حمدي رزق
برلين، بالألمانية Berlin، هى العاصمة الفيدرالية لجمهورية ألمانيا الاتحادية، وإحدى ولايات ألمانيا الست عشرة، كما أنها أكبر مدن ألمانيا من حيث عدد السكان، وتُعد برلين أكبر مدن الاتحاد الأوروبى.
تجتذب برلين الشباب خصوصًا فى فصل الصيف، حيث يقصدها الشباب لإقامة الحفلات، وعلى الرغم من أن برلين لا تطل على البحر، فإن مقاهى الشواطئ وحمامات السباحة العامة المتعددة تعطى مشاعر صيفية جميلة، وإذا ما أمضى المرء وقتًا على ضفاف نهر «شبريه»، فإن المرء يشعر أن برلين «مخلوقة للشباب»، وحين يطرق المساء أبواب برلين وتغرب الشمس من خلف الحى الحكومى، تنطلق الموسيقى بنوادى العاصمة معلنة عن بدء حياة الليل.
العلمين، مدينة سياحية مصرية، تقع شرق مدينة مرسى مطروح وغرب مدينة الإسكندرية، ودارت على أرضها معركة العلمين، التى تُعد إحدى أشهر معارك الحرب العالمية الثانية بين دول الحلفاء ودول المحور، والتى مُنيت فيها قوات الفيلق الإفريقى الألمانى بالهزيمة.
تضم المدينة مدافن ونصبًا تذكارية ومتحفًا تخليدًا لذكرى ضحايا تلك المعركة من مختلف الجنسيات. قديمًا، اقتصاد المدينة قبل نقلتها الحضارية كان يعتمد بشكل رئيسى على ثرواتها الطبيعية من البترول، الذى تقوم على استكشافه عدة شركات مصرية، والمناطق السياحية التى ينتشر بها عدد من القرى السياحية الفاخرة مثل بورتو بمارينا ومراسى بسيدى عبدالرحمن.
مدينة العلمين الجديدة مرشحة لتكون قبلة الشباب شتاءً، جاهزة لاستقبال مَن يبحثون كالطيور عن الدفء، المدينة تحولت إلى النظم الحديثة فى المعمار والترفيه والأمان والخدمة الفندقية، مرشحة لأن تكون قبلة سياحية عالمية.
لماذا المقاربة بين برلين والعلمين؟.
لأن الأولى صارت «قبلة الشباب» فى العالم صيفًا، وبإمكان العلمين أن تكون «قبلة الشباب» شتاءً، وهذا قريب التحقق لو أحْسَنّا استثمار هذه المدينة الجديدة شتاءً.
فرصة وسنحت لا يجب تضييعها، فرصة لبرنامج دولة لوضع العلمين فى مكانها العالمى، برلين احتلت مكانها بحكم التاريخ والجغرافيا والحرية الكافية لاحتضان إبداعات وجموح الشباب، العلمين تملك فرصة نادرة بحكم التاريخ والجغرافيا، ولا تنقصها الحرية، بل هى مُحرَّرة تمامًا من قيود المدن القديمة، وطبيعتها ساحرة، وشواطئها رائعة، ومياهها نظيفة، مدينة بكر، وبنيتها الأساسية قادرة على استيعاب الملايين.
يستوجب الأمر دراسة حالة «برلين» وكيف ارتقت عالميًّا لتصبح قبلة شباب العالم، دراسة احترافية معمقة، ماذا يميز برلين وماذا يضمن لها الصدارة والتفرد، ماذا تحمل برلين فى جنباتها من فنون وآداب وثقافات؟،
فلنعمل على تشكيل مكون ثقافى فنى حضارى للعلمين، سياحة الشباب ليست كما يتصور البعض ملاهى ومقاهى وشواطئ ناعمة، كل هذا جيد وراقٍ وجذاب، ما ينقص العلمين ما يسمى الحالة السياحية العالمية، ماذا يجذب شباب العالم على اختلاف ثقافاتهم، حالة فنية ثقافية مستدامة، فنون وثقافات، والحفلات الشبابية، والفرق العالمية، والموسيقات الأجنبية فى تماهيها وتزاوجها مع الموسيقات الوطنية.
العلمين فى حاجة إلى مسابقات فنية وإبداعية طوال العام، «العالم علمين»، صيف يمكن ترجمته شتاءً، بمكون ثقافى مستدام، بمرسم عالمى، سمبوزيوم على غرار سمبوزيوم أسوان، برلين الشرق هى العلمين.. فقط بعض من خيال خلاق.
نقلا عن المصري اليوم