نسيم مجلى
شخصية المسيح التاريخية
1- فى الكتابات الغنوصية 
كثيرة هى الأبحاث التاريخية التى تمت لاستجلاء الحقيقة حول شخصية المسيح: متى ولد وأين عاش؟ ماحقيقة هذا الإنسان وماهى صفاته؟ وماذا يقول التاريخ عنه؟ 
 
وفى قراءتى لعديد من الكتب التى تتناول هذا الموضوع قديما وحديثا عثرت على كتاب " ملفات المسيح" The CHRIST FILES   لباحث فى التاريخ القديم بجامعة ماكارىفى مدينة سيدنىباستراليا حيث يقوم بتدريس الأصول الأولى للمسيحيةوالديانات العالمية. وهو كتاب مركز وشديد العمق يشتمل على فحص بالغ الدقة للملفات القديمة والحديثة ولايتحرج من ذكر بعض الشكوك والمزاعم التى علقت بشخصية المسيح او بأناجيل العهد الجديد الأربعة إذ يقول:     
 
" فيما يختص بالمجادلاتالتى تدور حول الإنجيل والديانة المسيحية، فقد حان الوقت لرفض الأساطير والنظر فى الحقائق. ففى سنة 1945 تم اكتشاف ملفات نجع حمادىفى مصر" وقيل عنها إنها تحتوىعلى أقوال للمسيح سجلها أحد تلاميذه، توما. وقد رفضتها الكنيسة. وبعد فحص هذه الكتابات يقول جون ديكسون مؤلف الكتاب:  
 
" فإننى أقول بصريح العبارة، ليس هناك بين المؤرخين المختصينعلىمستوى العالم من يمكنه القول أن مجموعة نجع حمادى تحتوى على إنجيل قديم أوحتىعلى عبارات قالها أحد من تلاميذ المسيح – سواء توما أو غيره. لأن إنجيل توما المزعوم كتب تحت اسم مزيف فى منتصف القرن الثانىالميلادى بعد أن مات توما الحقيقى بقرن من الزمان. وكل ماجاءفيهعن الحروب والمرأة من أقوال ليست أبدا منأقوال السيدالمسيحبل هذهأراء الذين كتبوا هذاالنص."  وهذه الأقوال هىالـتى بنى عليها دان براون روايته "شفرة دافنشى" التي تشير إلى أن المسيح تزوج مارىماجدولينوأنجب منها أولادا.
ولكن هذا النص المنسوب إلى توما لايقول شيئا من هذا القبيل، وكل ما نجده هو "قبلة" لكن أولئك الذين يحبون نسج الحكايات الرومانسيةسوف يخيب ظنهم لأن المؤرخين يؤكدون أن الإشارة إلى القبلة هنا هى طقس دينى وليسإشارة رومانسية، فتقبيل المؤمنين بعضهم بعضا كانت مسألة منتشرة بين المؤمنين على مستوى واسع فى العصور الأولى للمسيحية، وانجيل العهد الجديد يحضنا على أن نقبل بعضنا بعضا بقلبة مقدسة أثناء الصلاة.
 
 إن الأناجيل المعتمدة هى متى ومرقس ولوقا ويوحنا التى تم تدوينها فى القرن الأول الميلادى، والتى نتج عن وجودها صناعةهامةهى كتابة الأناجيل فى القرنين الثانى والثالث للميلاد. ومع انتشار المسيحية فى الشرق الأوسط أخذت بعض الجماعات المنشقة حديثا تقلد التعاليم القديمة للسيد المسيح وتتوسع فيها وأحيانا تعيد كتابتها، ووضعوا كتبهم بأسماء بعض تلاميذ المسيح القدامى مثل توما وفيليب ومارىماجدولين وهكذا. وبهذه الطريقة استطاعوا أن يزعموا أن المسيح نفسه قد علم هذه الأراء الشاذة.
 
وكان من الأسباب التى جعلت المسيحيين الأوائل يرفضون هذه الكتب هى صدورها عن مصدر مجهول. فقد عرفت الكنيسة أناجيل متى ومرقس ولوقا ويوحنا فبل ذلك بخمسين أومائة عام، وفجأة تخرج علينا إحدى الجماعات وبعد مئات السنين فى 1945 لتدعى أنها اكتشفت كتابا كتبه توما أو فيليب أو يهوذا أو غيره.
 
