كتبها Oliver
- يا سيدي أخذت وزنتك.أخذتها مع إنجيلك كتاب إرشاداتك ليعينني علي معرفة ما أفعله بها.نظرت إلي صاحب الوزنتين و أشفقت عليه من هذا العبء.نظرت إلي صاحب الخمس وزنات و ظننته ضائع. خفت . شيئاً من ضعف الثقة و الإيمان إنتابني فخشيت من الوزنة و منك.تركت وزنتي علي الجدار و إنشغلت. إنهمكت فى ضرب الأرض بالفأس فإرتج الجدار مرات . سقطت الوزنة أمام عيناي و سقط كتاب إرشاداتك معها و أنا لم أعرهما إلتفاتاً.توالى الردم يخفيها و يخفيني.
 
- كم كنت أعاود وضعهما فوق الجدار كلما صادفتها .ثم لما تكرر صوتك يذكرني بها قلت أتخلص منها.يوم تأتي أعطيك إياها.فأنا لم أحب وزنتي يوماً.
لم أحب حياتي. كم من مرات كثيرة ظننت أنك إختصيتني بالآلام وحدي. و كأن تجاربي أعظم ما في الدنيا.في الحقيقة كنت متذمراً .
كنت في همس بيني و بين نفسي أقول عنك أنك ظلمتني.و أنني أعاني من مشيئتك في حياتي.كنت أخدر نفسي بهذه الأفكار.لكي أبدو بريئاً أمامها.يا لهول من يعتبرك ضالمه..
 
- ستأت يوماً و تطلب وزنتك هكذا قالت نفسي.أنا أحتفظ لك بها و معها كتابك.لم أمسهما من بعيد أو قريب.الكتاب مغلق و القلب مثله و الوزنة حائرة بينهما.
كلما وضعتهما قريباً مني تقع عليهما عيناي فأغتاظ.ينتابني شعور بالتقصير.شيئاً خفياً يبرق من كتابك و يخطف بصري.شيئاً لا أدرك حقيقته ينبعث بين الحين و الحين من وزنتك ينبعث فيؤرقني.فأبقى قلقاً.
 
- يبدو و كأن الوزنة تطالبني بشيء لا أريده.يبدو أن كتابك يلومني في صمت.أراهما كالضمير.يكلمانني بغير صوت .أردت أن أرتاح من هذه الوزنة المؤرقة.قلت أنشغل عنها.إبتدأت أنشغل بالتراب.المال تراب.و معرفة الدنيا تراب.و المشتهيات تراب.و أخبار الأرض تراب.كنت أتعمق في التراب أكثر فأكثر.ملأت عقلي أكوام تراب.و عيناي لم تشبع بعد.
 
- كنت أحفر و أستخرج لنفسي مشاغل جديدة.و تبريرات جديدة. سقطت وزنتي في التراب كما سقطت من قبل فما اجتهدت لالتقاطها. طمرتها و استرحت. كنت أظن أنني إسترحت. وضعت علامة فوقها. كشاهد على قبر.هنا ترقد الوزنة و الكتاب.حتي إذا ما طالبتني بها أجدها بغير مجهود.
- ظننتك تريد أن تربح من ورائي.ظننتك تريد أن تحصد من ثماري.ظننتك تحتاج إليَ في شيء.لم أدرك كيف يجب أن أفهمك.كيف لا أتعامل معك كمستفيد مني.كان يجب أن ألجأ إليك من أفكاري . أن أسألك ماذا أفعل حين لا أقدر علي نفسي. إذا لعجزت أن أتاجر بوزنتي.كان يجب أن أعترف لك بعجزي.أشتكي لك خمولي .كان يجب أن أراك كما ينبغي. كان يجب أن أسأل نفسي هل أنا مستحق هذه الوزنة المجانية؟و ماذا قدمت مقابلها.ساعتها سأتأكد أنك محب و رحوم و كريم معي و لست كما أوهمت نفسي أنك ظلمتني و قسوت عليَ.
 
- ها أنا آتيك اليوم و أعترف لك.وزنتي مدفونة.و قلبي في التراب مندس .أفكاري طمرها الموت. أما اليوم فأنا رافض ما أنا فيه.لك أشتكي نفسي قبل  زمن الدينونة.أطلب معونتك للحياة الأبدية.أنت نور الملكوت فأقمنى . رد وزنتي من التراب قل للقلب لك أقول قم..أحيني من كل فساد الأرض.من كل وساخات العالم طهرني.
 
ليس عندي ربح من وزنتي.أنت اليوم ربحي لأنك صالحتني.لم تأتني غاضباً بل حانياً.أنا أعترف لك أنك سيد حنون.و أنني عبد متمرد.