كتب - محرر الاقباط متحدون 
قال الكاتب محمد ابو قمر :" تحالف السادات مع الإخوان الارهابيين وفتح الباب علي مصراعيه لعصابات الصحوة لمواجهة أعدائه من الشيوعيين والناصريين دون أن يهتم بمصير الشعب ، كان كل همه ضرب مناوئيه فتعرض الوطن كله لضربة قاصمة لا أظن أنه استفاق منها حتي الآن.
 
 
واضاف ابو قمر عبر حسابه على فيسبوك :" إذ انتشرت جرثومة الإخوان في كل ربوع الوطن ، وكما هو واضح أسقطت عصابات الصحوة جميع مؤسسات الوطن وصار خطابها المسموم منهجا تُبني عليه كافة العلاقات والمعاملات كافة ، وأصبح مشايخ الصحوة ودعاتها أولياء مقدسين وصارت فتاويهم أعلي شأنا من القانون.
 
وتابع :"وعلي ما يبدو  نحن الآن نكرر تجربة السادات بطريقة عكسية ، إذ يبدو أن فكرة ضرب القوي المناوئه لن تتم إلا بالتحالف مع قوي أخري بغض النظر عن تأثير ذلك علي وعي الشعب وعلي معارفه وقيمه وعلي مستقبله عموما ، فالظن أن تنشيط فصائل الصوفية المختلفة وترك الحبل علي الغارب لفصيل من السلفية بحجة اعتداله واختلافه عن بقية فصائل السلفية التي لها أطماع سياسية ، الظن بأن ذلك قد يقضي علي الإخوان أو بإمكانه مواجهة تكاثر الإسلام السياسي هو ذاته ظن السادات بأن مافعله سوف يؤمن له الأوضاع، صحيح أن الصوفية ليست مشغولة بالأمور السياسية ، وصحيح أن بعض فصائل السلفية التي تم إطلاق يدها لا تطالب بالسلطة بل إنها مبدئيا تحرم الخروج علي الحاكم ، لكن بين الإثنين تناقض فكري يعزز حالة الاستقطاب ، وإذا كان هذا التناقض كامن الآن إلا أنه يموج تحت السطح وسرعان ما ينفجر حين تختلف الظروف السياسة مجرد اختلاف طفيف ، وحينئذ تظهر نتائج هذا التحالف وبالا علي الشعب كما ظهرت وبالات تحالفات السادات ومازالت ترمي بطينها الأسود علي الواقع المصري.
 
 ثم من جهة أخري حين تراجع أفكار القوي الدينية المختلفة ستجد أن هذه القوي متصلة ببعضها بخيط غير مرئي بداياته أو مرجعيته واحدة لكنه يتفرع أفكارا واتجاهات مختلفة ، صوفية ، سلفية جهادية ، سلفية علمية ، إخوان ، داعش ، نصره ، بيت المقدس ، جيش الإسلام ، وغير ذلك من الجماعات ، وما دام الخيط واحدا وبداياته أو مرجعيته واحدة فإن كل فرع ممكن أن ينتقل إلي فرع آخر ، فلا مانع أبدا من انتقال السلفي المعتدل إلي السلفية الجهادية ، ولا مانع أيضا من أن يحمل الصوفي ذات الأفكار السوداء المنتشرة في السلفية ، أي أن هذا الخيط الواحد هو مفرخة للتخلف وللارهاب وللغيبية ولتمرير أفكار سوداء عن المرأة وعن المختلفين دينيا وعن زواج الأطفال ناهيك عن الأفكار الجهنمية عن العفاريت والجان وكافة الأفكار التي تجعل المواطن مثل العجينة في يد أشياخ الطرق يشكلونه كيفما شاءوا.
 
واختتم.:" نحن نظن أو ربما نعتقد أن تحالفاتنا تلك هي من أجل مستقبل آمن لهذا الشعب ، لكن لا أعرف لماذا نسقط الشعب من حساباتنا حين نرغب في عقد التحالفات - كما ندعي - من أجله؟ ، نتجاوزه دائما بالرغم من أنه هو الذي يتحمل النتائج كلها في النهاية.