بِقلم جُورج حَبيب
وَعَاشق المَدِيح باحثاً عَماً يُمطرُونه مَديحاً
فإذا لمْ يَجِدهُم وَقف بِالمرآةِ نَظيراً
وَفي المجَالسْ يَجلسُ أولاً ليَكنْ لهُ بَريقاً
وَيتحَدث أولاً فَمقَامه للجَمعِ رَفيعاً
وإن سَأل أحَدهم سُؤالاً تَقدم مُجِيباً
فَوحدَهُ له في الحِكمةِ باعَاً طَويلاً
وَعَجباً يَعرفُ كل شَيء فَوحدُه عَليماً
فإن مَدح أحَداً غَيره وَقعْ مَريضاً
وإن لمْ يَمدحهُ أحداً عَددَ إنجَازاته كَثيراً
وَيكثُر مِن حَركتهِ بمقعَده ليزدَاد بَريقاً
يَكره التَواضع وَيري صَاحبهُ ضَعيفاً
وإن جَلس آخيراً خَانق الجَميِعا
ويتخَيل أن الكُل له يَشخِصوُن تَقدِيراً
وَينسي إنه يَوماً سَيكنْ بِالتُراب دَفيناً
فَياليتَهُ يَعلم أن مُنكر ذَاتِه في قَلب الجَميعَا
اللُه يَرفعْ قَدرهُ والناسِ تُزيِده تَمجِيداً