حمدى رزق
النائب «ضياء الدين عصام الدين محمد داود»، نائب كفر البطيخ (دمياط)، مستقل حزبيًا، يفكرك بطيب الذكر المناضل «ضياء الدين داود»، رئيس الحزب الناصرى، نائب فارسكور (دمياط).
دمياط ولادة، خير خلف لخير سلف، ابن شقيق طيب الذكر الناصري الكبير ضياء داود؛ مصداقية سياسية، وفاعلية برلمانية، ومعارضة واقعية من أرضية وطنية.
شائع على مواقع التواصل وصفًا للنائب ضياء داود، «أشجع نائب فى مصر»، وهو محل احترام من الأغلبية البرلمانية، ويتمتع بحضور سياسى رغم حدته، عادة ما ينفعل فى المحكات الوطنية.
لفتنى طرح النائب ضياء فى «مدلهمة» مشروع قانون الإجراءات الجنائية (المختلف عليه)، برز دارسًا فاهمًا مدركًا مآلات القانون، يعدد حسناته، لا يغفل نواقصه، مع القانون قلبًا وقالبًا، وقلبه وعقله مفتوحان لمن يرفضه، فحسب يطلب حوارًا عقلانيًا.
تحول النائب «ضياء» بقدرة قادر على مواقع التواصل الموبوءة، من (أشجع نائب) إلى (مطبلاتى للحكومة)، ومدافع عن مشروع مجافى للحريات، وينتقص منها، صار هدفًا لقنوات الإخوان العقورة، يصوبون عليه بضراوة.
النائب «ضياء» هو نفسه النائب «ضياء»، بشحمه ولحمه، لايزال شجاعًا، لم تخطفه النداهة، لايزال قابضًا على جمر المعارضة، لم يتغير ولم يتبدل، هو ذاته، فقط قال فى القانون قولًا لم يعجب المراقب العام للأحوال الوطنية، كيف يقول فى القانون ما يناقض المتفق عليه تشكيكًا فى النوايا المؤسسة للقانون، إذن حق عليه العذاب.. ويستتاب؟!.
لم يخالف ضميره الوطنى، أفاض فى تعداد الميزات، ولم يهمل التناقضات، وفتح المجال واسعًا أمام الإضافات، تقريبًا نفس منطوق عديد من رجال القانون الذين شهدوا للقانون دون إغفال ثغراته ونواقصه طلبًا للتعديلات، حتى نقابة الصحفيين لم ترفض القانون، طالبت بحوار لسد الثغرات التى ينفذ منها الشيطان.
قاعدة «من ليس علينا فهو معنا»، تتحول إلى «من ليس معنا فهو ضدنا»، فكرة لا تستقيم سياسيًا ولا منهجيًا، من حق النائب المعارض أن يرى ما لا يراه الآخرون فى مشروع قانون ما فى توقيت ما وفق رؤية يستبطنها.
النائب الشاب يرى ما لا يراه الآخرون من خلال موقعه البرلمانى، اقترابًا من عملية تصنيع مشروع القانون، فخرج يشرح ما خفى عن الناس من أمر القانون، بفعل سياسى إيجابى يشكر عليه.
فكرة الرفض للرفض ليس منهجًا للبناء، والتمترس فى خانة الرفض، وتصدير الرفض، دون تبصر لمآلات الأفعال والأقوال خطيئة وطنية لو تعلمون.
الرفض خلوًا من الرشادة السياسية (العقلانية)، لن يبنى جدارًا، يهدم كل الجدران، الرفض لمجرد الرفض يساوى هدمًا، والبناء يحتاج إلى رؤية أعمق وأشمل لاعتبارات وطنية حرجة تستنهض همم الوطنيين (معارضين ومؤيدين).
الرفض الرشيد العقلانى الواعى بالمقاصد الوطنية العليا مهضوم فى سياق الحوار السياسى، ولكن من غير المهضوم أن يكتفى المعارضون بالرفض باعتباره غاية المنى ونهاية المطاف وليسجلوا أسماءهم على حوائط الرفض الفيسبوكى بافتخار يعجب الشطار.
مصر لم تعدم معارضين وطنيين نجباء، يعارضون على أرضية وطنية، ويطرحون رؤية وطنية، ويقفون موقفًا منصفًا من وطنهم الذى يحتاج المعارضة تمتينًا للحكم، وتثبيتًا للدولة الوطنية، ورسم صورة لمصر مغايرة للصورة التى يرسمها الإخوان والتابعون فى فضائهم الإلكترونى.
نقلاعن المصرى اليوم