( 1925- 2011 )
إعداد/ ماجد كامل
ميلاده ونشأته :
ولد "ميشيل خليل بشاي " فى 9 يوليو 1925 بمدينة مغاغة محافظة المنيا ، حيث نشأ هناك طوال مرحلة الدراسة الإيتدائية . وكان يخدم فى كنيسة السيدة العذراء بمغاغة .
وفى المرحلة الثانوية أنتقل إلى محافظة الجيزة حيث درس بمدرسة السعيدية الثانوية ، ثم أنتقل مع شقيقه وليم إلى مدينة شبين الكوم وأكمل دراسته الثانوية فى مدرسة المساعي المشكورة بشبين الكوم ، وحصل منها على شهادة التوجيهية .
مرحلة الدراسة الجامعية بكلية الزراعة :
التحق ميشيل خليل بكلية الزراعة عام 1942 ، وحصل على بكالوريوس الزراعة عام 1946 ، ثم حصل بعدها على دبلوم معهد التربية عام 1948 ، ليعمل بعدها مدرسا للتعليم الزراعي بطنطا لمدة عامين
خدمته بالتربية الكنسية :
كان "ميشيل خليل " مداوما على الخدمة منذ فجر شبابه ، فقبل أن يتم الخامسة عشر من العمر كان قد أنضم إلى قوافل خدمة القرية بالجيزة ، ثم أنضم أثناء دراسته الجامعية إلى خدمة التربية الكنسية بكنيسة الشهيد العظيم مارمرقس بالجيزة ، والتي كانت أحد أعمدة الخدمة النشطة على مستوى الكرازة المرقسية ، وفى هذه الفترة تعرف على القمص مينا المتوحد ( المتنيح قداسة البابا كيرلس السادس ) وتتلمذ عليه ، وبعد سيامة المهندس "سامي أمين " ( المتنيح القمص أنطونيوس أمين ) عام 1950 ، كرس نفسه تماما للخدمة وأصبح شماس مكرس .
رهبنته بدير السريان العامر :
التحق "ميشيل خليل " بدير السيدة السريان ، حيث تمت رهبنته تحت أسم " الراهب متياس السرياني " فى يوم سبت النور الموافق 29 أبريل 1951 ، وخلال فترة رهبنته وبحكم تخصصه فى كلية الزراعة ، أهتم كثيرا بتطوير مزرعة الدير ، فاتسعت مساحتها إلى الأراضي الصحراية المجاورة وكانت من أول التجار الزراعية الناجحة .
رسامته قسا ثم فمصا على كنيسة الدير :
رسم الراهب " متياس السرياني " قسا فى 15 فبراير 1953 ، ثم رقي إلى رتبة " قمص " فى خلال شهر أبريل 1954 .
عمله بسكرتارية البابا كيرلس السادس وتكليفه بتعمير دير مارمينا مريوط
فى خلال عام 1962 ، أرسله البطريرك القديس البابا "كيرلس السادس " إلى دير مارمينا بمريوط ، ، للإشراف على تعمير الدير .
سيامته أسقفا على الجيزة :
بعد نياحة الأنبا يوأنس مطران الجيزة الراحل ، أختاره البابا كيرلس السادس ليكون نائبا بابويا لمحافظة الجيزة ، تمهيدا لرسامته أسقفا عليها ، وفى يوم أحد التناصير الموافق 31 مارس 1963 ، اختارته العناية الإلهية ليكون أول أسقف على الجيزة بعد تقسيم الإيبارشتية إلي إيبارشيبنين ، حيث اختير نياففة الأنبا مكسيموس أسقفا على القليوبية ، ونيافة الأنبا دوماديوس أسقفا على الجيزة .
ترقيته مطرانا :-
فى يوم 2 يونيو 1985 ، قام المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث بترقيته إلى رتبة "مطران " وكان معه فى نفس الترقية المتنيح الأنبا فيلبس مطران الدقهلية .
أهم إنجازاته فى الإيبارشية :
1-أهتم كثيرا بإقامة القداسات اليومية أسوة بإبيه الروحي البابا كيرلس السادس .
2-أهتم جدا بعقد إجتماع شهري بالآباء الكهنة ، ولم يتوقف هذا الإجتماع إلا بعد إصابته بالشلل .
3-أهتم بتعمير ديري الشهيد القديس مرقريوس أبي سيفين بطموه ، ودير قزمان ودميان بمنيل شيحة .
4-اشترى عمارة كبيرة ، جعل إيرادها مخصصا لمعاشات الآباء الكهنة .
5-فى عهده تم وضع أول لائحة فى القطر المصري ، بشأن تأسيس خدمة كهنة الإيبارشية ، ومصادر تمويلها وأوجه الصرف منها .
