الاب جون جبرائيل
«صار الكلمة جسدًا لكي يجعلنا «شركاء في الطبيعة الإلهية» (١ بط ١: ٢): "فهذا هو السبب الذي من أجله صار الكلمة بشرًا، وابن الله ابن الإنسان: لكي يصير الإنسان ابن الله بدخوله في الشركة مع الكلمة وبنيله هكذا البنوة الإلهية"، إذ "ابن الله الوحيد، إذ أراد أن نشاركه في ألوهيته، تلبّس طبيعتنا حتى إذا صار هو بشرًا يصير البشر آلهة."»
التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيّة، فقرة ٤٦٠.
جملة ”لأن ابن الله صار إنسانًا لكي نصير نحن إلهًا‘ هي اقتباس من القدّيس أثناسيوس من كتابه "في التجسّد".
هل يستخدم "التعليم المسيحي" اقتباسًا من القدّيس أثناسيوس ليعلّم تعدّد الآلهة؟ في الحقيقة يدين التعليم نفسه تعدد الآلهة صراحةً في الفقرة ٢١١٢:
«الوصية الأولى تدين الشرك بالله. فهي تطلب من الإنسان ألاّ يؤمن بآلهة أخرى غير الإله الواحد الحقيقي، وألاّ يعبدها. ويذكّر الكتاب المقدس باستمرار بهذا الرفض ”الأوثان (من) فضة وذهب عمل أيدي الناس. لَهُمْ أَفْوَاهٌ وَلاَ يَتَكَلَّمُونَ، وَأَعْيُنٌ وَلاَ يُبْصِرُونَ“. هذه الأصنام الفارغة تجعل عابديها فارغين: ”الذين يصنعونها هم مثلهم وكذلك كل من يثقون بها.“ 42 أمّا الله فهو ”الله الحي“ 43 الذي يعطي الحياة ويتدخل في التاريخ.»
هل يُعقل أن يكون قدّيسٌ ومعلّم مثل القديس أثناسيوس يجهل الحقيقة الميتافيزيقية بأن طبيعة الله فريدة تمامًا ولا يمكن أن يمتلكها مخلوقٌ؟
فما معنى أن نصير إلهًا أو "شركاء في الطبيعة الإلهيّة"؟
إنّ "المشاركة في الطبيعة الإلهية" تعني أننا بصفتنا بشرًا نشترك في ما يُعرَّف في الفلسفة واللاهوت علي أنّه صفات الله القابلة للاشتراك أو المنح (الصلاح والقداسة والمحبّة إلخ) وليس صفاته غير القابلة للاشتراك (العلم والقدرة الكلّيّة، والوجود المطلق).
هذه المشاركة في الطبيعة الإلهية معروفة في تقليد الكنيسة شرقًا وغربًا باسم "التألُّه".
يسوع هو ابن الله الوحيد بطبيعته (يوحنا 1: 18، 3: 16)، ومع ذلك يمكننا أن نشاركه في بنوته عن طريق المشاركة (1 يوحنا 3: 2)، هكذا أيضًا يمكننا أن نشارك في طبيعة الله بالنعمة مع أنه وحدَه لا متناهٍ.