بقلم : تريزا سمير
 دمك نار ..دمك نور .. بدمك هانكتب الدستور
هذه العبارات كتبتها على علم مصر الذي كنت دائما احمله في ميدان التحرير كنت اعتقد أننا بعد ثورتنا المجيدة التي قدم فيها شباب مصر أرواحهم وهما يطالبون بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية .. كم كنا نحلم بوطن يحتوينا جميعا بدون تمييز أوإقصاء، والآن افرحوا يامصريين "كتب دستوركم بعد الثورة التي كنا نعتقد بأنها قضت على الظلم والفساد ... ولكن !!!!
أصبحنا نعيش في فساد أخر.. ظلم مختلف ومؤلم ومميت ، واجهتنا صعوبات عده وتحديات كثيرة وعواقب مميتة ، عندما وجهنا اعتراضات جمة على لجنه كتابه الدستور اللجنة التي لم تمثل المصريين جميعا فكانت الجمعية التأسيسية للدستور يصيبها العوار الواضح منذ بداية تشكيلها..حاربنا هذا كثيرا وحاولنا حل تلك الجمعية لأننا كنا نتوقع أن تخرج بطرطور مصر وليس دستور مصر، وها هو أول مشروع لطرطور مصر،
سنرتدي جميعا "طراطير " فلم يضمن هذا الدستور أي حق من حقوقنا كبشر الحق في الصحة والعلاج والتعليم والسكن والمياه والأرض لم يحقق هذا الدستور العيش والحرية والعدالة الاجتماعية التي مات شبابنا من أجلها .
فجاءت المادة 62 تضرب بحق المواطنين في التأمين الصحي فلابد أن تأتي بإثبات وأوراق وخلافه بأنك مستحق العلاج حتى ولو كنت في غرفه العناية المركزة ، والمادة 14 تربط الأجر بالإنتاج وليس بالأسعار ومعنى ذلك استمرار العامل أو الموظف بنفس الأجر وترتفع الأسعار، حتى لا تجد عيش حاف لتأكله هذا بخلاف القضاء على حرية الرأي والتعبير والصحافة في المادة 48 أما المادة 35 فتعطي للشرطة الحق في القبض عليك بدون معرفه الأسباب بل ويستمر هذا الحال ل 12 ساعة متتالية يمكن أن تقوم بتعذيبك بدون وجه حق اما المواد 202،176 فتعطي للرئيس صلاحيات ان يعين رؤساء الهيئات الرقابية التي من المفترض أن تراقب أدائه ، وتعيين النائب العام والقضاة بمعنى الرئيس سيكون فوق اي حساب وغيره وغيره من مواد تجعلنا جميعا "طراطير".
كنت أتمنى أن افتخر وأكون في غاية سعادتي عندما اذهب للاستفتاء على دستور يجعلنا بشر في دولة القانون والعدالة،كنت أتمنى أن يكون توافق شعبي على هذا الدستور ولكن هذا الدستور قسم مصر وبسببه أراقت دماء شباب أبرياء خرجوا يطالبوا بإلغاء الاستفتاء،لن استطيع نسيان الحسيني أبو ضيف هذا الزميل الصحفي الذي كان يشاركنا في التظاهرات ضد السلطة المستبدة الحاكمة كان ضد الفاشية الدينية،ولأجل كل الشهداء ولأجل مصر أقول عاليه الصوت " فليسقط هذا الدستور قبل إقراره .. ارفضوا هذا الطرطور فكرامتنا كمصريين أغلى وأعلى من أي كذب باسم الدين والشريعة والشرعية.
 
      لقد أعلنت رفضي لهذا الاستفتاء ولهذا الدستور في كل مكان وشاركت في جميع التظاهرات السلمية للتعبير عن هذا الرفض، وقمت بتوزيع منشورات لرفض الدستور في كل مكان في الشارع والمترو ووسائل المواصلات.. قمت بمليء حقيبة السفر لأنشر التوعية بالدستور في النجوع والقرى ... وسأظل أواصل نشر رسالتي 
"قولوا لا للدستور .. لا للديكتاتورية".
ونعم لمصر الحرية والسلام والأمن والآمان....
قول لا وسيسجل التاريخ رفضك على هذه الإرهاصات ... لن نكون طراطير لأي سلطة ولن نقمع لأحد وسنعيش أحرار وستكمل ثورتنا وسنحقق مطالبنا حتى وان طالت السنوات .. سننتصر في النهاية
وستبقى مصر ...وليس دولة المرشد آو ولاية الفقيه.
مصر الفرعونية .. القبطية.. الإسلامية .. مصر الحضارة والتاريخ.