ياسر أيوب
بعد ثبوت تعاطيها المنشطات منذ أيام.. انضمت العداءة الروسية تاتيانا توماشوفا لقائمة طويلة من لاعبات ولاعبين تم تجريدهم من ميدالياتهم الأوليمبية.. ولا أحد حتى الآن يعرف هل ستعيد تاتيانا ميداليتها للجنة الأوليمبية الدولية أم ستقرر الاحتفاظ بها.
وعلى الأرجح ستحتفظ تاتيانا بميداليتها لأنها لم تعد تخشى العقاب القاسى الذى تفرضه اللجنة الأوليمبية الدولية على من يرفضون إعادة ميداليات لم يعودوا أصحابها.. فهى الآن فى الخمسين من عمرها ولم تعد تجرى وسيصعب عليها إعادة ميدالية احتفظت بها 12 عاما حين فازت بفضية سباق 1500 متر فى دورة لندن 2012.. ويحفل التاريخ الأوليمبى بكثيرين تم تجريدهم من ميدالياتهم لأسباب مختلفة، أهمها وأشهرها وأكثرها ثبوت تعاطى المنشطات.
وإذا كانت روسيا هى أكثر دولة فى العالم تم سحب الميداليات من 47 لاعبة ولاعبا من أبنائها وأضيفت إليهم تاتيانا.. فإن الأمريكى فرانك جوزيف فلويد كان أول لاعب أوليمبى اضطر لإعادة ميداليتين فضية وبرونزية فاز بهما فى الملاكمة فى دورة سانت لويس 1904.. وكان السبب الذى لم يتكرر بعد ذلك أنه شارك فى الدورة الأوليمبية باسم جاك إيجان الذى لم يكن اسمه الحقيقى.
ولسبب أغرب كان المنتخب السويدى للفروسية هو أول فريق أوليمبى يتم تجريده من ميداليته الذهبية التى فاز بها فى دورة لندن 1948.. فقد اكتشفت اللجنة الأوليمبية الدولية بعد انتهاء الدورة أن زينال بيرسون أحد لاعبى الفريق لم يكن ضابطا إنما جندى عادى وهو ما لم يكن مسموحا به وقتها فى الفروسية كلعبة أوليمبية للضباط والنبلاء فقط.. وتوالت الحكايات لتصبح هناك أكثر من 160 ميدالية أوليمبية تم سحبها من أصحابها فى 38 دولة، على رأسها روسيا ثم الولايات المتحدة وأوكرانيا.
وكانت ألعاب القوى هى أكثر لعبة أوليمبية شهدت تجريد أبطالها من ميدالياتهم تليها رفع الأثقال.. وكان الرجال هم الأكثر من النساء فقدا للميداليات بنسبة 54.4٪.. وكانت هناك أيضا حكايات مثيرة عن ميداليات تم سحبها ثم أعيدت لأصحابها بعد ثبوت براءتهم.. وحكايات أخرى عن ميداليات تم سحبها ثم إعادتها ثم سحبها مرة أخرى.. لكن الحكايات الأكثر إثارة هى التى رفض أصحابها إعادة ميدالياتهم للجنة الأوليمبية الدولية.
وأعرف أنه يصعب التعاطف مع من تمت إدانتهم بالغش والخداع.. لكننى أتوقف أمام هذه الدراما الأوليمبية.. بطلة أو بطل لعب وفاز بميدالية تسلمها فوق منصة التتويج وعاد بها إلى بلده محاصرا بأضواء الإعلام وحفلات التكريم والمكافآت والهدايا.. وعاش سنينا كبطل أوليمبى يلقى طول الوقت التقدير والاحترام حتى يخبروه فجأة بأن الميدالية لم تكن من حقه وكل ما جرى كان خطأ لابد من تصحيحه.
نقلا المصرى اليوم