والغريب أن هذه الأناجيل المزيفة أو الغنوصية لاتهتم بما نسميه "المسيح التاريخى".  ولاتهتم بمسألة أين ولد يسوع المسيح؟، وأين نشأ؟وماهىالصراعاتالتىحدثت بينه وبين السلطاتفي زمنه؟، من هم الذين شفاهم وهكذا.فالأناجيل الغنوسية عبارة عن مجموعة من المعلومات وضعت على شفتىشخص مجهول الهويةليس له تاريخ معروف نزل كالبرق من السماءلكى ينقل لنا بعض الأسرار الخفية، ثم خرج من عالمنا الطبيعى بأسرع مايمكن،هذا هو التجديد الآخرالذى تقدمه هذه الألناجيل الغنوصية.
 
 إنها تكره العالم الطبيعى، عالم الزهور، وعالم الطعام، وتزدرى الأحاسيس الجسدية وهكذا. إذتعلم الناس أن إله العهد القديم الخالق كان إلها فاسدا، ومكانته أدنى درجة من الأرباب. فالمسيح لم يأت ليكشف لنا هذا الوغد وإنما جاء ليخلصنا من ضلالات اليهود ويحرر أرواحنا حتى يمكننا أن نعود إلى الكائن الأسمى الموجود وراء هذا العالم الزائل.
 
برغم هذا فإن الأناجيل الغنوصية تعادى السامية. هذا أحد الأسباب التى لم تترك لهذه الكتابات الغنوصية فرصة للقبولعندأغلبية المسيحيين، لأن كل مسيحى يعرف أن يسوع المسيح يهودى، ورغم انتقاده للعبادات اليهودية، فإنه جاء لتحقيق الوعود التى أعطيت لإسرائيل فى كتاب العهد القديم.وهنا يطرح المؤلف جون ديكسون سؤالا: 
 
هل لهذه الكتابات الغنوصية فائدة تذكر للمؤرخ الحديث؟  
ويجيب: نعم، لأن هذه الوثائق تكشف لنا شيئا عن أراء بعض الجماعات المسيحية التى عاشت فى القرنين الثانى والثالث للميلاد. فالمؤرخون يدرسون هذه النصوص ليكتسبوا رؤية أوسع عما نسميه "المسيحية الأولى" لكن لأن هذه الكتب قد تم تأليفها فى زمن متأخر جدا، ولأن تعاليمها لاتجد ما يؤيدها فىأى وثائق أخرى، فإن التيار الرئيسى للباحثين يعتقد أن هذه الأناجيل الغنوصية عديمة الفائدة فى عملية البحث عن شخصية يسوع المسيح التاريخية.
 ثم يضيف الكاتب وفيما يختص بحياة المسيح فإن نصوص إنجيل العهد الجديد لازالت فى موقع الصدارة بالنسبة للبحوث التاريخية. فهى الكتابات الأكثر ثراء والأوفر غزارة فى المعلومات وكذلك الأكثر مصداقية. على الجانب الآخر،فإن الأناجيل الغنوصية مثيرة للدهشة دون فائدة فعلية فى عملية البحث عن الرجل الذى عاش قبل ذلك بقرن أوقرنين من الزمان.
 
