اعدها وقدمها :  مجدى سعدالله 

الكاتب والباحث  فى التاريخ القبطى .

➖ فى مناسبه عيد التجلى المجيد . نستكمل معا  مقاله ابينا مثلث الطوبى والرحمات  الانبا غريغوريوس . اسقف عام الدراسات  اللاهوتيه والثقافه القبطيه . 

ثانيا ➖ كان للتجلى ملابساته واسبابه : فقد كان السيد المسيح يريد ان يكشف حقيقه من هو لتلاميذه . وللمومنين من بعدهم . خصوصا وانه ➖وهو الله الكلمه ➖قد اتخذ جسدا اتحد به . فصار لاهوته محجوبا بناسوته . فظنه الناس . ومن بينهم التلاميذ انسانا اى مجرد انسان (يو 9 : 11)  ( يو 10 : 23 ) 
( لو 24 : 19) او مجرد نبى ( مت 21 : 11) او كانه احد الانبياء ( مر 6 : 15 ) او على الاكثر نبيا عظيما . اى مجرد نبى عظيم ( لو 7 : 16 ) 
➖كان  لابد للسيد المسيح ان يكشف لهم عن طبيعته فى ذاته . ويظهر لهم حقيقه لاهوته المحتجب فى ناسوته . وبالاخص لانه قد قاربت مهمته على الارض نهايتها . واقتربت ساعه صلبه وموته لتحقيق الفداء والخلاص الذى من اجله نزل من السماء
 ( يو 12  : 27)
 
➖ قال الانجيل : ( ومنذ ذلك الوقت بدا يسوع يبين لتلاميذه انه ينبغى ان يمضى الى اورشليم ويعانى الالام  من الشيوخ وروساء الكهنه والكتبه ويقتل ثم فى اليوم الثالث يقوم ) فاخذه بطرس اليه وراح يكلمه بعنف قائلا : ( حاشاك يارب ان يحدث لك هذا ) فالتفت وقال لبطرس  اغرب عنى ياشيطان . لانك لا تفكر  فيما لله  بل فيما للناس ) 
( مت 16 : 21) ( مر8 : 31)  ( لو 9 : 22 ) 
 
➖ نعم . عندما تجلى المسيح له المجد 
( تغير منظر وجهه ) ( فاضاء وجهه كالشمس ) . وهنا يجب ان نلاحظ ان النور الذى اضاء وجهه لم يكن من الخارج وانما كان من الباطن . كان منه ولم يكن من غيره . كان منبعثا منه ولم يكن منعكسا  عليه . كان المسيح هو النور .ولم يكن هو عاكسا للنور . 
 
➖ ان النور الذى اضاء وجه السيد المسيح لم يكن من الخارج . انما كان من باطن . كان منه ولم يكن من غيره . كان نابعا منه . وخارجا ومنبثقا منه . لانه هو النور : 
 
( النور  الحقيقى الذى ينير ) يو1 : 8
لذلك اضاء وجهه بلمعان ابهى واقوى من لمعان الشمس . وبهائها . واضاء كل الوجود من حوله . وكان طبيعيا ان يضىء ثيابه . 
( فصارت ثيابه بيضاء كالنور متالقه كالبرق ناصعه البياض كالثلج حتى ليعجز اى قصار على الارض ان يجعلها فى مثل بياضها . ) 
( مت 17: 2 ) ( لو 9 : 29 )  ( مر 9 : 3 )
 
➖ لقد عاش كل شهود التجلى الثلاثه . عاشوا وماتوا وكانوا فى كل حياتهم يشهدون لعظمه السيد المسيح وجلاله وجماله وبهائه .فقد امنوا بلاهوت . اذ راوا بعيونهم ما وراء الحجاب . واستطاعوا ان يدافعوا عن حقيقه لاهوته المستتره وراء حجاب ناسوته .
 
➖ القديس بطرس ظل طوال حياته يكرز بمجد لاهوته ( فاننا لم نتبع خرافات مصنعه اذ عرفناكم بقوه ربنا يسوع المسيح ومجيئه لاننا بعيوننا راينا عظمته فقد نال من الله الاب اكراما ومجزا وجاءه من المجد الاسنى صوت يقول هذا هو ابنى حبيبى الذى انا به سررت . وقد سمعنا نحن هذا الصوت اتيا من السماء اذ كنا معه على الجبل المقدس ) 2بطرس 1: 16 
 
➖ اما القديس يوحنا فهو الرسول الذى اشتعل قلبه بمحبه سيده ولهذا. انشد يقول متاثرا بما راىً على جبل التجلى : 
( ذاك الذى كان من البدء . ذاك الذى سمعناه . ذاك الذى رايناه بعيوننا . ذاك الذى تاملناه . وذاك الذى لمسته ايدينا من كلمه الحياه . فان الحياه تجلت فرايناه ونشهد ونبشركم بالحياة الابديه التى كانت عند الاب وتجلت لنا . ذاك الذى رايناه وسمعناه نبشركم به ) 1 يوحنا 1 : 1 
 
➖ لقد حجب ( المسيح الله ابن الله الحى ) لاهوته فى ناسوته بتجسده . اذ اتخذ جسدا من طبيعه جسدنا اتحد به واستتر به . وكان لابد من ان يحجب لاهوته عندما نزل على الارض . والا احترقت الارض ومات من وما عليها ( الخروج 20 : 19 ) لان الهنا هو نار اكله .( عبر 12 : 29 
 
➖ وحتى لا تغيب عن تلاميذ المسيح هذه الحقيقه . ويجهلون من هو المسيح فى حقيقته الباطنه . اراد ان يكشف عنها على الجبل للخاصه من تلاميذه فيكونوا على بينه منه . وعلى يقين من تلك الحقيقه التى عبر عنها القديس بطرس عندما ساله السيد المسيح ( وانتم من تقولون انى هو ) فاجابه بطرس ( انت هو المسيح الله ابن الله الحى ) 
(لو 9: 20). 
 
➖ فان هذه الحقيقه هى الصخره التى بنى السيد المسيح كنيسته عليها ولابد  ان يرى بعض من التلاميذ بعيونهم بينه عليها ولمحه منها على قدر ما احتمل عيونهم ان ترى . ومع ذلك اوصاهم قائلا : 
( لا تخبروا احدا بما رايتم حتى يقوم ابن الانسان من بين الاموات ) مت 17: 9 
 
➖ وذلك حتى يظل فى المفهوم العام بين الناس على الارض الى يوم قيامته فى صورة الانسان الى ان يتمم عمل الفداء المجيد الذى من اجله نزل من السماء . 
 
بركه عيد تجلى ربنا يسوع المسيح على جبل طابور تشملنا جميعا . امين