حمدى رزق

ولله فى خلقه شؤون، قبل أن يلمس الكرة الافتتاحية فى المباراة الافتتاحية، خرجت أساطير ليفربول المنقرضة (المعتزلون) فى جوقة عزف جماعى، تستخف، وتبخس، وتقزم من منجز الفرعون المصرى «محمد صلاح»!!.

 

وتطالبه بالرحيل، وتستنفر ملاك النادى لبيعه والاستفادة من لحمه، أقصد ثمنه (يجاوز الـ١٠٠ مليون جنيه استرلينى بحسب العرض السعودى الأخير).

 

وهكذا دواليك، كلما حطم صلاح رقمًا من أرقام الأساطير هاجت زنابير القفير «بيت النحل» من حول رأسه، صلاح يواجه حالة إنكار مزمنة من أساطير الكرة الإنجليزية (حسب التوصيفات الإنجليزية).

 

آخرهم «غرايم سونيس»، أسطورة ليفربول السابق، الذى خرج يهاجم صلاح دون مناسبة، متهمًا الأخير بـ«الغش» و«الاختفاء فى الأوقات الحاسمة»، فيرد عليه صلاح بهدف افتتاحى يسيده على جميع أساطير ليفربول من هدافى المباريات الافتتاحية، فيتراجع سونيس ويقول: كنت أمزح!!.

 

وبالتزامن، يظهر الإيرلندى الأسطورى «مارك لورنسون»، ليصف صلاح بـ«البائس» وأنه ليس أكبر من النادى.

 

صلاح عقدة لأساطير ليفربول التى تعتاش على الماضى، صلاح حاضر وبقوة، ويحوز جوائز الجماهير، ولكنه لا يحوز جوائز الأساطير فى ليفربول ولا فى الكرة الإنجليزية، دومًا ينكرونه.

 

صلاح معذبهم، يرغمهم بأهدافه وأخلاقه على الاعتراف الخجول، على مضض، وبمجرد إخفاق صلاح فى لعبة أو مباراة، وهذا عادى ويحدث، يجلدونه بألسنتهم الطويلة.

 

معضلة صلاح فى الكرة الإنجليزية أنه حطم أساطير دامت طويلًا، كل مباراة هناك أرقام أسطورية مسجلة بأسماء أسطورية يدهسها بقدميه.

 

أساطير منقرضة عاشت طويلًا على صدى هذه الأرقام التى عمرت طويلًا، صلاح كالعاصفة يعصف بهذه الأرقام والأساطير، لا تصدق هذه الأساطير أن أرقامها تتهاوى تحت أقدام الفرعون المصرى، لذا تحنق عليه.

 

لا يمر يوم من أيام الدورى الإنجليزى إلا وهناك تصريح سخيف من أسطورة منقرضة يستخف بما يصنعه صلاح، وأبومكة لا يأبه بأحكامهم، ولا يلقى بالًا لما يقولون، ولم يرد مرة واحدة خارج المستطيل الأخضر.

 

دومًا يرد فى الملعب، والرد فى الملعب قاسٍ على هؤلاء المعتزلين، كل منهم يخشى على رقمه الأسطورى تحت أقدام صلاح، وكلما تحطم رقم صاح صاحبه يطعن فى موهبة صلاح.

 

صلاح لن يغادر ملعب الريدز «أنفيلد»، ولكنهم يضغطون بكل السبل ليغادر صلاح قبل أن يأتى على البقية الباقية من أرقامهم الأسطورية، ويدفعون فى اتجاه رحيله إلى الدورى السعودى ليلقى مصير رفيقه فى ليفربول، «ساديو مانيه».

 

الأرقام المرصودة لرحيل صلاح مذهلة، ويسيل لها لعاب ملاك النادى، ويخشون نهاية عقده فى ٢٠٢٥ دون صفقة مدوية، ساعتها سيعضون بنان الندم على ضياع فرصة بيع صلاح فى صفقة خرافية، لن يتحصلوا عليها لاحقًا.

 

 

الأساطير اجتمعت على ضرورة رحيل صلاح، كابوس، صلاح يحولهم إلى ما يشبه الأساطير المنقرضة لأنه وحده أسطورة رقمية متحركة، سيرتقى فوق كل الأساطير جميعًا، ولطالما ظل صلاح فى «أنفيلد»، وتتغنى به الجماهير، وتغنى له موصلالالا، ستنتحر الأساطير التى عمرت طويلًا.

نقلا عن المصرى اليوم