2- المسيح فى الكتابات الوثنية القديمة:
   كان شخصامثيرا للقلاقل
حوالى 175م كتب أحد المفكرين الوثنيين واسمه سيلسوسCelsus كتابا بعنوان 
" العقيدة الصحيحة " يهاجم فيه المسيحية، ويفسر المعجزات التى قام بها المسيح بأنها مجرد أعمال سحرية من أسحار المصريين. فقال:
" بعد أنوضع يسوع يده على هذه القوى السحرية بصفة خاصة، رجع من هناك(من مصر) وبناء على هذه القوات أطلق على نفسه لقب إله" (هذا الكتاب اقتبسه أوريجينفىالقرن الثالثفىكتابه: ضد سيلسوسِAgainst  Celsus).  ولكونه كتب فى أواخر القرن الثانى فمن الصعب إعطاء أى قيمة لعبارات سيلسوس، فكتاباته تتشابه كثيرا مع مجادلات اليهود المبكرة ضد المسيحية، وربما استقاها من هذا المصدر. ورغم ذلك، فإن تعليقاته تعطى فكرة جيدة عن الكيفية التى كان ينظر بها المفكرون الإغريق إلى الأخبار المنتشرة حول شخصية المسيح. ومن هذا يستنتج جون ديكسون مؤلف الكتاب الذى بين أيدينا أن أحدا لم يشك فى وجود شخصية يسوع المسيح قط لكن الكثير منهم كان يعتبره ساحرا أو دجالا.   
 
لوقاينوسالسومسطائى (115-200 م)   
  كان لوقيانوسأحد الكتاب الإغريق وكان مشهورا بكتاباته الساخرة. فى كتابه "موت بريجرينوسThe Death of Peregrinus"يتهكم فيه على أحد الدجالين واسمه بريجرينوس يتجول بين المسيحيين الفلسطينيين. وهويشير إلىمؤسس المسيحية فيقول:
" إنه الشخص الذى مازال الناس يعبدونه حتى اليوم. إنهالفلسطينىالذى صلب لأنه جاء بهذه الديانة الجديدة إلى العالم، ...  فوق ذلك، فإنه أول من أعطاهم الشريعة first lawgiver وأقنعهم أنه بمجرد أن يتنكروا للألهة اليونانية ويبدأوافى عبادة ذلك السوفسطائى المصلوب ويعيشون حسب مبادئه يصيرون أخوة بعضهم لبعض.
 
سيتونيوسSEUTONIUS
  مؤرخ رومانىإسمه جايوس سيتونويسترانكيلوس، مؤلف كتاب " حياة القياصرة " (120م). يقول فى كتابه" حياة كلوديوس" إن كلوديوس طرد اليهود من روما (49 م) بسبب الشغب الذى كانوا يحدثونه بتحريض من Chrestus. ويتفق معظم المؤرخين ودارسوا انجيل العهد الجديدأن سوتونيس خلط بين عبد إسمهكريستوس وبين لقب "المسيح" الذىيطلقه اليهود عليه(والذى يعنى الشخص الممسوح) وربما كان النص يشير إلى الإضطراباتالتى كانت تقع من اليهود الرومان، وكان منهم ألالا ف الذين يعلنون أن المسيح هو المسيااليهودى.  
 
وقد شهدت بعض المدن الأخرى اضطرابات مشابهة. فطرد كلوديوس اليهود من روما ويذكر مصادفة أيضا فى أقدم النصوص المسيحية مثل أعمال الرسل حيث نقرأ:      
 
"هناك تقابل (بولس الرسول) مع يهودىإسمهأكويللا، من مواطنىبونط، جاء حديثا من إيطاليا مع زوجته بريسيللا، لأن كلوديوس أمر كل اليهود بأن يتركوا روما.(أعمال الرسل 18:2)          
 
أماالمؤرختاسيتوسTacitus (36-120) فيؤكد صلب المسيح 
 
هو كورنيليوستاسيتوس، أعظم مؤرخى روما القديمة وخطيبها المفوه، والموظف العمومى صاحب المكانة الرفيعة.  إن معظم ما نقرأه عن أباطرة الرومان يأتى من كتابيه
 
"التاريخ"، و"لحوليات ". فى كتابه الحوليات يذكر تاسيتوس موت المسيح وإزدهار حركة دينية بإسمه.     
 
 ونص تاسيتوس ساخر، معادى للمسيحية فى أسلوبه. حيث يقول:     
المسيحيون يستمدون إسمهم من رجل إسمه المسيح، هذا الرجل الذى تم إعدامه فى عهد الإمبراطور تيباريوس بناء على حكم أصدره الحاكم الرومانى بيلاطس البنطى، وهكذا تم قمع الفتنة القاتلة إلى حين، لكنها لم تلبث أن انطلقت من جديد ليس فى اليهودية فقط، المصدر الأولللشر كله، بل تعدتها إلى مدينة روما ذاتها، حيث تجمعت كل الأفعال الخبيثة والفاضحة من كل أجزاء العالم وصارت متفشية.     
 
