ياسر أيوب

لست ممن تسعدهم خسارة '>خسارة أى أحد أو رؤية حق يضيع أو حلم ينكسر.. لكننى سعدت بخسارة '>خسارة الإيطالية فالنتينا بيتريلو فى قبل نهائى عدو 400 متر سيدات لمحدودى وضعاف البصر فى دورة باريس الباراليمبية الحالية.. ولم أكن وحدى الذى أسعدته هذه الخسارة '>خسارة التى أسعدت كثيرين جدا فى أوروبا والعالم كله.. سعادة من يريدون العدل والمساواة فى الرياضة وكل مجالات الحياة.

 

فهذه اللاعبة أصبحت أول امرأة متحولة جنسيا تشارك فى الدورات الباراليمبية.. ولم تكن مجرد امرأة لديها اضطرابات هرمونية وبدأت تعانى من زيادة هرمونات الذكورة بل رجل لم تكن هناك أى شكوك فى رجولته.. فقد ولد بيتريلو فى 1973 كطفل ذكر مكتمل النمو وكبر وأح

ألعاب القوى وسباقاتها حتى أصيب نتيجة مرض وراثى بضعف حاد فى البصر وهو فى الثالثة عشرة من عمره، وتحول بعدها لكرة القدم لمحدودى البصر وأكمل دراسته وعمل فى مجال الكمبيوتر وتزوج وأنجب طفلين.

 

وحين أتم الحادى والأربعين من العمر عاد مرة أخرى لألعاب القوى الباراليمبية للرجال وفاز بإحدى عشرة بطولة إيطالية.. ورغم هذه البطولات لم تكن أرقام بيتريلو تؤهله للمشاركة فى الدورات الباراليمبية.. وفجأة، قرر بيتريلو وهو فى السادسة والأربعين من العمر التحول لامرأة وأخبر زوجته بذلك، واتفق الاثنان على البقاء معا فى نفس البيت كامرأتين وطفلين.

 

ولم يهتم أى أحد بذلك واعتبروا الأمر حرية شخصية لرجل اختار وقرر أن يصبح امرأة اسمها فالنتينا.. وفازت فالنتينا بعدة بطولات إيطالية لتختارها اللجنة الباراليمبية الإيطالية للمشاركة فى دورة باريس.

 

وبدأت ثورة الغضب والرفض والاحتجاج.. بطلات سابقات وحاليات فى مختلف الألعاب ومحاميات ومحامون وإعلاميون فى مختلف بلدان أوروبا عارضوا مشاركة فالنتينا فى دورة باريس الباراليمبية، باعتبارها مشاركة غير مستحقة ومنافسة غير عادلة فى سباق للنساء يشارك فيه أحد الرجال.. واستشهد هؤلاء بقاعدة وضعها الاتحاد الدولى لألعاب القوى، حيث قصر المشاركة فى مختلف مسابقاته النسائية على من ولدن إناثا وليست نساء كن رجالا ضمانا للتكافؤ والعدالة.

 

لكن فاجأتهم اللجنة الباراليمبية الدولية بأنها ستعتمد فقط على الأوراق الرسمية لتحديد المرأة والرجل.. وتستطيع أى امرأة تحولت وتغيرت هويتها الرسمية لرجل المشاركة فى أى لعبة باراليمبية بشرط أن يكون تركيز التيستيرون فى الدم أقل من 10 نانومولز فى اللتر طيلة سنة قبل المشاركة.

 

 

ولم يقتنع الأوروبيون والصينيون واللاتينيون بما قالته اللجنة الباراليمبية الدولية تبريرا لمشاركة فالنتينا التى اتهمت كل معارضى مشاركتها بالنازية وأنهم تماما مثل هتلر.. ثم قالت فجأة بعد الخسارة '>خسارة إنها كانت تتمنى الفوز لإسعاد ابنها بالميدالية، ليفرح بها بعد أن أصبح ابنا ليس له أب.

نقلا عن المصرى اليوم