د. وسيم السيسي
دعانى سمو الأمير تركى بن طلال، أمير عسير، لزيارته فى السعودية، وكان ذلك فى مارس ٢٠٢٣، وقد لبيت الدعوة، وكانت أيامًا بكل الأيام، كتبت عنها فى جريدتى «المصرى اليوم» بالتفصيل. دعوت سمو الأمير لزيارتى فى المعادى إذا زار بلده الثانى مصر، وقد شرفنى بهذه الزيارة الملكية بتاريخ ٦- ٩- ٢٠٢٤.
كان يومًا جميلًا، والجمال ليس فقط ما نراه، ولكن أيضًا ما نحسه!. عرَّفنا سمو الأمير على بناته الأربع: الأميرة العنود، الأميرة علياء، الأميرة عبير، والأميرة الجوهرة، أما ابنه الأمير عبدالعزيز فلم يكن حاضرًا هذا اللقاء، وبدورى عرّفته على زوجتى، الدكتورة سوزان، إخصائية العيون، الحاصلة على دبلوم الآثار من جامعة القاهرة، وابنى أوريجانوس، العالِم السكندرى، الذى كتبوا عنه: إذا سمعت جملة لأوريجانوس سارع بكتابتها على طرف قميصك إذا لم يكن لديك ورقة تكتب عليها!.
العلّامة أوريجانوس كان مصريًّا صعيديًّا عاش فى القرن الثانى الميلادى، ثم ابنتى دكتورة ساندرا، مدرس الأمراض النفسية فى جامعة القاهرة، ثم زوجها جورج زاهر، جراح التجميل المشهور، ثم الفنانة الجميلة ابنتى الصغرى أفروديت، «ربة الحب والجمال اليونانية»، التى تُحيى حرفة على وشك الاندثار، وهى تشكيل الزجاج المصهور.
سمو الأمير حاصل على بكالوريوس العلوم السياسية مع مرتبة الشرف، أكاديمية ساند هيرست بالمملكة المتحدة، كلية طيران الجيش بالولايات المتحدة الأمريكية، الدكتوراه الفخرية من جامعة عمان العربية. سمو الأمير صانع سلام، مساعيه دائمة للصلح بين القبائل المتخاصمة، أنهى خصامًا بين قبيلتين كان بينهما ثأر عمره ١٠٢ سنة!!.
قاد عملية إغاثية عاجلة للإخوة الفلسطينيين، كما قام بعمليات إغاثة للسوريين واللبنانيين، قلت له: قال السيد المسيح: طوبى لصانعى السلام لأنهم أبناء الله يدعون، وكتابى: إحنا مين الذى أهديه لكم اليوم، كتبت إهداء كلماته تقول:
اسمك أصبح نداء النجدة للمكروبين
وقلبك أصبح مرفأ الراحة للمتعبين
سمو الأمير له مقالات عديدة منها: إليكم أقول.. هذا غير معقول، ومقالة أخرى تقول:
أخ فى الإيمان.. ونظير فى الخلق.
سمو الأمير تركى بن طلال عاشق لمصر، يعرف عن حرب ٧٣ ما لا يعرفه الكثيرون عنها، حدّثنا عن «باقى» وخراطيم المياه، قفل مواسير النابالم، معركة الطيران بالمنصورة، الشفرة النوبية، الجندى المصرى، بكاء جولدا مائير وطلبها النجدة لأن إسرائيل على وشك الفناء.
سألته عن ملحمة الرياض، فقص علينا قصة كفاح بطلها الأمير عبدالعزيز آل سعود، قصة تُكتب حروفها بالنور.
تعرفت فى هذه الليلة الجميلة على الأمير سلطان بن تركى آل سعود، وهو من أجمل الشخصيات وأحبها إلى قلبى، كان من ضمن الحضور مع سمو الأمير تركى بن طلال، الفنان الموهوب وعازف الأورج المحبوب مجدى الحسينى.
مصر ليست وحدها، مصر قوية بمَن حولها من دول عربية محبة لها، كذلك هذه الدول قوية بمصر التى لم تتخلَّ عنها يومًا.
لن ننسى للمملكة العربية السعودية موقفها النبيل العظيم فى حربنا ١٩٧٣، والذى جعل أوروبا ترتجف خوفًا فى الصيف وبردًا فى الشتاء.
عاشت مصر حرة، وعاشت الوحدة العربية دائمًا وأبدًا.
نقلا عن المصرى اليوم