محرر الأقباط متحدون
البابا فرنسيس .. "إزاء الاختلافات في اللغات، التي تفرق وتبدِّد، نحتاج إلى لغة واحدة تساعدنا لكي نكون متّحدين" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته في لقائه مع الشباب في مدرج "SIR JOHN GUISE" في بورت مورسبي

في إطار زيارته الرسوليّة إلى بابوا غينيا الجديدة التقى قداسة البابا فرنسيس الشباب في مدرج "Sir John Guise" في بورت مورسبي وللمناسبة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها أنا سعيد بهذه الأيام التي أمضيتها في بلدكم، حيث يتعايش البحر والجبال والغابات الاستوائيّة. ولاسيما في بلد شاب يسكنه العديد من الشباب! وقد تمكنا جميعًا من أن نتأمَّل الوجه الشّاب للبلاد أيضًا من خلال العرض الذي رأيناه. شكرًا! أشكركم على فرحكم، وعلى الطريقة التي رويتم بها جمال بابوا "حيث يلتقي المحيط بالسّماء، وحيث تولد الأحلام وتنشأ التحدِّيات"، لكنني أشكركم بشكل خاص لأنّكم أطلقتم أمنية مهمّة للجميع: "واجهوا المستقبل بابتسامات رجاء!". أيّها الشّباب الأعزّاء، لم أرد أن أغادر هذا البلد بدون أن ألتقي بكم، لأنّكم الرجاء للمستقبل.  

تابع البابا فرنسيس يقول كيف يُبنَى المستقبل؟ ما المعنى الذي نريد أن نعطيه لحياتنا؟ أودّ أن أسمح لهذه الأسئلة أن تسائلني انطلاقًا من رواية في بداية الكتاب المقدس: رواية برج بابل. وهنا نرى نموذجَين يتعارضان، طريقتَين متعارضتَين للعيش وبناء المجتمع: إحداهما تؤدّي إلى الفوضى والتّشتت، والثّانية تؤدّي إلى الانسجام واللقاء مع الله ومع الإخوة. الفوضى والتّشتت، من جهة والانسجام واللقاء من جهة أخرى؛ والآن أسألكم أنتم ماذا ستختارون؟ هناك قصة في الكتاب المقدّس تروي أنّّ بعد الطّوفان الشّامل، تشتتت سلالة بني نوح وتفرَّقوا في جزر مختلفة، "كُلٌّ بِحَسَبِ لُغَتِه، وعشائِرِهم وأُمَمِهِم". وبدون أن يمحو اختلافاتهم، أعطاهم الله وسيلة للتواصل والاتّحاد. "فكانَتِ الأَرضُ كُلُّها لُغَةً واحِدة وكَلامًا واحدًا". وهذا يعني أنَّ الرب خلقنا لكي نكون في علاقة جيّدة مع الآخرين. إزاء هذه الاختلافات في اللغات، التي تفرق وتبدِّد، نحتاج إلى لغة واحدة تساعدنا لكي نكون متّحدين. لكني أسألكم: ما هي اللغة التي تعزز الصداقة، وتحطم جدران الانقسام، وتفتح لنا جميعًا الدرب لكي ندخل في عناق أخوي؟

أضاف الأب الأقدس يقول ما هي اللغة؟ أود أن أسمع من شخص منكم شجاع... من يستطيع أن يخبرني ما هي لغة الحب هذه؟ ما هي؟ من هو الأشجع فليرفع يده ويتقدم. [يجيب أحد الشباب: الحب]. هل أنتم مقتنعون بهذا؟ [أجاب الشباب: نعم!] فكروا في الأمر: وماذا هناك ضد الحب؟ الكراهية. ولكن هناك أيضًا شيء، ربما يكون أقبح من الكراهية: اللامبالاة تجاه الآخرين. هل فهمتم أن هناك كراهية وما هي اللامبالاة؟ هل فهمتم؟ [أجاب الشباب: نعم!] أنتم تعلمون أن اللامبالاة هي أمر سيء جدًّا، لأنك تترك الآخرين على الطريق، ولا تهتم بمساعدة الآخرين. إن اللامبالاة تجد جذورها في الأنانية. اسمعوا، في الحياة، أيها الشباب، يجب أن يكون لديكم قلق القلب بأن تعتنوا بالآخرين. يجب أن يكون لديكم قلقًا بشأن تكوين صداقات مع بعضكم البعض. ويجب أن تعتنوا بشيء سأخبركم به الآن، والذي ربما قد يبدو غريبًا بعض الشيء. هناك علاقة مهمة جداً في حياة الشاب: هناك القرب من الأجداد. هل توافقون؟ [أجاب الشباب: نعم!] الآن، لنقل معًا: "يعيش الأجداد!".

