حمدى رزق

بمناسبة «حديث المصالحة»، الذى تلوكه ألسنة ثعالب الجماعة الإرهابية ما بين لندن واسطنبول، ويُنسب إلى جزار الإخوان، حلمى الجزار، الرجل الثانى فى جماعة الإخوان، نائب القائم بعمل المرشد العام.. يلزم الحيطة والحذر.

 

برز الثعلب يومًا، تقريبًا كل عام فى نفس الموعد، يخرج علينا جزار الإخوان فى ثياب الواعظين، يسرب ببيان من مكمنه ليشغل به الفضاء الإلكترونى، بيان أغسطس الماضى، بيان الصيف، كان بعنوان «الجماعة تراجع نفسها»، وبيان صيف الحالى «الجماعة تصالح نفسها».

 

تخيل الثعلب الذى لا يجد مأوى يعصمه وإخوانه فى الشتات، ضاقت بهم الأرض، يطلب صلحًا موهومًا بعد مراجعات مزعومة، على طريقة الصلح خير قوم نتصالح.

 

سعى ساعيًا، بعدما تبزل ما بين العشيرة بالدم، الجزار المكار، يسرب طلبًا بالمصالحة، ما إن تهيج قواعد الجماعة عليه يعقبه ببيان يحوى رسالة، جاهدًا يحاول فتح كوة فى حائط الرفض الشعبى، ولو على سبيل العفو عند المقدرة، واللى انكسر يتصلح!!.

 

أزمة الجماعة الداخلية تعصف بالتنظيم الدولى، الذى يفقد نفوذه تباعًا فى ليبيا وتونس والأردن وسائر الأمصار العربية، بعد أن عصفت به (ثورة ٣٠ يونيو) المجيدة، وتركته هشيمًا تذروه الرياح الدولية، حصار دولى يضغط الجماعة، يحشرها فى ركن، ظهرها للحائط التركى.

 

كل أبواب العواصم سُدَّت فى وجوههم، اسطنبول من بعد الدوحة، وباريس من بعد برلين، وواشنطن من بعد لندن، لم يعد لهم مأوى.. ضاقت عليهم الأرض بما رحبت.

 

الإخوان إذا دخلوا دولة، الخراب فى أذيالهم، برلين تشكو من الأخونة فى «ميونخ»، ولندن تشكو الأخونة فى «برمنجهام»، كالوباء، الإخوان جراد أسود يلوث وجه الحضارة الإنسانية.

 

من مكمنه «الجزار» يتثعلب سياسيًّا، يرسل رسالة، والرسالة بعلم الوصول، رسالته، صفح وغفران وتوبة عن العمل السياسى لعقد أو أكثر، فعلًا يموت الزمار ويده بتلعب، الجزار يحتاج فقط عشر سنوات هدنة لإحياء الجماعة، نفس خطة مرشده عمر التلمسانى، ونجحت مع السادات، واغتالوا السادات بعد عشر سنين.

 

جدار الرفض عالٍ، ومن أعلى الرئيس السيسى قالها نصًّا خلال فعاليات الندوة التثقيفية الـ٣٢ للقوات المسلحة: «لا يمكن المصالحة مع مَن يريد هدم مصر، أو تشريد شعبها».. أما عن جموع المصريين فلا تَسَلْ..

 

عبدالناصر قالها زمان: «الإخوان ملهمش أمان».

 

زعم «الجزار» مصالحة، أبشر بطول سجن مرشدك، لا تصالح، لا مصالحة مع مَن أفتى بقتل رجال الجيش والشرطة والقضاة، واستهدف الشعب كله، لا مصالحة مع مَن موّل وخطط للتمكين من رقاب المصريين تجبرًا.

 

لا مصالحة مع مَن ابتدروا الشعب المصرى العداء، واستهدفوا رئاستنا وجيشنا، ولم يتركوا فرصة سنحت طوال مائة عام من الخيانة إلا ونهشوا لحومنا.. قطيعة تقطعكم!.

 

عما أحدثكم، عن الدم المراق فى سيناء، عن عائلات فقدت عمدها وشبابها، عن أبناء تيتموا، وعن زوجات ترملن، وعن أمهات احترقت قلوبهن، عن مواكب الشهداء، عن الجنازات العسكرية، عن نشيد الشهيد، وبكاء ابن الشهيد.

 

 

تبًّا لكم ولأفعالكم، الإخوان مالهمش أمان، لا عهد لكم، ولا مكان فى أعطاف هذا الوطن الطاهر، وحديثكم عن الصفح والعفو والغفران وصفحة جديدة حديث ثعلب مخاتل، لا ينطلى على أريب.

نقلا عن المصرى اليوم