خالد منتصر
ما أثير إعلامياً حول عدم ضرورة تدريس الفلسفة فى المدارس هو كلام كارثى يساهم فى تخريب الوعى ولا يتناسب إطلاقاً مع طموح دولة تريد اللحاق بالحداثة، وللأسف سيكون ردى فى هذا المقال باقتباسات من كتاب عرب وليست اقتباسات مستوردة من الخواجات حتى لا نتهم بأننا عملاء للغرب، إليكم هذه الاقتباسات:
** نعم يمكن -بل يجب- أن تُدرّس الفلسفة فى مدارسنا وجامعاتنا لأنها المجال الذى يكرّس منهجية التفكير المنطقى لدى الأجيال، من شأن تدريس تاريخ الفلسفة، وقضاياها، وأسئلتها، وأفكار أعلامها أن يرفع مستوى التفكير النقدى لدى الطلاب والطالبات، وهو ما سيقود إلى ترسيخ المنهجية الصحيحة لديهم ليقودوا عجلة التنمية بناء على أسس علمية، يتحكم فيها العقل والعقلانية، ولا تسيطر فيها الميتافيزيقيات، أو الأهواء والخرافات.
د. عادل خميس الزهرانى - السعودية
** يزود تدريس الفلسفة الطلبة بمهارات التفكير النقدى الأساسية التى لا غنى عنها فى التعامل مع تعقيدات الحياة المعاصرة وسرعة تغيرها، وذلك من خلال التعامل مع النصوص الفلسفية، والمفاهيم المجردة، والمشاركة فى المناقشات المثيرة للتفكير، إذ يتعلم الطلبة من خلالها تحليل الحجج، وتقييم مصداقية الأدلة، لبناء ترابط متماسك بين المقدمات المنطقية للوصول إلى نتائج واقعية تتحدى الحكمة التقليدية، وتتعامل مع المعضلات الأخلاقية بوضوح واقتناع وتواضع ومسئولية.
علاوة على ذلك، تعزز الفلسفة الفضول الفكرى، وحب التعلم مدى الحياة، من خلال تعريض الطلبة لأسئلة متجددة حول الوجود والمعرفة والأخلاق والجمال وطبيعة الواقع، حيث تشجعهم الفلسفة على التشكيك فى الفرضيات والمسلمات فى مختلف العلوم، بما فى ذلك العلوم الطبيعية منها، واستكشاف وجهات نظر متنوعة، ونشدان عملية التعامل مع نسبية المعرفة من جهة الحقائق المطلقة.
د. أيوب أبوديه - الأردن
** «الفلسفة ستنضم إلى حزمة المواد الدراسية بداية من العام الدراسى 2020/2021، وقد سبق هذا الإعلان تنظيم برنامج للمعلمين يتصل بتمكينهم من تدريس الفلسفة».
«إن تدريس الفلسفة حدث ثقافى فكرى يُعبّر عن تحوّل فى الرؤية الاستراتيجية الرسمية لاستكمال بناء المواطن الإماراتى، المستقل فى تفكيره والمتوازن فى شخصيته».
وزارة التربية والتعليم - الإمارات
** تهدف الفلسفة إلى خلق الوعى الصحيح عبر محاولات الإجابة المنطقية عن هذا النوع من الأسئلة. فتزود الناس بالمعرفة ومنهج المعرفة.
وطرق الوصول للمعرفة بعامة والمعرفة العلمية بخاصة ليست وقفاً على الاستقراء والاستدلال، والتجربة وشروطها فقط، بل إن الفلسفة تزود المعرفة العلمية بمناهج البحث العامة.
وليس هذا فحسب، إن الفلسفة عبر تشكيل الوعى تشكل أيضاً الوعى النقدى بالعالم وبالأفكار من أجل الوصول إلى طرق الحقيقة، إن هدف الفلسفة الاستنارة والتنوير، وتبديد الوهم الظلامى والتحرر من كل الأفكار التى تنال من حياة الإنسان، لأن هدفها الإنسان ومكانته فى العالم.
ولهذا فهى أساس تشكيل روح التسامح لدى أفراد المجتمع، إنها وهى تدافع عن الحق والخير والجمال تزود الإنسان بأجمل القيم الضرورية لحياته، وتخلق طقوس الحوار، بعيداً عن الصراعات القاتلة.
إن كل ما سبق وقلناه كان يهدف إلى الدعوة لتدريس الفلسفة بكل مراحل الفئات العمرية فى المدرسة وفق منهج تربوى يأخذ بعين الاعتبار ملكة التلقى عند الفئات العمرية للتلاميذ، ولعمرى بأن خلق طقوس الحوار بين المعلم والتلاميذ وبين التلاميذ فى الدرس الفلسفى حول قضايا عامة تشغلهم يخلق بدوره عقلية التسامح والاعتراف المتبادل بين المختلفين فى الرأى. فروح الفلسفة هى روح الحب، أليست هى فى أصلها وفصلها حب الحكمة كما قلنا.
أحمد برقاوى - فلسطين
نقلا عن الوطن