أيمن زكى
في مثل هذا اليوم تذكار شهادة ثلاثين ألف مسيحي بمدينة الإسكندرية، وذلك أنه بعد أن نفي الملك مرقيانوس قداسة البابا القديس ديوسقوروس الـ٢٥ بطل الأرثوذكسية إلى جزيرة غاغرا وعين بروتاريوس بطريركًا عوضًا عنه رفض أساقفة مصر الاشتراك معه وعقدوا مجمعا ضده وضد مجمع خلقيدونية الذي شق الكنيسة الواحدة المقدسة الجامعة الرسولية ورسالة لاون هذه الرسالة التي أرسلها أسقف روما "لاون" إلى مجمع خلقيدونية ومن مضمونها "حقًا يأتي المسيح الاثنان الإله والإنسان. الأول يبهر بالمعجزات والثاني ملقي للإهانات" ولهذا حرمها الأرثوذكس علي مجمع خلقيدونية كما حرم قداسة البابا ديسقورس أيضا بدعة أوطاخي التي تقول بامتزاج طبيعة المسيح الناسوتية في طبيعته اللاهوتية، ووقوع الألم علي جوهر اللاهوت وقال الآباء باتحاد اللاهوت بالناسوت كاتحاد الحديد بالنار فبالطرق عليه يكون الأثر علي الحديد ولكن النار لا تتأثر مع مشاركتها للحديد في الاتحادية كما أن اتحاد اللاهوت بالناسوت عند الآلام أعطى قيمة كبري للمتألم لأجل خلاص جنس البشرية جميعا.
فاغتاظ بروتاريوس وهجم بقوات الحكومة علي الأديرة والكنائس ونهبها ثم استولي علي أوقافها فأصبح ذا ثروة كبيرة ومال وافر فانقض عليه اللصوص ليلًا وقتلوه وسلبوا ما وجدوه معه فأرسل أصحابه إلى الملك قائلين: "أن أصحاب ديسقورس هم الذين قتلوا البطريرك الذي عينة الملك" فغضب وأرسل عددًا كبيرًا من الجنود فقتلوا نحو ثلاثين ألف مسيحي.
وعلي أثر ذلك مات مرقيانوس وجلس لاون الكبير فانتهز أساقفة مصر هذه الفرصة ورسموا الأب تيموثاوس الثاني بطريركًا علي الإسكندرية وفي الحال جمع مجمعًا وحرم المجمع الخلقدوني فأعلم الهراطقة الملك قائلين: "أن الذين قتلوا بروتاريوس رسموا لهم بطريركا بدون أمر الملك" فغضب ونفاه هو وأخاه أناطوليوس إلى جزيرة غاغرا . فلبث هناك سبع سنوات إلى أن أعاده الملك لاون الصغير فاتحد مع الأب بطرس الأنطاكي وعقد مجمعًا في العاصمة مؤلفًا من خمسمائة أسقف وحكم برفض أعمال مجمع خلقيدونية وأقر التعليم بوحدة السيد المسيح الطبيعية. ورفع تقريرا بذلك إلى الملك فقبله وأصدر منشورًا بوجوب التمسك به دون غيره وبذلك اتحدت كراسي الإسكندرية والقسطنطينية وإنطاكية وأورشليم معًا زمانًا طويلًا.
بركه صلوات هؤلاء الآباء القديسسين تكون معنا كلنا آمين...
و لآلهنا المجد دائما أبديا آمين..