ياسر أيوب

فى حدث كروى استثنائى نادرا ما تشهده إفريقيا، لعب الزمالك ثم الأهلى مباراتين فى يومين متتاليين فى ملعب واحد فى مدينة واحدة لكن فى بطولتين مختلفتين.. ففى استاد نيايو القريب من وسط مدينة نيروبى على طريق مومباسا.. لعب الزمالك وفاز على فريق البوليس الكينى فى الكونفيدرالية.. ثم استضاف نفس الاستاد فى اليوم التالى الأهلى الذى لعب وفاز على جورماهيا فى دورى الأبطال.. ولم يكن فوز الزمالك والأهلى مفاجئا لكينيين كثيرين توقعوا ذلك منذ أيام ولم يتعاملوا مع المباراتين بالحساسية الكروية المعتادة فى بلدان أخرى كثيرة.. وبدلا من ذلك تعامل الجمهور الكينى مع المباراتين بمثابة حفل افتتاح للاستاد الذى قرر الكاف فى ٢٠٢١ عدم صلاحيته لاستضافة أى مباريات دولية.. وقررت الحكومة الكينية تطوير الاستاد بالكامل استعدادا للمشاركة فى استضافة أمم إفريقيا ٢٠٢٧ بدلا من الاكتفاء بتنفيذ مطالب الكاف فقط.. ونتيجة لذلك لعب المنتخب الكينى مباراتين فى مالاوى فى تصفيات المونديال.. وحتى شهر يوليو الماضى لم يكن مرجحا أن ينتهى العمل ليلعب البوليس وجورماهيا أمام الزمالك والأهلى فى هذا الاستاد.

 

لكن انتهى التطوير والتجديد وقام العملاقان المصريان بحفل افتتاح الاستاد رغم خسارة بطلى كينيا.. وتبقى حكاية كينيا مع كرة القدم من أشهر ألغاز اللعبة فى العالم.. حكاية كانت عنها كتب وبحوث ودراسات، لكن لم ينجح أحد فى حل اللغز الكروى الكينى.. فمن ناحية الشعبية لا توجد فى كينيا أى لعبة أخرى تنافس كرة القدم.. ومن ناحية التاريخ لعبت كينيا الكرة منذ قرابة مائة سنة.. ورغم ذلك لم تكن كينيا فى أى وقت من القوى الكروية الإفريقية الكبرى.. لم تتأهل مطلقا لنهائيات المونديال وشاركت فى سبع بطولات أمم إفريقية دون أن تنجح فى اجتياز الدور الأول.. وكان النجاح الكروى الوحيد لكينيا هو فوزها ٢١ مرة ببطولة سيكافا الخاصة ببلدان شرق ووسط إفريقيا: كينيا والسودان وأوغندا وإثيوبيا وتنزانيا وزامبيا ومالاوى وزنزبار.. وبدأت هذه البطولة ١٩٢٦ لتكون أقدم بطولة كروية فى قارة إفريقيا.

 

 

وفازت كينيا بالبطولة الأولى وكانت بطولتها الأخيرة ٢٠١٧.. وبدا أن الكينيين ارتضوا هذه القسمة الرياضية وتعايشوا معها أيضا.. أن يخسروا فى كرة القدم سواء منتخب وأندية دون أى حضور مميز رغم دوام العشق الجماعى للعبة والتعلق بها ومتابعتها محليا وفى العالم.. لكنهم فى المقابل أصبحوا القوة الإفريقية الأوليمبية العظمى وأكثر بلدان القارة فوزا بميداليات: ١٢٤ ميدالية منها ٣٩ ذهبية و٤٤ فضية و٤١ برونزية.. وفازت كينيا بكل ذلك فى لعبتين فقط: ١١٧ ميدالية فى ألعاب القوى و٧ ميداليات فى الملاكمة.

نقلا عن المصرى اليوم