د. أمير فهمى زخاري المنيا
* المستحيل الأول:
السيدة قط لا تسمي عذراء... والعذراء قط لا تدعي سيدة..
و قد تصير العذراء سيدة..
لكن من الاستحالة أن تعود السيدة عذراء..
ومن المستحيل أن شخصية واحدة يجتمع فيها مسمي العذراء والسيدة، الآنسة والمدام..
أما السيدة العذراء فهي الوحيدة التي حوت التباينين، وجمعت التناقضين..... فهي العذراء لأنها بتول، وهي السيدة لأنها أم.
السيدة العذراء ولدت وعاشت وتنيحت عذراء...
* المستحيل الثاني:
من المستحيل أن يصير الذكر أبا بغير أنثي، أو أن تصبح الأنثى أما.... بغير ذكر..
أما السيدة العذراء فهي أم لكن بلا زوج ولا زواج...
ليس من الضروري أن كل إنسان مر علي هذا الكون صار فيه أبا أو أخا أو عما...
إنما من ألزم الضروريات أن كلا منا صار أولا ابنا...
فلكل مولود والد.. ولكل مولود والده..
أما العذراء مريم فوالدة بغير والد.... وإن كانت هي مولودة من والد ووالدة.. لست أدري لماذا يقبل غير المؤمنين أن يكون المسيح ابنا لمريم بغير والد.....
و يرفضون بكل شدة وعنف أن يكون المسيح ابنا لله بدون والدة؟!
* المستحيل الثالث:
و إن حبلت العذراء فرضا وهي عذراء....
فمن المستحيل أن تدعها الولادة دائمة العذراوية..
فمن الجائز أن تجد عذراء حاملا..
لكن من الاستحالة أن تجد أما عذراء...
أما العذراء.. فقد حملت، ثم ولدت، ثم ظلت عذراء.. ..
* المستحيل الرابع:
إن آدم الأول، جُبل من جُبلة.
و حواء الأولي خلقت من مخلوق..
فمن الاستحالة أن يلد المخلوق خالقه....
أما مريم العذراء فقد ولدت خالقها....
* المستحيل الخامس:
من الميسور علي الأرواح أن تري الأرواح وتري الأجساد أيضا...
و من المستحيل أن جسدا أو ذا جسد يري روحا أو أرواحا....
أما العذراء فقد أتاحت للأجساد رؤية روحها الطهور بدون جسد...
عن طريق الظهورات بالروح متعددة
* المستحيل السادس:
لكل روح أن تصعد إلي السماء بعد انفصالها عن الجسد
و الذين إلي السماء اختطفوا، كانوا بأرواحهم دون أجسادهم
و الذين إلي السماء صعدا، كانا بروحيهما داخل جسديهما مثل أخنوخ..
و من المستحيل أن جسدا يخترق حاجز السماء...
أما العذراء: فقد صعدت بالروح ثم بالجسد...
* المستحيل السابع:
من الممكن أحيانا أن عينا تذرف دموع في أفراح أو في أحزان في وقت واحد..
لكن من المستحيل أن شخصا يبتهج ويلتهب في وقت واحد..
أما العذراء مريم فقد ابتهجت كإنسانة لقبولها الخلاص.. وانفطرت كأم عند رؤيتها صليبه....
* المستحيل الثامن:
أمومة الأم لابنها تمنع بنوتها له
ومن المستحيل أن تتجمع الأمومة مع البنوة،
و الملوكية مع العبودية،
أما العذراء الأم هي أيضا ابنه.. والعذراء الملكة هي أيضا عبدة....
* المستحيل التاسع:
لن نخشى علي الله إذا دنا منه إنسان..
و من الاستحالة أن يري الله إنسانا وبعدئذ يعيش...
فكيف إذن تصير بطن له مرقدا ومسكنا؟؟ ومنها يتخذ لذاته جسدا: دما ولحما وعظاما؟..
وتلد الجابلة جابلها؟ وتحوي بطن.. غير المحوي؟؟
أما العذراء فقد حملت واحتملت النار الآكلة، دونما تحترق..
* المستحيل العاشر:
كبقية كل البشر، حبل بالعذراء مريم بخطيئة أبويها الأولين آدم وحواء..
و بخلاف كل البشر..
حملت ابنة حواء مريم بالسيد المسيح بغير خطية....
فالمولودة بالخطية.. والدة بدون خطية...
و هكذا يمكن أن يعد مستحيلا.. أن تلد بغير خطيئة من ولدت بالخطيئة..
العذراء ولدت بالخطية وولدت المسيح بلا خطية
هذه المستحيلات العشر أقدمها بمناسبه اقتراب عيدها...
د. أمير فهمى زخاري المنيا