رفعت يونان عزيز
مع رحلة الصوم والصلوات والتمجيد للعذراء مريم ترفع صلوات متشفعين بالعذراء أن تنتهي الحروب وتتحرر فلسطين من العدوان الإسرائيلي وتصبح لهم دولتهم المستقلة وعن الشهداء نصلي أن يعطي الله عزاء وسلام لأسر وأهل وشعب فلسطين ومصر وشعوب العالم .
إيماننا المسيحي لم يكن مجرد توارث أو قراءات في كتب أو سماع عظات وأقوال إنما هو عن شهود وشهادات حية في الكتاب المقدس من خلال نبوءات أنبياء تنبؤ بها وحدثت وتحدث وسوف تحدث وشهودها سلموها للأجيال ولم يقتصر إيماننا علي هذه النبوءات في الكتاب المقدس إنما أيضاً شهداء من القديسين منذ ميلاد المسيح حتي فدائه وخلاصه للبشرية جمعاء بآلامه وصلبه وموته وقيامته وصعوده . فكنيستي تعيش رحلة متجددة بشهود قديسين وقديسات جعلوا إيماننا في حالة قوية متجددة كالنسر . هذا الإيمان القوي الحصين سفينة الوصول للحياة الأبدية التي تجعلنا نعيش حياتنا الوقتية الأرضية في حالة استعداد بتذكرنا بأعياد القديسين والشهداء . تعالوا معاً في أجواء روحية وقلوب خاشعة خاضعة لمشيئة الله وتسليم كامل نعيش ونتعايش مع الكنيسة في رحلة أعياد القديسة العذراء مريم ...
كل قديس أو شهيد له عيد واحد يوم نياحته أو استشهاده وربما عيد آخر العثور علي رفاته أو معجزات حدثت باسمه أو بناء كنيسه له . لكن القديسة العذراء مريم لها عدد من الأعياد في رحلتها .
(1 ) عيد البشارة بميلادها:
يوم 7 مسرى (الموافق يوم 13 أغسطس تقريبًا)، بعد صلوات وأصوام للقديس يواقيم وزوجته حنه بأن يرزقهما الله بمولود فالله فاحص القلوب والكلي وتوافق تحقيق مشيئة الرب لفداء وخلاص البشرية بشر ملاك الرب أباها يواقيم بميلادها، ففرح بذلك هو وأمها حنة، ونذراها للرب . تدبيرك يارب فاق العقول .
(2 ) عيد ميلا د السيدة العذراء مريم :-
تعيد الكنيسة له في أول بشنس (الموافق يوم 9 مايو تقريبًا). ما أبهجها واعظمها عطاياك وأعمالك يا رب للبشرية .
(3 ) عيد دخولها للهيكل :-
تعيد له الكنيسة يوم 3 كيهك (الموافق يوم 13 ديسمبر تقريبًا). اليوم الذي دخلت لتتعبد في الهيكل بالدار المخصصة للعذارى وفاء لنذر أبواها عاشت طفولتها حياة امتلاء بالغذاء الروحي الصوم والصلاة العطاء ,الطهارة والعفة التمتع بعلاقتها مع الله بتسليم كامل واتكال عليه بتواضع وهدوء بالرغم من وفاة والديها إلا أنه كان بداخله سلام حقيقي ينمو لإيمانها بمشيئة الله كلها للخير وإنه لا يتركها .
(4 ) عيد مجيئها إلى مصر:
تعيد الكنيسة يوم 24 بشنس الموافق ( 1 يونيو تقريباً ) حيث جاءت إلي مصر ومعها السيد المسيح ويوسف النجار هرباً من هيرودس الذي كان يريد قتل الطفل يسوع . حفاً تحملت المتاعب والمشقة في صبر وحفظ ما كان يحدث لها في داخلها لتنفيذ لوعد ومشيئة الله بخطته لفداء وخلاص البشرية .
