الأب رفيق جريش
نُثمِّن قرار وزير التربية والتعليم، والذى طالبنا به مرارًا وتكرارًا، بجعل اللغة العربية بجانب التاريخ والدين إجبارية فى المدارس الدولية، فهذه المدارس لا يجب أن تكون مهربًا من تعلم لغة البلد، بما يجعل الطلبة المصريين متغربين عن وطنهم وبيئتهم، فتعلم اللغة بشكل جيد مع التاريخ والجغرافيا يصقل تكوينهم الإنسانى، وهذا ما تفعله الدولة، وهو الاهتمام بالإنسان حتى يستطيع أن يتأقلم مع بيئته، ولا يكون فيها للأسف مثل الخواجة، نتمنى أيضًا توحيد الإجازات، خاصة إجازة نصف العام، فسيكون هذا مفيدًا فى لم شمل الأسر والناس.

وفى إطار الاهتمام ببناء الإنسان المصرى يأتى أيضًا المشروع القومى الضخم لبناء الإنسان المصرى، الذى يمثل نقلة نوعية فى بناء الإنسان، حيث يستهدف الاستثمار فى رأس المال البشرى من خلال برنامج عمل يستهدف تنمية الإنسان والعمل على ترسيخ الهوية المصرية من خلال تعزيز الجهود والتنسيق والتكامل بين جميع جهات الدولة فى مختلف أنحاء الجمهورية، وعلى رأسها الوزارات المعنية، مثل: التربية والتعليم، والتعليم العالى، والصحة، والأوقاف، والثقافة، والتضامن الاجتماعى، والشباب والرياضة، وغيرها، لتحقيق مستهدفات بناء الإنسان، وأن يلمس المواطنون عوائدها الإيجابية فى أسرع وقت.

وإلى جانب اهتمام مبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان المصرى» بالأسرة المصرية عبر برنامج متكامل، فإنها أيضًا ترتكز على التكوين الإنسانى، ليس فقط التكوين المادى أو تلبية متطلبات الحياة، بل بناء الوعى، وتعزيز الهوية المصرية، خاصة للأطفال، وإعداد أجيال جديدة تترسخ لديها قيم الانتماء والولاء لمصر، والحفاظ على مقدرات الوطن، والمشاركة بفاعلية فى عملية التنمية الشاملة، ولعل النتائج الهزيلة لأوليمبياد باريس ٢٠٢٤ تعطينا درسًا قاسيًا، لذا علينا إعداد الأطفال رياضيًا، لإخراج أجيال قادرة على المشاركة فى المنافسات الرياضية الكبرى مثل الأوليمبياد وأى منافسات قادمة.

كذلك دور الإعلام مهم فى تكوين الإنسان المصرى، فللأسف بعضٌُ من وسائل إعلام اليوم غير الرسمية يهتم بهيافات المجتمع.. من تزوج من، ومن طلق من، ومن مصاحب من... وما يلبسه الفنانون، مع العلم أن هدف الإعلام الأول فى بلد مثل مصر وظروف مصر هو أن يقوم الإعلام بدوره التربوى فى رفع الوعى لدى الناس وليس تغييبهم عن واقعهم، كفى ما تفعل منصات التواصل الاجتماعى فى شبابنا من تشتت وبث قيم وعادات غريبة علينا.

ترتكز فلسفة التنمية على أن الإنسان المصرى هو الهدف من التنمية، وهو أداتها فى الوقت نفسه، ولذلك فإن الاهتمام ببناء الإنسان المصرى هو صلب المشروع النهضوى المصرى فى الجمهورية الجديدة، وهو ثروة مصر الحقيقية التى يتم الاستثمار فيها وتنميتها والنهوض بها فى المجالات كافة، لذا يجب تضافر جميع الجهود من أجل هذا الهدف الأسمى.
نقلا عن المصري اليوم