بِقلم جُورج حَبيبْ
وَكَثيرِ الشَكوي هي عِندُه غَايةً
فَصَنعَتهُ الشَكوي وَهي لَديه هِوايةً
مَا لاَم يَوماً نَفسهِ فغَيره المُتسَبب
وَهو مِسكين مُضطر أن يُخطىء
فَالكُل وَاقفاً لَه بِالمرصَاد
والجمع له متفرغا وفي عَملهِ ليس بجَاد
مَا سَمع يَوماً مِن آحدا نَصِيحةً
وَكيف يَنصَحهه آحداً إنها لجَريمةً
كَيف وَهو صَاحبُ القُدرَاتْ
والكُلِ لَيس بِجَادٍ وَلديهِ إنفِلاتْ
وَعَجباً المُشتَكي كَالقَش يَطير
وَليسْ لَديه مَا يُثقلهُ لأنه قَدير
يَا عَزيزيِ الشَكوي مَا قَدمتْ آحداً
وَمنْ يَشكو يَظل عَلي حَالهِ آبداً
يَمشي وَيتقَدم الآخروُن
وَهو فيِ مَكانه يَشكو بِجِنونْ
يَا ليتكَ تَرى آخطَاءك
عِندهَا تُشفَي وَتَتلقي عِلاَجك
فَالأعتِراف بِالخَطأ لُغة النَاجِحين
ومَن إعترف بِخَطأه هُو من الفَاهِمين
وَليس عَيباً أن يُخطيء المَرءِ
وَلكن العَيب أن يَشتَكي بِغير حَقٍ