حمدي رزق
الضَّنِينُ، الشديدُ البخل، أَو البخيلُ بالشىءِ النفيس، أو الحريص عليه، ضنين بالشكر، كعادته رجل الأعمال «نجيب ساويرس»، يفضل أن يكون ناقدا على كونه شاكرا، وعندما يشكر، إذن هناك ما يستحق الشكر..

يكتب ساويرس مع حفظ الألقاب على منصته المفضلة «إكس» شكرا لافتا، نصا: «كل الشكر للسيد رئيس الوزراء والسادة وزراء الداخلية والسياحة ومحافظ الجيزة ورئيس المجلس الأعلى للآثار، على تضافر الجهود لحل كافة المعوقات لافتتاح مشروع الهرم لنقدم للعالم تجربة زيارة بمستوى عالمى يليق بمصر وحضارتنا.. والله الموفق...».

وبعد الشكر ننتظر من المهندس نجيب مشروعًا بحجم وقيمة الأهرامات، وافتتاحا مهيبا يليق بجلال الأهرامات، وضيوفا من قمم العالم ونجومه، ما هو منتظر من الشاكر الناقد كثير، فليفى بالمطلوب.

أبوالهول الصامت ينتظر ما تسر به عينيه، معلوم المهندس نجيب ساويرس عاشق صبابة للأهرامات، وصورته على بروفايله الشخصى خلفيّته الأهرامات، ويعد بنقلة سياحية يتحدث بها الركبان، ركبان الجمال والجياد فى صحراء الأهرامات..

حسنا تم تذليل كل العقبات وإزالة المعوقات، تبقى رؤية مشروع ساويرس على الأرض خدمات سياحية من مستوى رفيع، معلوم شركة «أوراسكوم» فازت بحقوق إدارة وتشغيل الخدمات بمنطقة أهرامات الجيزة بعد منافسة مع عدة شركات خليجية.

ودشنت أوراسكوم شركة «أوراسكوم بيراميدز» لتكون مُختصَّة بتشغيل وإدارة المنطقة بهدف رفع كفاءة الخدمات المُقدمة للزائرين.

معلومات منشورة الشركة الوليدة رصدت ١٠٠ مليون دولار للاستثمار فى المشروع الذى تأخر طويلا.

أفلح إن صدق، إذا فعلها ساويرس كما يحلم سنكون له من الشاكرين، وهو من المستثمرين الحالمين، ويفكر دوما خارج الصندوق، سيكسب وستكسب مصر كثيرا..

المطلوب ليس بكثير، والإمكانات متوفرة، والأهرامات لا تحتاج إلى دعاية، فقط تحتاج إلى عقلية إدارة لديها رؤية مستقبلية، كيف تدير ما حول الأثر، كيف تزرع صحراء الأهرامات بشرا، كيف تجتذب سياحًا من كل الجنسيات.

لو نجح ساويرس، والرياح فى شراعه ستكون الأهرامات المقصد السياحى الأول عالميا، وستدر دخلا يوازى مجموع الدخل السياحى المصرى سنويا.

ساويرس وهو يشكر الحكومة المصرية من أول رئيس الوزراء وحتى مدير الأمن، يلزم نفسه بترجمة الشكر إلى معجزة سياحية فى الأهرامات.

لم يعد هناك معوقات ولا حجج نتحجج بها، الدولة سلمت الأهرامات لمستثمر وطنى، لا هو عربى ولا أجنبى، ما تقطع معه الألسنة التى تطول مع كل مشروع يتصدى له القطاع الخاص الوطنى.

وعليه، على ساويرس أن يغادر منصة «إكس» فى الفضاء الإلكترونى ويهبط بثقله وفكره إلى صحراء الأهرامات، إلى أرض الواقع.

المشروع كما طالعت بعض تفاصيله ينقل الخدمة السياحية فى المنطقة نقلة بمواصفات عالمية، وهذا ما نتمناه وننتظره، رغم أن المتربصين بالمشروع كثر، من داخل المنطقة ومن خارجها، ومن كانوا يتربحون من ركوب الجمال لن يصمتوا على إخراجهم مما يعتبرونه ورثتهم الفرعونية، مطلوب تدويرهم فى عجلة المشروع حتى لايضعوا العصا فى العجلات.
نقلا عن المصرى اليوم