د. ممدوح حليم
وعد الله ابرآم ( ومعنى اسمه الاب الرفيع أو الأب المكرم ) والذي غير الله اسمه فيما بعد إلى إبراهيم ( ومعناه أب لجمهور ) ، وعده أن يكون له نسل عظيم كثير العدد، ظهر له الرب مرة وقال له:
«انظر إلى السماء وعد النجوم إن استطعت أن تعدها». وقال له: «هكذا يكون نسلك». (التكوين ١٥: ٥)
على أنه تباطأ الرب في تنفيذ وعده لكي يختبر إيمانه، فما كان من زوجته ساراي ( ومعنى اسمها أميرتي) وقد تغير اسمها ليصبح سارة أي اميرة، أن طلبت من إبراهيم أن يتزوج جاريتها/ خادمتها وتدعى هاجر ( ومعنى اسمها هجرة ) لتنجب له. كانت هذه عقلية ذلك الزمان، إذا لم تنجب امرأة تدفع جاريتها لزوجها ليحسب المولود للزوجة الأصلية.
حبلت هاجر ، دعنا نقرأ القصة من مصدرها وهو سفر التكوين، جاء به:
١ وأما ساراي امرأة أبرام فلم تلد له. وكانت لها جارية مصرية اسمها هاجر، ٢ فقالت ساراي لأبرام: «هوذا الرب قد أمسكني عن الولادة. ادخل على جاريتي لعلي أرزق منها بنين». فسمع أبرام لقول ساراي. ٣ فأخذت ساراي امرأة أبرام هاجر المصرية جاريتها، من بعد عشر سنين لإقامة أبرام في أرض كنعان، وأعطتها لأبرام رجلها زوجة له. ٤ فدخل على هاجر فحبلت. ولما رأت أنها حبلت صغرت مولاتها في عينيها. ٥ فقالت ساراي لأبرام: «ظلمي عليك! أنا دفعت جاريتي إلى حضنك، فلما رأت أنها حبلت صغرت في عينيها. يقضي الرب بيني وبينك». ٦ فقال أبرام لساراي: «هوذا جاريتك في يدك. افعلي بها ما يحسن في عينيك». فأذلتها ساراي، فهربت من وجهها. (التكوين ١٦: ١-٦)
لقد اخطأ إبراهيم إذ أتبع مشورة زوجته، وتزوج جاريتها وهذا ضد إيمانه بوعد الرب له. لقد جلب ذلك له متاعب كما سنرى فيما بعد. من الواضح أن شخصية إبراهيم كانت أضعف من شخصية زوجته سارة وينساق لرأيها الأمر الذي جلب له مشاكل كثيرة. اخطأت سارة حين زوجته جاريتها ، الأمر الذي ندمت عليه فيما بعد وعانت منه. واخطأت هاجر حين احتقرت سيدتها بعد أن حملت. واخيرا اخطأ إبراهيم ثانية حين ترك أمر التصرف في أمر هاجر لزوجته الأصلية سارة، وكان من المتوقع أنها ستنتقم منها. لقد كان إبراهيم حريصاً على إرضاء سارة خاضعا لها.
إن للقصة تفاصيل أخرى سنعرفها في الحلقات القادمة.