حمدى رزق
«ابتديت أكبر، خايف أنسى، دلوقتى بقيت بنسى، لو مكتبتهاش (مذكراتى) خلال سنة أو اتنين هتروح»..
أعلاه مقتطف من حوار المهندس «نجيب ساويرس» مع الصديق «مصباح قطب» منشورًا فى «المصرى اليوم»، وفيه يخبرنا بأنه يعتزم كتابة مذكراته، «ناوى أكتبها جدًا، لأن عندى تجارب وقصص ومواقف كثيرة جدًا مهم أشارك الناس فيها..».
ونستحثه على إنجاز مذكراته عاجلًا ليس آجلًا، العمر بيجرى، والذاكرة البشرية لها عمر افتراضى، وقصة نجيب والعائلة لابد أن تُروى لأجيال لم يسعدها الحظ بمعرفته، ولم تعرف عنه، ستسمع عنه، والأفضل تسمع منه، العنعنات تحرف الحكى عادة.
المذكرات وثيقة شخصية، نجيب ساويرس إن حكى، وما عاشه يستحق أن يُروى، قصة مصرية معتبرة وفيها عبر كثيرة.. للأسف، كم من قصص مصرية ملهمة ضاعت علينا لأن أصحابها ضنوا بها علينا، فاتهم قطار العمر، لم يقتنصوا وقتًا لكتابة درس الحياة كما خبروه..
النية موجودة، يرغب ساويرس فى كتابة مذكراته، ولكنها كما يقول تحتاج إلى وقت طويل جدًا، وفى كل مرة يعتزم فيها كتابة مذكراته ينشغل فى أعماله، ولكنه عازم على كتابتها فى أقرب وقت..
قرأت مذكرات «شهبندر التجار» طيب الذكر الحاج «محمود العربى»، منشورة فى صحيفة «الوطن»، وبين يدى مذكرات رجل الصناعة «نادر رياض» الصادرة حديثًا، ولا أذيع سرًا، منتظر على أحرّ من الجمر مذكرات رجل الأعمال «صلاح دياب»، وهى بين يديه، وعاكف عليها.. لعلها ترى النور قريبًا.
الثابت أن مذكرات رجال الأعمال المصريين شحيحة، لايزال البعض يخشى كتابة مذكراته، ولا أظن أن المهندس نجيب ساويرس منهم، عادة لا يخشى الكتابة، يكتب على منصة «إكس» (تويتر سابقًا)، ومشتبك طوال الوقت مع الحياة، ولديه وجهة نظر يطرحها رغم ما تجرّ عليه أحيانًا من متاعب، البحث عن المتاعب عنوانه الأثير.
تجربة عمر المهندس نجيب لابد أن تُروى، ليس لهذا الجيل الذى عاصر صعود نجوم العائلة المصرية الصميمة وبزوغها فى سماء المال والأعمال، بل لأجيال ستلحق بهم وبنا، وتقرأ عنهم.
من الأفضل والأسلم نسلم التاريخ سيرتنا مكتوبة، مدونة، حتى لا يلحق بها أباطيل، ونكشف عن المخبوء تحت الألسنة، وما بين السطور، فصولًا لم نسمع عنها، وحكايات جرت بعيدًا عن الأضواء، مهم أن نسمع من أبطال الحكايات لا أن نسمع عنهم.
ساويرس إن حكى، متشوق لقراءة فصل فى مذكراته بعنوان «أنا والإخوان»، فصل مهم، كيف ابتدرته الإخوان العداء، وحاربوه وطاردوه وكادوا يجبرونه على الهجرة من مصر، وكيف قاوم الهجمة الإخوانية الشرسة، وفى هذا حكى كثير، وبعضه حكاه إخوان الشيطان مشوهًا..
ساويرس ليس رجل أعمال عاديًا، استثنائى، دخل معارك كثيرة خارج الحدود، فى العراق وسوريا والجزائر واليمن والسودان، رجل أعمال مصرى تعامل مع كوريا الشمالية، دولة مصنفة أمريكيًا من دول محور الشر العالمى.
ساويرس يقول فى حواره مع «المصرى اليوم»: «عندى قصص مع رؤساء فى إفريقيا، والحروب اللى اضطريت أدخلها، ومشكلتى مع الجزائر، والمواجهة مع الإخوان، وقصص فى سوريا واليمن، عندى قصص كثيرة جدًا».
تقديرى، قصته الأهم صداقته مع الراحل الدكتور «جون قرنق»، مؤسس دولة جنوب السودان.. وهى قصة أعلم بعض خفاياها.. قصة لابد أن تُروى.. وقصص أخرى مثيرة.. «الكتاب هيبقى شيق»، كما يقول المهندس نجيب.
نقلا عن المصرى اليوم