Oliver كتبها
- الله أشرق بوجهه على موسى نبينا .كساه بالنور و هو نازل حاملاً اللوحين.كنا كلنا خائفين و أنا ككل النسوة خائفة. الرعدة تملكنا حتى من صوت الريح. تحت سفح الجبل تجمدنا ساجدين خوفاً من الله المتكلم فوق الجبل .أمسكت بنتاى اللتان ولدتهما فى برية سيناء لكى نموت معاً إذا إحترقنا من دخان الجبل.لا أدرى كيف صرت في مقدمة النساء .كان زوجى يأخذنى معه لأخدم هرون نسيبي و أنا كواحدة من بناته.إسمى (تاهوو) أى النقية.
- نزل موسي من فوق الجبل انطلقت الصيحات.و أنا أردد هوذا أنا أمة الرب.ذابت قلوبنا من وجه موسى المنير.تسمرت وجوهنا في الأرض.كان يخطو محاطا بالنور فقلنا أن الله غير موسى إلى ملاك أخفضت عيناي لئلا أحترق .سقط غطاء رأسى.تركته قدامى على الأرض لم أرفع وجهى.كنت أسمع أصوات موسي و يشوع و هارون و غيرهم .ثم سمعت خطوات قادمة نحوى.كانت أقدام هارون.رأيته لما إنحنى و إلتقط غطاء رأسي .أخذه موسي منه و لفه حول وجهه.صار غطاء(تاهوو) البسيطة برقعاً لوجه موسي المنير .ما أن تلفح موسي بغطاءى حتى قلت فى قلبي لن نموت. تبدل خوفى إلى بهجة الخلاص .
- كان غطاءى من الكتان النقى. لونه أزرق مع ومضات بنفسجية تتخلله خيوط مذهبة.كنت أحب موسي اكثر من نفسي و الآن أحبه أكثر من الأول.لأنه يأخذ برقعى معه فى يده كلما صعد إلى الجبل ليرتديه و هو نازل متلألئٌ . صنع موسي الخيمة و جعلها قسمان الأول قدس الأقداس و الثانى القدس و بينهما حجاب فاصل .كان الحجاب بنفس ألوان البرقع.و نفس قماشته.
لما أراد صنع المرحضة تبرعنا بالمرايا النحاسية التي كنا نتجمل بها .لكننا فضلنا أن يصهرها موسى ليصنع منها المرحضة فتكون لله الذى يجملنا بنفسه بغير مرآة.بعدها تجندت منا نساء كثيرات لخدمة الخيمة فتسابقت أن أكون أَمة الرب. بقيت هناك طويلاً أتكرس للرب.خر38: 8 قرب الخيمة ,هناك أتأمل الحجاب العظيم . أرى موسي يأخذ برقعي كلما دخل الخيمة ليرتديه و حين يخرج بوجه منير نعرف أن الرب كلَمَهُ.
كنت أخدم و أرقب البرقع لأعرف ماذا بين الله و موسي.روحى ذهبت إلى برقعى مع موسي فوق الجبل و دخلتْ داخل قدس الأقداس.
- كان البرقع رسالتى إلى الله و رسالة الله لى كأنه صلاتى..أنفاسي فيه.بصمات بناتى عليه.كم مسحت به دموعى من قسوة البرية.و كم جمعت فيه بعض المن السماوى قبل السبوت.
كان برقعى كثيابنا لا تبلى منذ خرجنا من مصر.تث8: 4. أربعون سنة و البرقع مزهواً بخيوطه الذهبية و الآن يتباهى بنور وجه موسي.لعل بعض شعرات رأسى متناثرة فى البرقع تمثلنى فى عالم النور.و أنا تاهوو متهللة لأن برقع موسي العظيم كان على رأسي ذات يوم.كان كالطفل فى حضنى أهدهده.
