زعم الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أنه أرسل منشورات تحذيرية ورسائل نصية إلى الجزء الشرقي من دير البلح ومنطقة أخرى شمال مدينة خان يونس، حيث لجأ عشرات الآلاف من الأشخاص إلى مأوى هربا من القتال في أجزاء أخرى من غزة، وأمرتهم بالإخلاء.
وقال جيش الاحتلال، في بيان: "تم إصدار التحذير المسبق للمدنيين من أجل تخفيف الضرر الذي يلحق بالسكان المدنيين، وتمكين المدنيين من الابتعاد عن منطقة القتال".
وأي هجوم متواصل على دير البلح يمكن أن يدفع عشرات الآلاف من الأشخاص إلى الفرار مرة أخرى إلى أجزاء أخرى من الجيب الفلسطيني المدمر بالفعل.
وتعليقا على أمر الإخلاء الجديد، قالت "أونروا"، الوكالة الرئيسية للأمم المتحدة في غزة، إن الناس "لا يزالون محاصرين في كابوس لا نهاية له من الموت والدمار على نطاق مذهل".
وفي السياق ذاته، أدان الزعماء الإسرائيليون بشدة، يوم الجمعة، هجوم المستوطنين الدامي في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، وهي إدانة إسرائيلية نادرة لعنف المستوطنين الذي أصبح أكثر شيوعا منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس.
وأفاد مصدر طبي فلسطيني بأن أعمال شغب قام بها مستوطنون في قرية "جيت" قرب مدينة نابلس، في شمال الضفة الغربية، أدت إلى مقتل فلسطيني وإصابة آخرين بجروح خطيرة، مساء أمس الخميس. وقال السكان، الذين أجرت وكالة "أسوشيتد برس" مقابلات معهم، إن ما لا يقل عن مائة مستوطن ملثم دخلوا القرية وأطلقوا الذخيرة الحية على الفلسطينيين وأحرقوا المنازل والسيارات وألحقوا أضرارًا بصهاريج المياه. وأظهر مقطع فيديو ألسنة اللهب تجتاح القرية الصغيرة، التي قال سكانها إنها تُركت للدفاع عن نفسها دون مساعدة عسكرية لمدة ساعتين.
وأوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه يأخذ أعمال الشغب "على محمل الجد"، وأنه سيتم محاكمة الإسرائيليين الذين ارتكبوا أعمالا إجرامية.
وأصدر ما بدا أنه دعوة للمستوطنين للتنحي.
وقال: "أولئك الذين يحاربون الإرهاب هم الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن، وليس أي شخص آخر".
وأدان الرئيس يتسحاق هرتسوغ، أيضا، الهجوم، كما فعل وزير الدفاع يوآف غالانت، الذي قال إن المستوطنين "هاجموا أشخاصا أبرياء".
وأضاف أنهم "لا يمثلون قيم" مجتمعات المستوطنين.