محرر الاقباط متحدون

أكد مرصد الأزهر، أن آيات القرآن صريحة في كون القتال في الإسلام لم يشرع للعدوان على النفوس، ولا لطمع في الأموال، بل لرد الظالمين ودفع المعتدين ونصرة المظلومين، موضحا أن القوة في الإسلام، تمتاز بانضباطها وكونها في سبيل الله أرحم الراحمين، حيث قال تعالى: "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ".

وأضاف المرصد، في رده على سؤال: هل في القرآن آيات تحض على القتال؟، قائلا: "شُرع القتال في الإسلام؛ لنشر الحرية وترسيخ العدالة وتحرير الناس من قيود الطغيان، وانتشالهم من ظلمات الجهل وغياهب الضلال، وإتاحة الفرصة للتعرف على هدى الله للعالمين، لقوله تعالى: (ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ)".

وتابع مرصد الأزهر: "تضافرت النصوص لتأكيد هذا المعنى، حيث قال تعالى: (وقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)، وقوله تعالى: (لا إكراه في الدين) وقوله: (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها)، وقوله: (فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلاً)".

وأشار المرصد، إلى أن هذه الآيات، تفيد بأن وسائل القهر والإكراه، ليست من طرق الدعوة إلى الدين، لأن الدين أساسه الإيمان القلبي والاعتقاد، والأساس تكوّنه الحجة لا السيف، بل من الثابت المأثور المتواتر من سيرة النبي، وخلفائه الذين ساروا على هداه، أنهم لم يقاتلوا إلا الأعداء المعتدين على الإسلام والمسلمين بدءا، أو نكثًا بعد عهد وأخذوا في قتل المسلمين وإخراجهم من ديارهم.

 

وأوضح المرصد: "القرآن عبَّر عن قتال هؤلاء بالمواجهة معاملة بالمثل، فلا يقبل عقلا أن يقتل المسلمون ويدفعوا إلى ترك دينهم وديارهم، ثم يسلموا لذلك دون مقاومة، ولذلك كانت آية البقرة في قوله تعالى: (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ)".