- سرت طويلاً مع الشعب أتبع موسي و هرون و يشوع.وصلنا إلى صحراء الأردن .صار نهر الأردن قدامنا بصفحته النقية و أنا أكاد أرى أرض الرب. ما عدت أشتاق طول العمر تيتمت منذ سنين حين مات هارون .تركناه مدفوناً عند جبل هور فى برية الأردن.و مات زوجى كذلك و تركناه., وجهى قد ذبل لطول السنين .ظل موسي النبى منيراً و صار شيخاً شبعان أيام مائة و عشرون سنة و يشوع تلميذه يقيم معه في خيمته.
-جلست كعادتى عند باب الخيمة. كان موسي معتاداً أن يكلم الله وحده في خيمة الإجتماع. أما اليوم فرأيت يشوع يدخل معه.رأيت برقعى من بعيد منطرحاً فى القدس قرب الحجاب.فعلمت أن موسي سيستنير لنا و نحن نستنير به. عمود السحاب جاء و سد الخيمة فما عدت أرى بعدها,تسمرت عيناى على عمود السحاب .تأخر موسي و يشوع طويلاً ثم خرجا معاً و لبس موسي برقعي .ما كنت أدرى أنها آخر مرة.وجدت يشوع حزيناً و موسي متهللاً.لم أفهم و لا أستنتجت شيئاً. قادنا موسى إلى ساحة تكفينا فالتففنا حوله..موسي بالبرقع يتكلم فى برية الأردن حتى أنتهى كمن يودعنا.
- أنهى موسي كلامه و إلى الشرق سار بخطوات سريعة كجندى يستدعيه قائده.أما يشوع فقد طأطأ الرأس و إنتظر.صعد موسي بالبرقع إلى جبل نبو.فأحنينا رؤوسنا لأننا نعلم أنه فوق الجبل يري رؤى القدير.تأخر موسي طويلاً.
كنت خائفة و ازداد خوفى لما سمعنا أصوات رعود ثم أصوات حرب من فوق الجبل فإمتلأنا مخافة يهوذا 1: 9.لا ندرى سر الحرب فوق الجبل و لا أين راح موسي الذى غاب أكثر مما غاب من قبل.
- ساعات مضت كالدهر ثم وجدت برقعى نازلاً يختطفه الهواء من هنا و هناك حتى صار قدامى.تماماً كما صار لى منذ أربعين سنة.أخذت البرقع و إحتضنته.قبلته طويلاً بدموع حارة .علمت َ أن موسي النبي لن ينزل ثانية من فوق الجبل.سيبقي وجه الله في وجهه. يشوع أدمع و أخبرنا أن نبي الله العظيم فارقنا.
البرقع فى صدرى فيه بعض ومضات كأنها آثار نور من وجه موسى..إنفتحت عيناي و رأيتني خارج الزمان, صبية في مستهل الحياة.أحاطتنى أفكار سمائية. رأيت فتاة من بنات هرون ستكون و يكون وصفها( تاهوو) أيضاً .يأخذ منها الله حجاباً( جسداً) يخفي مجده كما أخذ موسي منى البرقع ليخفى نوره. ستكون الأم النقية ليس مثلها.و كما كنت أنا ستكون هى أمة الرب.
- أفقت من غفوتى و نظرت فإذا مغارة صغيرة كأنها قلب يحتضن ساكنه. مسحت وجهى و رأسي بالبرقع وبإصبعى كتبت عليه إسمى تاهوو و ضممته فى صدرى و قبلته .سلام الله ملأنى و ملأ المغارة أسفل جبل نبو, فأخذت ركناً فيها و أنا مغمضة العينين رأيت نوراً يحتضنني .غطيت وجهى بالبرقع و تمددت فى قلب السلام.
- غبت عن أرض الموعد لكنى وجدتني قريبة من سماء الموعد.روحي سابحة إلى ما لست أدرى.جائنى صوت موسي فإطمئنيت.كانت تحيطه ملائكة و رئيس لهم, ينتهر الشيطان بإسم الرب كي لا يمس جسد موسي. سابحة مسافرة بعيداً عن جسدى ,أعيش أحلى ما رأيت بغير برقع.حتى إستقريت فى موضع عزاء حيث بوجه مكشوف ننظر رب المجد.