 لم يكن تاسيتوس معجبا بالمسيحية، لكن ازدراءه لهذه الحركة الدينية، لم يمنعه من سرد بعض التفاصيل الهامة عن مؤسسها: متى وأين عاش يسوع المسيح، لقبه وملابسات قتله.وأهم ما يستوقفنا هنا هو إثباته لواقعة صلب المسيح فى فلسطين على يد بيلاطس البنطى.
 
بلينى الصغير، وهذا اختصاار لاسمه، (61-113م)      
هوأحد المعاصرينلتاسيتوسوهوالحاكمالرومانى الثرى لمنطقة بيثينيا بجنوب تركيا، كتب كثيرا من الخطابات ذات الطبيعة الرسمية وشبه الرسمية، ثم نشرها فى سلسلة من المجلدات.   
  
فى سنة 110 كتب بلينىيطلب من الإمبراطورتراجان نصيحته فى كيفية التعامل مع طائفة المسيحيين الجديدة (الكتاب العاشر، خطاب رقم 96) يسأل على وجه الخصوص، إذا كان يجب عليه أن يستمرفى إعدام الذين يعبدون يسوع المسيح. وبناء على مقابلاته بالمسيحيين الأوائل كتب يقول:     
"إن كل خطيئتهم أوخطأهملايزيد عن الآتى؛ إنهم يلتقون فى فجر يوم محدد ويغنون فى تبادل الأصوات بين مجموعتين ترنيمة للمسيح باعتباره إله، ويقسمون فيما بينهم ألا يرتكبواأى جريمة كجرائم السرقة والنهب أو الزنا، وألا يخلفوا عهدا."
 هذا النص مهم بصفة أساسية فى تأكيده لنوعية الحياة المسيحية فى الكنيسة الأولى.     
 

3-المسيح فى الكتابات اليهودية القديمة 
  ساحر ومخادع             
  كان المسيح يهوديا – ولد يهوديا، ونشأ يهوديا، وحضر اجتماعات المحفل اليهودى، ومارس العبادة فى المعبد ليهودى، وكون فريقا ممن يتبعون العقيدة اليهودية وهو يعتقد أنه بهذا إنما يكمل كل شىء ذكرته الكتب اليهودية المقدسة عن مجىءالمسيا، المسيح.
 
 فكيف كان رد فعل اليهود تجاه المسيح؟ إنه سؤال معقد. لنتذكر أن المؤمنين الأوائل كانوا كلهم يهودا (الذىتصادف أنهم اعتقدوا أن المسيا الذى كانوا ينتطرونه قد جاء). فالقديس يولس مثلا، الذى تشكل رسائله جزءا كبيرا من العهد الجديد، كان فريسيا(يهودى ذو مكانة رفيعة)، وهو الذى أعلن أنه رأى المسيح خارجا حيا من القبر. فكتابات بولس تقدم لنا نمطا من أنماط الاستجابة اليهودية للمسيح،وهى استجابة طيبة. فالأناجيل- التى تجتوى بيوجرافيا العهد الجديد حول المسيح –من الواضح أنها يهودية. مادتها أتية مناليهود الذين إتبعوا المسيح.
 
وهنا يلاجظ الكاتب أن أعنف الانتقادات ضد المسيح لم تأت من الوثنيين الذين رأوا المسيح اساسا كانسانغيرعادى - وإنما جاءت من أبناء وطنه.
 
 التلمود والتشريعات اليهودية تؤكد محاكمتهم وصلبهم للمسيح.
 
