلمه وقدوته، قدوة حسنة. لم يصدر عن الدكتور عياد يومًا حرف يشتم منه سلفية أو عصبية أو طائفية أو جهوية، صموت، نادر الكلام، منهجه كأزهرى (أشعرى)، والأشاعرة من أهل السنة، لا يخالفون إجماع الأئمة الأربعة (أبو حنيفة ومالك والشافعى وأحمد)، ولا يكفرون أحدًا، وأتباعها يعتبرون أنفسهم منهجًا بين دعاة العقل المطلق وبين الجامدين عند حدود النص وظاهره، رغم أنهم قدموا النص على العقل، إلا أنهم جعلوا العقل مدخلاً فى فهم النص.
الدكتور عياد ابن المدرسة الأزهرية العريقة، لا يغادر منهجها، لم يكن يومًا متسلفًا، ولا متأخونًا، راجع فقه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، يدلك على منهج الدكتور عياد. الإمام يحض على بناء الكنائس، والتهانى فى الأعياد، ويلفظ مصطلح «أهل الذمة»، ويقول فى إخوته قولًا جميلًا، وينزل قادتهم الروحيون منزلًا كريمًا. وعلى طريق الإمام الأكبر الدكتور نظير محمد عياد إن شاء الله يسير، ونال ثقة الرئاسة وتكليفها بأمانة الفتوى.. وهذه أمانة عظيمة لا ينالها سوى المؤتمنين عن جدارة.
نقلا عن المصرى اليوم