كتب - محرر الاقباط متحدون 
 نظمت سفارة منظمة فرسان مالطا لدى الكرسي الرسولي، في روما، لقاءً لعرض نتائج دراسة أعدتها مؤسسة Maire، تُظهر أن الارتداد الإيكولوجي ليس ضرورياً لاحتواء الأضرار البيئية وحسب، إنما يقدم أيضا فرصة كبيرة من أجل خلق فرص العمل والاستثمار في مجال التربية، ويأتي ذلك مع اقتراب موعد مؤتمر المناخ "كوب ٢٩" المزمع عقده في شهر تشرين الثاني نوفمبر المقبل في أذربيجان.
 
التصدي لارتفاع حرارة الأرض وللتغيرات المناخية يتطلب الانتقال من استخدام المحروقات الأحفورية إلى مصادر الطاقة المتجددة والدائرية. هذا هو الموضوع الذي شكل محور اللقاء الذي نظم في مقر سفارة فرسان مالطا لدى الكرسي الرسولي، وتخللته نقاشات بين عدد من الأخصائيين في هذا المجال. 
 
 
جرت الفعاليات تحت عنوان "بروح الرسالة العامة كن مسبحا: نحو كوب ٢٩: الانتقال الطاقوي كفرصة للاشتمال الاجتماعي والتوظيفي". 
 
وقد عُرضت على المشاركين نتائج دراسة أعدتها مؤسسة Maire، بالإضافة إلى آخر المستجدات على صعيد التحضيرات لمؤتمر الأطراف حول المناخ المرتقب في باكو، بأذربيجان. الدارسة المذكورة التي بدأت تزامناً مع مؤتمر كوب ٢٨ في دبي، في أواخر العام الماضي، استطلعت آراء ألف وسبعمائة شخص قدموا من عشرة بلدن من بينها المملكة المتحدة، تركيا، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، الصين، الهند، الجزائر، تشيلي والولايات المتحدة الأمريكية.
 
الدراسة التي أجرتها مؤسسة Maire تمت بالتعاون مع شركة Ipsos لبحوث السوق والاستشارات، ويمكن الاطلاع على نتائجها على الموقع الإلكتروني الرسمي للمؤسسة، الذي يشدد على التزامها في تعزيز تنشئة "مهندسين للأنسنة" من أجل الغد، يكونون قادرين على تطبيق نظرتهم الشاملة وخبرات متعددة الاختصاصات كي يساهموا في عملية الانتقال الطاقوي والرقمي. هذا وتطالب المؤسسة أيضا، استنادا إلى المعطيات المتوفرة لديها، بإحداث تغيير عميق في المشهد الصناعي والاقتصادي، ودفع عملية الارتداد الطاقوي، كي لا تتضرر البيئة بشكل لا يمكن إصلاحه. ومن أجل بلوغ هذا الهدف ثمة حاجة إلى كفاءات جديدة ولإعادة تقييم قوة العمل الحالية. وقد أشارت الدراسة إلى أن المهندسين الذين يتعين عليهم قيادة المرحلة الانتقالية عليهم تبني مقاربة أكثر إنسانية.
 
هذا وتطالب المؤسسة بإحداث تغيير كبير أيضا في الطريقة التي يُنشّأ فيها الأشخاص من أجل التوصل إلى "صفر انبعاثات"، وتؤكد أيضا أنها ستستمر في المساهمة في تنمية المجتمع من أجل بلوغ هدف "المحايدة الكربونية" من خلال التربية والترويج الثقافي. كما وأظهرت الدراسة وعياً متنامياً بشأن أهمية تطوير الكفاءات على صعيد عملية الانتقال الطاقوي، خصوصا بالنسبة للبلدان النامية في آسيا، الشرق الأوسط، أفريقيا الشمالية، وأمريكا الجنوبية. وتشدد أيضا على أن هذه العملية لا تهدف فقط إلى التصدي للأزمات البيئية والمناخية الراهنة، بل تشكل فرصة، لا سابق لها، لخلق فرص العمل ولاشتمال النساء والأقليات في عالم العمل. من هذا المنطلق تشدد المؤسسة والمنظمات الأخرى على أهمية الاستثمار في التربية والتنشئة من أجل مواجهة التحديات الراهنة وضمان مستقبل مستدام لأجيال المستقبل، ومما لا شك فيه أن هذا الالتزام يتماشى مع ما جاء في الرسالة العامة للبابا فرنسيس "كن مسبحا".