ياسر أيوب

ليس هناك من لا يخطئ، سواء الناس أو الأندية والاتحادات والهيئات والمؤسسات والبلدان أيضا.. والاستثناء هو هؤلاء الذين يعتقدون أنهم أبدا لا يخطئون والذين يرون الاعتذار عن الخطأ ينتقص من قدرهم وأيضا الذين يرفضون حتى تبرير الخطأ.. وهناك فى المقابل من يعتذرون ويحاولون التفسير والتبرير لكن أحيانا يصبح تبرير الخطأ أو محاولة إصلاحه أكثر فداحة من الخطأ نفسه.

وفى بطولة أمريكا المفتوحة الحالية للتنس كانت هناك حكايتان لتبرير وإصلاح أصبحا أكبر حتى من الخطأ نفسه.. فى الحكاية الأولى كان خطأ السماح بمشاركة النجم الإيطالى يانيك سينر، المصنف الأول على العالم، رغم فشله فى اجتياز اختبارين للمنشطات هذا العام.

 

ولم تلتزم الوكالة الدولية لنزاهة التنس بالصمت أمام غضب واحتجاج البعض على مشاركة اللاعب، فقررت تبرير ذلك بأن اللاعب قدم استئنافا عاجلا فتم الاكتفاء بخصم 1000 نقطة من رصيده فى التصنيف مع السماح له باللعب.. وكان تبريرا أغضب الجميع أكثر حتى من مشاركة اللاعب فى البطولة.. فمعظم اللاعبين حين يفشلون فى اجتياز اختبار المنشطات يتقدمون بالاستئناف، ورغم ذلك يتم إيقافهم لحين الفصل فى قضاياهم

 

وكانت اللاعبة البريطانية تارا مور هى الأكثر غضبا لأنها أخفقت سابقا فى اجتياز اختبار واحد فقط وتقدمت بنفس الاستئناف لكن تم إيقافها 19 شهرا قبل تبرئتها.. وقال اللاعب الكندى دينيس شابوفالوف، المصنف العاشر عالميا، إنه يرفض هذه المعايير المزدوجة.. وتساءلت اللاعبة الرومانية سيمونا هاليب، الفائزة سابقا برولان جاروس وويمبلدون: لماذا تم إيقافها 9 أشهر رغم ارتكابها أخطاء أقل من اللاعب الإيطالى؟، وهل لأنه المصنف الأول حاليا والفائز ببطولة أستراليا المفتوحة الماضية لا تتم معاقبته مثل أى لاعب آخر؟.

 

والصوت الأعلى والأهم كان للنجم الكبير نوفاك دجوكوفيتش الذى أكد أنه لا يعترض على مشاركة سينر، لكن العدالة تقتضى معايير واحدة ثابتة يخضع لها الجميع بصرف النظر إن كان المخطئ نجما وبطلا أو لاعبا مغمورا.

 

والخطأ فى الحكاية الثانية كان وضع عَلَمى روسيا وبيلا روسيا فى الجدول الرسمى لنتائج البطولة الأمريكية.. ورغم أن هذا الجدول لا يظهر إلا للاعبين والمسؤولين فقط.. إلا أن رعب منظمى البطولة من غضب أوكرانيا وأمريكا والغرب الأوروبى جعلهم يعلنون للجميع أنه كان خطأ غير مقصود من أحد الموظفين العاملين فى البطولة.. وكان هذا الإعلان بمثابة تحويل الخطأ الصغير لأحد موظفى البطولة إلى صخب دولى بحثا عن علمى روسيا وبيلاروسيا.

 

ورغم القرار الرسمى بعدم مشاركة الدولتين فى البطولة وألا يرفع لاعبوهما علمى بلديهما.. إلا أن الدولتين والعلمين أصبحا بعد هذا الإعلان هما الحكاية الأهم فى البطولة كلها بعيدا عن نتائجها ومفاجآتها.

نقلا عن المصرى اليوم