ياسر أيوب

المباراة التى انتهت منذ يومين بفوز ألمانيا على الأرجنتين فى دور الـ16 لكأس العالم للكرة النسائية تحت 20 سنة فى كولومبيا كانت ثالث مباراة فى البطولة تحكمها المصرية شاهندة المغربى، بعدما قامت بتحكيم مباراتين فى دور المجموعات.. كندا وفيجى فى المجموعة الثانية واليابان والنمسا فى المجموعة الخامسة. وكانت شاهندة إحدى اثنتين فقط فى إفريقيا اختارهما «فيفا» للتحكيم فى هذه البطولة مع أكيسى كونان من كوت ديفوار.

 

وكانت شاهندة قبل السفر إلى كولومبيا قد أدارت المباراة الفاصلة بين نيجيريا وليبيريا، والتى انتهت بتأهل نيجيريا إلى نهائيات كأس العالم للكرة النسائية تحت 17 سنة فى الدومينيكان الشهر المقبل.. وأدارت قبل ذلك مباريات دولية، وشاركت فى تحكيم كأس أمم إفريقيا الأخيرة «سيدات» فى المغرب.. أصبحت بعدها إحدى المتميزات فى التحكيم الكروى الإفريقى والدولى.. ولا تقتصر نجاحات شاهندة على الكرة النسائية فقط.

 

لكنها نجحت أيضًا وكثيرًا فى مباريات الرجال.. وبدأت شاهندة تحكيم مباريات الرجال بالدرجتين الثالثة والرابعة، وكان ذلك أحد أهم أسباب وعوامل نجاحها.. فإدارة مباريات للرجال بعيدًا عن مراقبة الإعلام واهتمام حقيقى وكامل من اتحاد الكرة ولجانه، وفى ملاعب معظمها غير لائق، وتسمح بالشغب والعنف والاقتحام.. كل هذه الأجواء كانت المدرسة الحقيقية التى تعلمت فيها شاهندة كيف تفرض على الجميع احترام شخصيتها وقراراتها سواء كانوا لاعبين أو مدربين أو مسؤولين أو جماهير.

وبدأت بعدها شاهندة تحكيم مباريات درجات أعلى، وكانت الحَكَم الرابع فى مباراة الاتحاد والنصر فى كأس مصر 2019.. والحَكَم الرابع فى مباراة بيراميدز وإف سى مصر فى الدورى الممتاز 2021.. ثم أدارت مباراة المصرى وإيسترن كومبانى فى كأس الرابطة.. وحين أدارت مباراة سموحة وفاركو فى الموسم قبل الماضى للدورى الممتاز.. أصبحت ابنة الإسكندرية أول امرأة تحكم مباراة فى تاريخ الدورى المصرى الممتاز.

 

كما أدارت المباراة الاستعراضية فى افتتاح تطوير مشروع الهدف بالقاهرة بين فريقين قاد أحدهما إنفانتينو، رئيس «فيفا»، وقاد الفريق الآخر موتسيبى، رئيس «كاف». ودائمًا يشيد بها «فيفا» مثلما أشاد بها الإيطاليون أيضًا، وأكدوا أنها تستحق لقب «كولينا»، الذى أطلقه عليها كثيرون لقوة شخصيتها، حيث يبقى الإيطالى «كولينا» أحد أشهر وأهم حكام العالم.. وبدأت حكاية شاهندة مع كرة القدم كلاعبة فى أندية سموحة والمقاصة والطيران، ثم قررت الاتجاه إلى التحكيم، ونجحت فيه محليًّا ودوليًّا.

 

 

وكان أصعب موقف واجهته شاهندة حين قام أحد اللاعبين بالبصق عليها، فقررت على الفور طرده من الملعب، مع نظرات حاسمة احترمها الملعب كله.. لكن الموقف الأغرب كان حين عرض عليها أحد المدربين الزواج أثناء إحدى المباريات، ورفضت شاهندة هذا الطلب بمنتهى الوقار والهدوء.

نقلا عن المصرى اليوم