د.امير فهمي زخاري 

المسيح: أخلى نفسه .. وضع نفسه .. قدم نفسهِ.
 
١- أخلى نفسه:
" الذي إذ كان في (صورة الله) [الكائن في هيئة الله] لم يحسب خلسةً [لم يعتبر مساوته لله خلسة أو غنيمة يختلسها] أن يكون معادلاً لله . لكنهُ (أخلى) نفسه آخذاً صورة عبدٍ صائراً في شبه الناس." (فيلبي ٢: ٦&٧).
لاحظ أن المسيح هو الذي أخلى نفسه ولم يُخليهِ أحد، لأنه هو الله الظاهر في الجسد. 
 
٢- وضع نفسه:
 "وإذ وُجِد في الهيئة كإنسان (وضع) نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب" (فيلبي ٢: ٨).
فكما أخلى المسيح نفسه .. وضع أيضاً نفسه .. قال الرب لتلاميذهِ "لي سلطان أن (أضعها) ولي سلطان أن أخذها .." (يوحنا ١٠: ١٨).
لقد ظن بيلاطس أن له سلطان أن يُطلق المسيح أو يصلبه لكن الرب أجابه "لم يكن لك علىَّ (سلطان) البته لو لم تكن قد أِعطيت من فوق" (يوحنا ١٨: ١١).
 
٣- قدَّم نَفْسَهُ:
يقول كاتب العبرانيين مُقارناً بين الرب يسوع ورؤساء الكهنة الذين كانوا يقدمون ذبائح مُتكررة عن خطايا أنفسهم والشعب "الذي ليس له إضطرار كل يوم مثل رؤساء الكهنة أن يِقدم ذبائح أولاً عن خطايا نفسهِ [لأنه بلا خطية] ثم عن خطايا الشعب لأنه فعل هذا مرة واحدة [وليس عدة مرات] إذ (قَدَّمَ) نَفْسَهُ" (عبرانيين ٧: ٢٧).
 
 وفِي (عبرانيين ٩: ١٤) "فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح أزلي (قدم) نفسه لله بلا عيب".
وما أجمل أن نختم بهذا المشهد الأزلي. فالمسيح الأزلي، قدم نفسه بالروح الأزلي، لله الأزلي. حقاً كما يَقُول بولس الرسول "وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ رُفِعَ فِي الْمَجْدِ" (١ تيموثاوس ٣: ١٦).
ربنا يبارك حياتكم ويسعد ايامكم..