حمدى رزق

المتحدثُ باسم «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة حماس «أبوعبيدة»، وهو يعلن نتائجَ التحقيق فى إطلاق أحد حراس الحركة النار على أسرى إسرائيليين، ومقتل أسير وإصابة أسيرتين.. كان شفافًا، ما يترجم مصداقية لا يعرفها جيش الاحتلال الذى يقتل ويتنكر، ويكذب على العالم. مطلوب أن نُكذب أعيننا، وهو سادر فى غَيّه قتلًا ونسفًا وتخريبًا.

 

«أبوعبيدة»، فى بيان عبر منصة «تيليجرام»، يعلنها صريحة: «تبين أن المجند المكلف بالحراسة تصرف بشكل انتقامى خلافًا للتعليمات، بعد تلقيه خبر استشهاد طفليه فى إحدى مجازر العدو».

 

الحادثة على حد قول «أبوعبيدة» «لا تمثل أخلاقياتنا وتعاليم ديننا فى التعامل مع الأسرى، وسنشدد فى التعليمات بعدم تكرار الحادثة فى حالتين حتى الآن».

 

تعليق كتائب القسام على الحادث كان بليغًا: «وحشيتكم باتت خطرًا داهمًا على أسراكم.. الوقت ينفد».

 

نعم، يتحمل نتنياهو وكابينت المسؤولية عن أرواح الأسرى الإسرائيليين، بوحشيتهما التى جاوزت وحشية الوحوش الضارية فى الغابة، ومحرقتهما التى جاوزت وحشية النازى، وكما قال «أبوعبيدة»: «نُحمّل العدو المسؤولية الكاملة عن كل ما يتعرّض له أسراه من معاناة ومخاطر نتيجة كسره كل قواعد التعامل الإنسانى والبشرى وممارسته الإبادة الوحشية ضد شعبنا».

 

حماس تخشى على حياة الأسرى الإسرائيليين. مسؤوليتها الإنسانية أمام العالم مسؤولية أخلاقية لا يعرفها نتنياهو، وحيازة الأسرى ليست هدفًا، بل ورقة ضغط فى مواجهة آلة حربية جهنمية تمارس صور الإبادة الجماعية بدم بارد، وفى مأمن من الملاحقة الدولية، بل تمدها دول العالم الحر، (كما يتغنون وصفًا)، بتشكيلة من العتاد الحربى لاستكمال حرب الإبادة فى مواجهة شعب أعزل صامد، يشيع شهداءه يوميًّا بالمئات، شعب قدم ٤٠ ألف شهيد، ولايزال مرابطًا فى الأرض الطيبة.

 

هذا حال الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، راجع فيديوهات السجينات والسجناء الذين أُفرج عنه فى الهدنة اليتيمة، هل تحدثوا بسوء عن حراسهم، هل انتُهكت أعراضهم، هل تعرضوا لمهانة وإذلال، وهل وهل وهل؟. نتنياهو بصلف منعهم من الحديث إلى وسائل الإعلام حتى لا يقولوا الحقيقة، حقيقة رعاية حماس للأسرى، والتفانى فى حمايتهم من جبروت نتنياهو، الذى يود قبرهم أحياء بحثًا عن حجة لمزيد من حصد أرواح الخدج الرضع.. صرخاتهم تثير نشوته الشاذة.

 

نتنياهو هو مَن يقتل الأسرى الإسرائيليين، هو مَن يحفر قبورهم، وهو مَن يعقد المفاوضات حتى هلاكهم، السنوار لا يقتل الأسرى، ولا يُذيقهم سوء العذاب.. يرعاهم حتى يعودوا سالمين إلى أهليهم المروعين من فعل نتنياهو.

 

وماذا عن حال الأسرى الفلسطينيين فى سجون الاحتلال. «بن غفير» حوّل السجون الإسرائيلية إلى ما يشبه سجون «جوانتانامو»، وليس سجن «أبوغريب» بعيدًا عن صورة سجون الاحتلال، تحقيقات مصورة تبرهن على إذلال ممنهج، وعقاب جماعى، واعتداءات بدنية وجنسية، ما يندى له جبين البشرية خجلًا.

 

 

أبوعبيدة لا يكذب ولا يتجمل ولا يتنكر لحقيقة مقتل أسير إسرائيلى وإصابة أسيرين، وبشفافية مطلقة يكسب مصداقية فى مواجهة آلة كذب إسرائيلية مفضوحة، اسمها «دانيال هاغارى»، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى، «هاغاري» يتنفس كذبًا، كذوب، كذّاب أشِر، وكذبه لا يصمد ثانية أمام مصداقية وشفافية «أبوعبيدة».

نقلا عن المصرى اليوم