6-تميز عهده ببناء وتعمير الكنائس ، فلقد استلم المطراتية ولم يكن بها إلا 15 كنيسة ، ولكنه سلمها وبها حوالي 103 كنيسة ، نذكر منها على سبيل العينة فقط : ( كنيسة مارجرجس بالعجوزة ، كنيسة أبو سيفين بالمهندسين ، كنيسة العذراء بالعمرانية الغربية ، كنيسة مارجرجس بامبابة ، كنيسة مارجرجس بالوراق ، كنيسة العذراء بسقيل ، كنيسة مارجرجس بالمعتمدية ، كنيسة مارجرجس بجزيرة الدهب ، كنيسة مارجرجس بمنشاة عبد السيد ، كنيسة العذراء بالحوامدية ، كنيسة مارجرجس دهشور ، كنيسة الأنبا أنطونيوس بأرض اللواء ، كنيسة العذراء بالهضبة بالهرم ..... الخ ) . كما استلم الإيبارشية ولم يكن بها إلا 15 كاهنا ، وسلمها وبها ما يقرب من 185 كاهنا .
7-كان من ضمن الوفد المسافر إلى روما لإحضار رفات القديس مارمرقس الرسول فى 24 يونيو 1968 ، ونال بركة حمل الرفات المقدسة كثيرا ، كما شارك فى الصلاة فى أول قداس اقيم على أرض الكاتدرائية المرقسية الجديدة فى يوم 26 يونيو 1968 .
دعوته إلي عقد المجمع المقدس للمنادة بالبابا شنودة الثالث بطريركا مدى الحياة :
فى خلال شهر أبريل 1983 ، أصدرت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة قرارا بما يفيد بإلغاء قرارات سبتمبر 1981 فيما يتصل باللجنة الخماسية فقط ، مع رفض ما عدا ذلك من قرارات ، وطالبت المحكمة المجلس البابوي بإنتخاب أحد المطارنة ليكون بطريركا بدلا من قداسة البابا شنودة ، فقام نيافة الأنبا دوماديوس بالدعوة إلي عقد المجمع المقدس بمطرانية الجيزة ، وكان ذلك يوم 16 أبريل 1983 ، وأصدر المجمع قرارا هاما يعلن فيه تمسكه بقداسة البابا شنودة كرئيس أعلى للكنيسة ، وكان هذا هو نص البيان :
يعلن مطارنة وأساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
بأن البابا شنودة الثالث هو الرئيس الأعلى للكنيسة المقام من الله ، والكنيسة تتمسك به ولا تقبل بديلا عنه ، وتحرم كل من يتولى إختصاصاته فى حياته . كما تعلن أنه طبقا لقوانين الكنيسة لا يتصرف فى منصب البابا بالتعيين أو العزل إلا المجمع المقدس ، وكل أحكام من غير المجمع لا تغير من الوضع الكنسي شيئا . والكنيسة تناشد السيد/ رئيس الجمهورية بإلغاء القرار الجمهوري رقم 491 لسنة 1981 وعودة البابا شنودة الثالث للمارسة إختصاته . ولا شك ان عودة البابا شنودة ستكون عاملا على حفظ الوحدة الوطنية . ووقع على البيان كل أعضاء المجمع المقدس .
( لمزيد من التفاصيل راجع : السيرة الذاتية للأنبا غريغورويوس ، الجزء الثالث ، المجلد رقم 40 ، الصفحات من 261- 268 ) .
أصابته بجلطة أثرت على الحركة عنده :
فى خلال عام 1988 ، تعرضت كنيسة مارجرجس بنزلة السمان لحالة أعتداء وتم غلقها ، فتأثر نيافة الأنبا دوماديوس جدا حتى أصيب بجلطة اثرت على الحركة عنده ، ولكن لم يعقه المرض عن الخدمة ،إذ أستطاع أن يرسم أكثر من 200 أب كاهن ، وبناء 95 كنيسة وهو جالس على كرسي متحرك .
تاريخ نياحته :
تنيح الأنبا دوماديوس بسلام يةم الجمعة الموافق 16 سبتمبر 2011 عن عمر يناهز 86 عاما ، وقام قداسة البابا شنودة الثالث بالصلاة على جثمانه الطاهر فى مطرانية الجيزة بشارع مراد فى حضور مجموعة كبيرة من الآباء المطارنة والأساقفة .
مراجع المقالة :
1-القمص صمويل تواضروس السرياني : تاريخ البطاركة ، مكتبة دير السريان العامر ، ،الجزء الثالث ، الطبعة الثالثة 2011 ، صفحة 361 ،362 .
2-أرشيدياكون ميخائيل مكسي إسكندر :تاريخ الكنيسة المرقسية بالجيزة ،كنيسة مارمرقس الرسول بالجيزة ، 2001 ، الصفحات من 28- 31 .
3-نبيه كامل داود ،عادل فخري : تاريخ المسيحية والرهبنة وآثارهما في إيبارشية الجيزة ،مؤسسة القديس مرقس لدراسات التاريخ القبطي ، 2011 ، الصفحات من 297- 314 .
4-نيافة الأنبا غريغوريوس : السيرة الذاتية ، الجزء الثالث ، المجلد رقم 40 ،جمعية الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي ، المجلد رقم 40 ، 2012 ، الصفحات من 261 – 268 .
5-زكريا عبد السيد : رواد مدارس الأحد في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، الجزء الأول ، لجنة التاريخ بمئوية مدارس الأحد ، 2019 ، الصفحات من 175- 177 .