ياسر أيوب
حين ألقت لين بابنتها الصغيرة كريستى فى أحد حمامات السباحة بمدينة هرارى، كانت فقط تريد ألا تخاف كريستى من الماء وتحب السباحة وتمارسها مثل بقية أفراد العائلة.. ولم تتوقع لين يومها أو أى أحد آخر وقتها ما ستحققه هذه الفتاة الصغيرة التى بدأت العوم وهى فى السادسة من عمرها.. فقد أصبحت كريستى بسبع ميداليات أكثر سَبّاحة فى التاريخ فوزًا بميداليات أوليمبية.. وأيضًا الأكثر من بين كل لاعبات ولاعبى إفريقيا فى كل الألعاب فوزًا بميداليات أوليمبية.. وتم اختيارها بعد اعتزالها لتصبح وزيرة للرياضة والشباب والفنون فى ٢٠١٨ وهى لا تزال فى الخامسة والثلاثين من عمرها.
وأصبحت بعد خمس سنوات تجمع بين وزارة الرياضة فى بلدها وعضوية اللجنة التنفيذية للجنة الأوليمبية الدولية.. أول وزيرة أو وزير للرياضة فى العالم فى مجلس إدارة اللجنة الأوليمبية الدولية والمشاركة فى قراراتها ووضع سياساتها.. وقد تصبح كريستى فى شهر مارس المقبل أول امرأة تتولى رئاسة اللجنة الأوليمبية الدولية وأول شخص من إفريقيا أيضًا.. ففترة رئاسة الألمانى توماس باخ قاربت على الانتهاء، ولم يعد من حقه خوض انتخابات رئاسية لفترة جديدة.. والتفتت بعدها أنظار كثيرين إلى البريطانى سيباستيان كو، العدّاء الفائز بالذهب الأوليمبى فى موسكو ١٩٨٠ ولوس أنجلوس ١٩٨٤، رئيس اللجنة المنظمة لدورة لندن ٢٠١٢، رئيس اللجنة الأوليمبية البريطانية، وحاليًا رئيس الاتحاد الدولى لألعاب القوى.. ثم بدأت تعلو أصوات تطالب بالتصويت لكريستى كوفنترى فى انتخابات مارس المقبل، التى ستُقام فى مدينة أوليمبيا اليونانية.
فهناك مَن يرون أن الوقت قد حان لمنح المرأة فرصة وتجربة قيادة اللجنة الأوليمبية الدولية.. وآخرون يرون إفريقيا تستحق هذه الفرصة بعد ثمانية رؤساء أوليمبيين من أوروبا ورئيس وحيد من الولايات المتحدة.. ورغم أن كريستى لم تعلن رسميًّا خوض سباق الرئاسة الأوليمبية، فإن اسمها بدأ تداوله إعلاميًّا بين مدح وذم وتأييد ورفض وقبول واعتراض.. ومقابل الذين يحترمون تجربتها الرياضية الشخصية ونجاحاتها الأوليمبية والعالمية الكثيرة وإصرارها الدائم على استغلال الرياضة لمصلحة الناس وتوفير احتياجاتهم الأساسية.. وغير الذين يرفضون إدارة إفريقية لأعلى هيئة رياضية فى العالم.. هناك مَن انتقدوا تجربتها كوزيرة للرياضة وصدامها السابق مع «فيفا»، الذى شكّل لجنة خاصة لإدارة الكرة فى زيمبابوى بدلًا من اتحاد منتخب.. وسماحها بسفر بعثة زيمبابوى لدورة باريس الماضية، التى ضمت ٧ لاعبين فقط ومعهم ٦٧ إداريًّا ومدربًا.. كما أنها لم تقم بأى تطوير حقيقى لرياضة زيمبابوى، التى تملك ٨ ميداليات أوليمبية، منها ميدالية واحدة لمنتخب هوكى السيدات والسبع ميداليات الباقية للوزيرة نفسها.. وانتقاد سخيف بأنها ليست ممثلة لإفريقيا لمجرد أنها بيضاء اللون.
نقلا عن المصري اليوم