التلمود هو شرح قديم للشريعة اليهودية. فى أحد أقسام التلمود المعروف باسم (باريزاسانهدرين) )baraitha  Sanhedrin 43a-b10-200 م)  نجد تقريرا بعنوان  " جرائم يسوع المسيح ، محاكمته وإعدامه ":   
    
فى عشية عيد الفصح تم شنق يسوع (على صليب) وقبل تنفيذ الإعدام بأربعين يوما خرج منادي وصاح فىالناس،"إنه سوف يرجم لأنه مارس السحر والخداع وساق اسرائيل إلى طريق الضلال.وأى إنسانيمكنه أن يقول شيئا لصالحه، فليتقدم للدفاع عنه " ونتيجة لأنه لم بتم تقديم شىء لصالحه تم صلبه فى عشية عيد الفصج.
 
على أى حال، ففى هذه الفقرةنجد كثيرا من التفاصيل التى تتفق مع معرفتنا الأولية بيسوع المسيح، شهرته الواسعة كصانع معجزات وعجائب"ساحر" وطريقة وتوقيت إعدامه ( صلبه مع اقتراب عيد الفصح) والنص يوضح إنه السنهدريناليهودى ( المجلس الحاكم فى أورشليم ) هو الذى أصدر الحكم  بموت المسيج ( باريزاسنهدرين) . والأناجيل المسيحية تقول نفس الشىء، مضيفة أن السلطات الرومانية أيضا كان لها دور حاسم.
 
جوزيفوس (37-100 م) يعترف يصلب المسيح
فلافيوسجوزيفوسأريستوقراطىيهودى عاش فى القرن الأول الميلادى(37 – 100م) وفى كتابه الضخم المسمى " التراث اليهودى " أو Jewish Antiquities  يعرض لنا سجل التاريخ الكامل للشعب اليهودى حتى يومه. وفى مناقشته لبعض الاضطرابات اليهودية خلال فترة حكم بيلاطس البنطى، يقدم جوزيفوس تعليقا مختصرا عن معاملة بيلاطس لمعلم يهودىمحدد اسمه يسوع حيث يقول:
 
فى هذا الوقت ظهر يسوع رجلا حكيما. لأنه كان يقوم بأعمال مدهشة. كان يعلم الناس الذين كانوا يتقبلونالحقيقة بفرح. وقد اكتسب أتباعا كثيرين من اليهود وكثيرين منذوى الأصول الإغريقية.عندما قام بيلاطس، بسبب أتهام قدمه قادة شعبنا، بصلبه،فإن الذين سبق وأحبوه لم يتوقفواعن ذلك أبدا، لأنهم أعلنوا أنه قد ظهرلهم حيا بعد الصلب بثلاثة أيام. وحتى يومنا هذا فإن قبيلة المسيحيين التى سميت على أسمه لم تختف من الوجود ومازالت باقية.
 
ويستخلص الباحث من هذه المصادر اليونانية والرومانية واليهودية عدة حقائق حول شخصية المسيح مثل:        
-الإسم "يسوع"     
- الإطار المكانىوالزمانى لخدمته العامة (فلسطين خلال حكم بيلاطس البنطى، من سنة 26 حتى 36 ميلادية) 
-إسم أمه (مارى)
- ميلاده الغامض.   
-إسم أحد أخوته (جيمس) 
-شهرته كمعلم    
- شهرته كصانع معجزات / أو ساحر.   
-نسبة لقب " المسيح / المسياإليه"
-وضعه "الملكى" فى عيون بعض التاس.  
- زمن وأسلوب إعدامه (تم صلبه قرب الاحتفال بعيد الفصح)
-اشتراك قادة اليهود والرومان فىجريمة صلبه.   
- تصادف حدوث كسوف للشمس فى ساعة صلبه. 
- إعلان ظهور يسوع المسيح لأتباعه بعد ثلاثة أيام من صلبه
-ازدهارعبادة يسوع بعد موته    
من الواضح أننا لانجدفى هذه الكتابات شيئا عما كان يمثله يسوع المسيح، مالذى كان يتوقعه من جانب أتباعه، وما الذى دفعه إلى طريق الشهادة. وفى سبيل الوصول ألى هذه التفاصيل لا بد لنا من الرجوع إلى أقدم وأهم المصادر المباشرة لمعرفة يسوع –فى كتاب العهد الجديد.
 