تابع الحبر الأعظم يقول لنعد إلى الرواية البيبلية لعائلة نوح. كان كل شخص يتحدّث لغة مختلفة، وحتى العديد من اللهجات. أود أن أسألكم: كم لهجة لديكم هنا؟ واحدة؟ اثنين؟ ثلاثة؟ لكن هل لديكم لغة مشتركة؟ فكروا جيدًا: هل لديكم لغة مشتركة؟ [أجاب الشباب: نعم!]. لغة القلب! لغة الحب! لغة القرب! وكذلك لغة الخدمة.

أيها الشباب الأعزاء، أنا سعيد بحماسكم وسعيد بكل ما تفعلونه وبما تفكرون فيه. لكنني أتساءل - انتبهوا إلى السؤال -: هل يمكن للشاب أن يخطئ؟ [أجاب الشباب: نعم!]. وهل يمكن أن يخطئ شخص بالغ؟ [أجاب الشباب: نعم!]. ورجل عجوز مثلي [أنا] هل يستطيع أن يخطئ؟ [أجاب الشباب: نعم!]. يمكننا جميعًا أن نرتكب الأخطاء. جميعًا. لكن المهم هو أن نتنبّه للخطأ. هذا مهم. نحن لسنا سوبرمان. يمكننا أن نخطئ. وهذا الأمر يمنحنا أيضًا اليقين: أنه يجب علينا دائمًا أن نصلح أنفسنا.

أضاف الأب الأقدس يقول في الحياة، يمكننا جميعا أن نسقط، جميعا. ولكن هناك أغنية جميلة جداً؛ أود منكم أن تتعلموها. إنها أغنية يغنيها الشباب عندما يتسلقون جبال الألب. تقول الأغنية: "في فن التسلق، المهم ليس ألا تسقط، وإنما ألا تبقى على الأرض". هل فهمتم هذا؟ [أجاب الشباب: نعم!] في الحياة، يمكننا جميعًا أن نسقط، جميعًا! هل من المهم ألا نسقط؟ أنا أسألكم. [أجاب الشباب: لا!] نعم، ولكن ما هو الأهم؟ [أجاب الشباب: أن ننهض!] ألا تبقى على الأرض.

تابع الحبر الأعظم يقول وإذا رأيت صديقاً أو رفيقاً أو صديقة في مثل عمرك قد سقط ماذا يجب أن تفعل؟ هل تضحك على ذلك؟ [أجاب الشباب: لا!] أنا لا أسمع. [كرر الشباب: لا!] عليك أن تنظر إليه وتساعده لكي ينهض. فكروا في أنه في موقف واحد فقط من الحياة يمكننا أن ننظر من الأعلى إلى الأسفل إلى شخص آخر: لكي نساعده على النهوض.. هل توافقون أم لا؟ [أجاب الشباب: نعم!]

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول الآن لنكرر معًا لكي نختتم. إنَّ المهم في الحياة ليس ألا تسقط، وإنما ألا تبقى على الأرض. أيها الشباب الأعزاء، أشكركم على فرحكم وحضوركم وأحلامكم. أصلي من أجلكم. ولا تنسوا أن تصلّوا من أجلي لأن المهمة ليست سهلة. شكرا جزيلا على حضوركم. شكرا جزيلا على رجائكم.