د. ممدوح حليم
صدق او لا تصدق:
** يوجد في مصر ٧٢ كلية علاج طبيعي، ٤٥ كلية صيدلة ، ٢٧ كلية طب بشري.
** فتحت الدولة الباب على مصراعيه لإنشاء كليات طب ، الخاصة أي التي تهدف للربح ، والاهلية التي لا تهدف للربح، بل وسمحت لكليات الطب التابعة للجامعات الحكومية بقبول طلبة بمجموع أقل نظير سداد رسوم.
ما معنى ذلك؟ معناه التحاق طلبة ذوي مستوى متوسط وضعيف إلى كليات طب بفلوسهم.
وغني عن البيان أن خريجي كليات الطب أي الأطباء هم الذين يجرون الجراحات الدقيقة ويعالجون الأمراض التي تحتاج مهارة ، ومن ثم يجب أن يكونوا ذوي إمكانات ذهنية عالية.
وبدءا من العام القادم ستتنصل الدولة من تعيين خريجي الكليات الطبية ، وسيخضع سوق العمل لآليات العرض والطلب. ونظرا لافتتاح كليات كثيرة ستجد فائضا من الأطباء ، لذا ستجد أطباء يجلسون على المقاهي ويعملون في الفنادق والشركات وغيرها.
إنه الاقتصاد الحر الذي تنتهج الدولة سياساته على كافة الأصعدة ، السوق بضبط نفسه، لكن قبل أن يتم ذلك قد يخرب نفسه ، وهناك مهن يجب أن تخرج من هذا الإطار. سيكون هناك فائض من الأطباء ذوي مستوى منخفض فالجامعات الخاصة ليست حريصة على مستوى خريجيها بقدر حرصها على تحصيل الأموال.
تحرص الكليات الحساسة مثل الشرطة والحربية و معاهد السلك الدبلوماسي على دقة اختيار طلبتها، وكانت الثانوية العامة هي الوسيلة الأفضل والأكثر عدالة لاختيار طلبة كليات الطب ، أما الآن فقد دخلنا في الفوضى الخلاقة التي ستدمر مهنة الطب.
لقد تنبأ كارل ماركس أن الليبرالية الجديدة ، المتبعة حاليا في مصر، وهي اللون المتطرف من الرأسمالية سوف تأكل نفسها. وان المال هو محرك الأحداث والتاريخ . وهي أمور لا تصلح لمهنة الطب.