إنجيل العهد الجديد          
  أن وصف الدينية - االذىيطلق على الكتابت المسيحية- لايقلل من قيمتها كمصادر تاريخية، فالباحثون المحترفون بنظرون إلى العهد الجديد على أساس أنه نص من القرن الأول الميلادى، ولا ينظرون إليه على أساس أنه كلمة الله، كماتفعل الكتائس المسيحيةلكنهم يضعونه موضع النص التاريخىذى القيمة العالية. ودون مبالغة نقول إن المؤرخين عموما(بصرف النظرعن قناعاتهم) يعتبرون كتابات العهد الجديد أقدم المصادر، وأكثرها ثراء، وأكثرها مصداقية من حيث المعلومات الخاصة بشخصية المسيح تاريخيا.         
 
العهد الجديد كمجموعة مصادر          
العهد الجديد ليس مصدرا مفردا، بل هو مجموعةمصادر.ففى المنهج المعروف بعلم اللاهوت، يتم النظر إلى الإنجيل كمصدر وحيد متجانس أتيا كله من الله. لكن فى البحوث التاريخية يتم تحليل العهد الجديد على أنه تجميع لتقاليد مستقلة عن بعضهاتتسم بمعتقدات مشتركة حول شخصية يسوع الناصرى.والمسيحيون لابد أن يتذكروأ أنه، رغم أن وثائقنا المقدسة كتبت واننشرتفى القرن الأول الميلادى، لكنها لم تجمع فى مجلد واحد إلا فى القرن الثالث او الرابع الميلادى. 
 
كيف وبواسطة منتم الاتفاق على الصيغة النهائية لهذا التجميع؟ مع زيادة النمو فى حجم الأدب المسيحى، قررت كنائس الشرق الأوسط جميعها أن تجتمع للمناقشة والبحث لتحديد النصوص الموثقة بصورة عامة والتى تعتبر مقدسة. تمت الدعوة لسلسة من المجامع، بلغت قمتها فى مجمع روما (362م) ومجمع قرطاجة فى شمال أفريقيا (397).
 
وكانت سياسة هذه المجامع شديدة المحافظة.وقررت أن تقبل بصفة أساسية تلك الوثائق التى تم الاعتراف بها فى الكنائس على أنها كتابات مقدسة والتىكتبت بيد الجيل الأول.،أى رسل المسيحية، أى بواسطة أولئك التلاميذ الذين عينهم السيد المسيح ( مثل بطرس ، وبولس ، ويعقوب ..إلخ) او بواسطة زملائهم المباشرين (مرقس، لوقا، إلخ) هكذا ، نجد أن هذه المجامع قد اختارت ، وكانت حصيلة اختياراتها السبع والعشرين كتابا التى تكونإنجيل العهد الجديد.النقطةالهمة أن كتاب العهد الجديد ليس وثيقة وحيدة وإنما هو تجميع لعدد من النصوص كتبت وتنقلت أو وزعت circulatd منفصلة عن بعضها خلال القرن الأول الميلادى، وهذا امر فى غاية الأهمية من الناحية التاريخية.فالرسول بولس الذى كتب العديد من نصوص العهد الجديد مثلا لم يكن يعلم شيئا عن انجيل مرقس.
 
  وكذلك مرقس لم يكن يعرف شيئا عن رسائل بولس. لذلك فإن المؤرخين يتعاملون مع رسائله على انهامصدرمنفصل عما كتبه مرقس. أيضا إنجيل يوحنا كتب منفصلا عن انجيل متى،ولهذا فإن هذه الأناجيل المستقلة تمثل مجموعة أخرى من المصادر المستقلة.
 
والمؤرخون يرون فى هذا أمرا مهما، فحقيقة أن بولسومرقس، ومتى ويوحنا كتبوا باستقلال تام بعضهم عن بعض يجعل التشابه الصارخ فى أقوالهم عن حياة المسيحوتعاليمه شيئا بالغ الأهمية.لأننانعلم أنهم لم ينقلوا بعضهم عن بعض، فعلينا أن نفترض أن معارفهمكانت مبكرة وكانت معروفةعلى نطاق واسع.وهذا كما يقول المؤلف هو معيارتعددوصدق الشهادات.