محرر الأقباط متحدون
في وقت تنتظر فيه بابوا غينيا الجديدة وصول البابا فرنسيس أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الكاهن الأرجنتيني ميغيل دي لا كال، المرسل من معهد الكلمة المتجسد الذي يقوم بخدمته في مدرسة الثالوث الأقدس في بارو والتي سيزورها الحبر الأعظم يوم الأحد المقبل.

قرية بارو تقع على بعد كيلومترات قليلة من مدينة فانيمو، وتوجد فيها المدرسة الكاثوليكية التي سيزورها البابا عصر الأحد، وستتم الزيارة على وقع الموسيقى وإحدى الرقصات التقليدية الأفريقية المعروفة باسم "سياهامبا" وهي كلمة تعني "السير في نور الرب". هذا ما قاله الأب دي لا كال في حديثه لموقعنا الإلكتروني مع العلم أنه يعرف البابا معرفة شخصية وقد عمل على تنسيق اللقاء الذي سيجمع الحبر الأعظم مع المرسلين ومع تلامذة مدرسة الثالوث الأقدس، وهي مدرسة كاثوليكية تشرف عليها رعية الثالوث الأقدس ومعهد الكلمة المتجسد، في أبرشية فانيمو، والذي أبصر النور في العام ١٩٦٤. تضم المدرسة أربعمائة تلميذ في المرحلة الابتدائية وألف آخرين في المرحلة المتوسطة.

ستُحيي اللقاءَ جوقة وأوركيسترا "ملكة الفردوس"، كما يقول الأب دي لا كال، مضيفا أن الأوركيسترا ستعزف مقطوعة موسيقية ليوهان شتراوس، وهي تقوم بالتمارين منذ فترة. ولفت إلى أن هذا الحفل الموسيقي القصير، الذي سيُقدم على شرف البابا، تتطلع إليه بفرح البلاد كلها. علماً أن حفلاً موسيقياً آخر سيُقدم على شرف البابا مساء اليوم الجمعة بالتوقيت المحلي.  

تابع المرسل الأرجنتيني حديثه عن الأوركيسترا مشيرا إلى أنها من بين المشاريع الفنية والموسيقية التي يعمل عليها مرسلو معهد الكلمة المتجسد، في إطار الجهود المبذولة لانثقاف الإنجيل. وأضاف أن هؤلاء المرسلين وصلوا إلى بابوا غينيا الجديدة في العام ١٩٩٧، وحاولوا من خلال الموسيقى أن يُدخلوا الإنجيل إلى الثقافة المحلية، وأن يساهموا في نمو الشعب روحيا. ولفت إلى أن الموسيقى التقليدية المحلية ترتكز إلى قرع الطبول، فبالتالي إن الموسيقى الكلاسيكية، وأدوات كالكمان وغيرها من الآلات النفخية، تساعد الناس على فهم الجمال، الذي هو الله، موضحا أن الإنجيل يجمّل الثقافة ويرتقي بها.

هذا ثم قال الأب دي لا كال إن الكرازة بالإنجيل من خلال الموسيقى تساعد على احتواء العنف المنزلي، لاسيما وسط الجماعات القبلية في بابوا غينيا الجديدة. وأكد أن ظاهرة العنف الممارس ضد الأطفال والنساء شائعة جداً وللأسف وسط الأسر. لكنه أشار إلى أن الأطفال، وعندما يلمعون في المجال الموسيقي، يكتسبون أهمية بالنسبة للثقافة المحلية والعائلية ووسائل الإعلام والصحف والتلفزيون، وبهذه الطريقة تتعلم العائلات كيف تثمن دور الطفل، وكيف تحترم الفتيات والنساء.

زيارة البابا فرنسيس إلى مرسلي معهد الكلمة المتجسد سيسبقها لقاء مع المؤمنين أمام كاتدرائية فانيمو، مضى الكاهن الأرجنتيني يقول، لافتا إلى أن الحبر الأعظم سيقوم بوضع وردة ذهبية أمام تمثال العذراء سيدة لوخان، التي هي شفيعة الأرجنتين. وأضاف دي لا كال أنه في تلك المناسبة ستُرفع صلوات التكريس، إذ سيُكرس المرسلون كل نشاطهم الرسولي للرب. وقال إن المؤمنين في بابوا غينيا الجديدة يكنّون محبة كبيرة لعذراء لوخان والتي هي أيضا شفيعة معهد الكلمة المتجسد، وقد جاء بها هؤلاء المرسلون إلى بابوا لخمس وعشرين سنة خلت، وبالتحديد في الثامن من أيلول سبتمبر، يوم عيد مولد العذراء.

في سياق حديثه عن المرسلين المتواجدين في البلاد منذ سبع وعشرين سنة قال الكاهن الأرجنتيني إن عدد هؤلاء هو ستة كهنة في الوقت الراهن، بينهم اثنان يعيشان حياة تأملية، وآخر يعمل لصالح مجلس الأساقفة المحلي، وقد أُسندت إليه مهمة ترجمة الأناجيل الأربعة إلى اللهجة المحلية، وهو يتابع أيضا دعوى تقديس أول طوباوي من بابوا غينيا الجديدة، بيتر تورو. ولفت أيضا إلى أن مرسلي معهد الكلمة المتجسد افتتحوا أول إكليريكية أبرشية بالتعاون مع الأسقف آنذاك سيزار بونيفينتو. وأُسندت إليهم رعية ساحلية، هي رعية الثالوث الأقدس، وهم يهتمون بها روحياً منذ ذلك التاريخ. وأشار أيضا إلى أن المرسلين متواجدون في الأدغال والمناطق النائية.

في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني شاء الأب دي لا كال أن يعبر مرة جديدة عن فرحة السكان في بابوا غينيا الجديدة للقاء البابا، مشيرا إلى أن الأطفال وأهلهم عملوا بجهد وقدموا التضحيات من أجل تنظيم الحفل الموسيقي على شرف البابا فرنسيس.