عمرو الليثي
أنتجت عائلة الليثى أغلب أفلام الكاتب الكبير الراحل نجيب محفوظ، وقد حظى والدى ممدوح الليثى بثقة الكاتب الكبير فى أن يقوم بكتابة السيناريو والحوار للعديد من الأفلام المأخوذة عن رواياته، وربطت علاقة صداقة قوية ومتينة بين والدى والأستاذ نجيب محفوظ - رحمهما الله.
من أهم روايات نجيب محفوظ التى تحولت لأفلام: «بين القصرين» و«قصر الشوق» و«السكرية» - هذه الثلاثية الشهيرة وأسماؤها المأخوذة من أسماء شوارع حقيقية بالقاهرة بحى الجمالية التى شهدت نشأة نجيب محفوظ تحولت إلى أفلام تحت نفس الأسماء، وناقشت حياة الطبقات الاجتماعية المختلفة فى القاهرة. حاولت الأفلام الحفاظ على تفاصيل الروايات، لكن بعضها اختصر أو تم تغيير بعض الأحداث لتناسب مدة الفيلم.
كذلك تحولت قصة اللص والكلاب لفيلم يحمل نفس الاسم، وكانت القصة تعرض الجريمة والانتقام فى إطار اجتماعى، وتناولت سيرة لص يحمل اسم محمود سليمان، ذلك اللص والقاتل الذى امتلأت الصحف بأخباره وسمَّته الصحف السفاح، وقد حوصر فعلًا بواسطة قوات الأمن فى إحدى مغارات جبل المقطم وقُتِلَ، ودخل ذلك اللص تاريخ الأدب العربى عندما تناول الأستاذ نجيب محفوظ سيرته برؤية فلسفية اجتماعية فى قصته «اللص والكلاب»، نجح فيلم اللص والكلاب فى الحفاظ على جوهر الرواية، لكن بعض المشاهد تم تعديها لتناسب مشاهد السينما.
ولقد صنع «اللص والكلاب» للمجموعة التى تعاونت فى تقديمه مسارًا جديدًا على الساحة السينمائية المصرية ونجح نجاحًا مدويًا ورشحه المركز الكاثوليكى، الذى يتولى ترشيح الأفلام المصرية للمشاركة فى مسابقة الأوسكار لأحسن فيلم ناطق باللغة الأجنبية، ووفق الفيلم للوصول إلى التصفيات النهائية وأصبح واحدًا من خمسة أفلام تنافست على الأوسكار، وأرسلت أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية فى أمريكا شهادة بأن الفيلم نافس على الفوز بالأوسكار.
كما تحولت رواية «زقاق المدق» - إلى فيلم بنفس الاسم أيضًا، وتدور أحداث الرواية حول زقاق المدق بالحسين وتفاصيله وحياة الناس فيه. الفيلم استطاع أن يلتقط روح الرواية ولكن مع بعض التعديلات فى التفاصيل، لتناسب تطور السرد السينمائى. فالرواية كان البطل الأساسى بها هو الزقاق وتفاصيله، بينما الفيلم كانت البطلة الأساسية فيه هى حميدة التى قامت بدورها الفنانة شادية.
تحولت رواية «زقاق المدق» إلى فيلم مكسيكى خلال عام ١٩٩٥، طرح الفيلم تحت اسم «El callejón de los Milagros» أو «Midaq Alley» الذى قامت ببطولته الممثلة العالمية سلمى حايك وأثنى عليه الأستاذ نجيب محفوظ.
كذلك من روايات نجيب محفوظ التى تحولت إلى أفلام رواية بداية ونهاية، وحمل الفيلم نفس الاسم وتعتبر أولى روايات نجيب محفوظ التى يتم تحويلها لفيلم سينمائى عام ١٩٦٠ من إخراج المخرج الكبير صلاح أبوسيف، تم ترشيح الفيلم لنيل جائزة مهرجان موسكو السينمائى الدولى عام ١٩٦١، كذلك تم تحويل الرواية إلى فيلم مكسيكى عام ١٩٩٣ وكان اسم الفيلم Principio y fin أو The Beginning and the End،
من إخراج المخرج المكسيكى أرتورو ريبيستين وحققت النسخة المكسيكية من العمل نجاحًا كبيرًا.
وللحديث بقية..
نقلا عن المصري اليوم