( 5 ) عيد نياحة العذراء:
يوم 21 طوبة (الموافق يوم 30 يناير تقريبًا)، وتذكر فيه الكنيسة أيضًا المعجزات التي تمت في ذلك اليوم . بعدما لف الرسل جسد السيدة العذراء بأكفان لائقة ووضعوه في تابوت , حملوا الجثمان وفي الطريق أحد الأشرار من اليهود إذ كانوا علموا بخبر موت العذراء فتجمهروا بغباء لمنع دفنها بالكرامة قاصدين خطف جسدها ليحرقوه بالنار , بلغت غطرسة احدهم علي ما يروي القديس كيرلس الأول عن مخطوط بقلم القديس يوحنا الرسول تركه في أفسس , أن مد الشقي قيثاوفينا يديه إلي التابوت , ليقبض عليه ويأخذه لنفسه تدخلت عناية السماء وضرب ملاك الرب بسيفه ذراعي الشقي ثاوفينا ففصلهما من جسمه,فصرخ الرجل من قسوة الضربة وأخذ يتلوى من الآلام ويبكي نادماً ويقول : ويلي أنا الشقي الذي لم يرتدع أنا هو المفلوج الذي كنت مريضاً لمدة ثماني وثلاثون سنه وآني يسوع مطروحاً علي بركة بيت حسدا , وليس لي إنسان يلقيني في البركة متي تحرك الماء فأشفق علي وشفانى , لكنه إذ علم بشروي وخطاياي أنذرني قائلاً : ها أنت ذا قد برئت,فلا تعد إلي الخطيئة لئلا يصيبك ما هو أسوأ ( يوحنا 1:5-14 ) ولكني لم انتفع بالوصية ورجعت إلي خطاياي كما يعود الكلب إلي قيئه إغيثونى وأعينوني وصلوا من أجلي , واطلبوا عني ليغفر الرب لي ,ويرحمني,ويقبلني من جديد!فتحنن الرسل عليه,وصلوا من أجله مستشفعين بالعذراء مريم ومقبول صلواتها وعظيم دالتها عند ابنها الحبيب,وتقدم القديس بطرس الرسول وقرب الرجل إلي ذراعيه المفصولتين الممسكتين بالتابوت ولحمهما في جسد ثاوفينا فالتحمتا,وعاد الرجل سليما كما كان,فشكر الله وشكر الرسل ثم تنحي عن الركب جانباً وقد اعتراه الندم والخجل. عندئذ حمل الرسل جسد العذراء إلي الجثمانية من غير عائق,وصلوا وتمموا مراسم الدفن , وأغلقوا القبر وأحكموا إغلاقه. علي أن الآباء الرسل ظلوا يسمعون ترتيل الملائكة وإنشادهم وتسبيحهم , ولم تنقطع بالدفن أصواتهم , فخجل الرسل من أن يغادروا المكان قبل أن تصمت أصوات الملائكة , فلم تنقطع أصواتهم مدة ثلاثة أيام متواصلة وعندما تبين الرسل أن أصوات الملائكة هدأت , وتراتيلهم قد أنقطع , تركوا الجثمان إلي أورشليم ليمضي كل واحد لموضعه .
( 6) العيد الشهري للعذراء: يوم 21 من كل شهر قبطي تذكارًا لنياحتها في 21 طوبة (الموافق يوم 30 يناير تقريباً ) .
(7 ) عيد إصعاد جسدها إلي السماء : - يوم 16 مسرى، الذي يوافق 22 من أغسطس، ويسبقه صوم العذراء (15 يومًا).
وبما أن الله لا يترك نفسه بلا شهود مبين محبته للعالم وقدرته علي كل شيء عظيمة هي محبته فلم ينسي والدته ليعرف الجميع إنها والدة الإله أم النور ولها دالة قوية في شفاعتها . وإذ لم يكن توما الرسول حاضر وقت نياحتها , واتفق حضوره عند دفنها فرأي جسدها الطاهر مع الملائكة صاعدين به فقال له أحدهم: "أسرع وقبل جسد الطاهرة القديسة مريم " فأسرع وقبله. وعند حضوره إلى التلاميذ أعلموه بنياحتها فقال: "أنا لا أصدق حتى أعاين جسدها فأنتم تعرفون كيف أني شككت في قيامة السيد المسيح". فمضوا معه إلى القبر وكشفوا عن الجسد فلم يجدوه فدهش الكل وتعجبوا فعرفهم توما الرسول كيف أنه شاهد الجسد الطاهر مع الملائكة صاعدين به. وقال لهم الروح القدس: "أن الرب لم يشأ أن يبقي جسدها في الأرض " وكان الرب قد وعد رسله الأطهار أن يريها لهم في الجسد مرة أخري فكانوا منتظرين إتمام ذلك الوعد الصادق حتى اليوم السادس عشر من شهر مسرى حيث تم الوعد لهم برؤيتها وهي جالسة عن يمين ابنها وإلهها وحولها طغمات الملائكة وتمت بذلك نبوة داود القائلة: "قامت الملكة عن يمين الملك " وكانت سنو حياتها علي الأرض ستين سنة. جازت منها اثنتي عشرة سنة في الهيكل وثلاثين سنة في بيت القديس يوسف البار. وأربع عشرة سنة عند القديس يوحنا الإنجيلي، كوصية الرب القائل له: "هذا ابنك " وليوحنا: "هذه أمك".
(8 ) عيد معجزاتها (حالة الحديد):
يوم 21 بؤونه ( الموافق يوم 28 يونيو تقريباً ويذكر فيه معجزتها في حل أسر القديس متياس الرسول ومن معه بحل الحديد الذي قيدوا به . كما نعيد ببناء أول كنيسة علي أسمها في مدينة فيلبي
(9) عيد ظهورها في الزيتون:
ظهرت على قباب كنيسة العذراء. وكان ذلك يوم 2 أبريل سنة 1968 واستمر مدى سنوات. ويوافق 24 برمهات تقريبًا. شاهدها رئيس الجمهوري آنذاك جمال عبد الناصر وتم بناء الكاتدرائية المرقسية كذلك شاهدها الكثير من شعب مصر وشعوب العالم وبعض الرؤساء والمسئولين من دول كثيرة من مختلف العالم .
كذلك نحتفل طول شهر كيهك (من ثلث شهر ديسمبر إلى 7 يناير) بتسابيح كلها عن كرامة السيدة العذراء.
كل عام وشعب مصر وشعوب العالم في سلام وسعادة وانتهاء الحروب
رفعت يونان عزيز