محرر الأقباط متحدون
استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس في الفاتيكان أعضاء المركز العالي للتنشئة "كن مسبحا" ووجه لهم كلمة شاء من خلالها أن يسلط الضوء على أهمية النشاط الذي يقومون به والذي يساهم في استعادة العلاقة الخصبة والطيبة بين العائلة البشرية والخليقة، من خلال الاعتناء بما أوكله إلينا الخالق.

استهل الحبر الأعظم كلمته مرحباً بضيوفه وخاصاً بالذكر الأب بيادجو وجميع القيمين على المركز وشكرهم على التزامهم في هذا المشروع، وقال إنه يود الإفادة من هذه الفرصة كي يتذكر معهم المسيرة التي أُنجزت لغاية اليوم. بعدها لفت فرنسيس إلى أنه قرر أن يبصر النور نموذج ملموس لهذا الفكر وأطلق عليه اسم "قرية كن مسبحا"، وذلك كي تكون الرغبة في تعزيز عملية الارتداد الإيكولوجي مرئية. وأضاف أنه ارتأى أن تنشأ هذه القرية في بلدة كاستيل غاندولفو، وأن تكون فسحة ملائمة لاستقبال مختبر تُعالج فيه قضايا التنشئة.

في هذا السياق، مضى الحبر الأعظم إلى القول، أنشأتُ في مطلع العام ٢٠٢٣ المركز العالي للتنشئة "كن مسبحا"، كهيئة علمية، تربوية وكنشاط اجتماعي أيضا. وهذا المركز يتمتع باستقلالية فنية وإدارية ويعمل من أجل التنشئة المتكاملة للشخص في مجال الاقتصاد المستدام، ووفقاً لمبادئ الرسالة العامة "كن مسبحا".

هذا ثم لفت البابا إلى أن المركز، وفي الأشهر التالية لإنشائه، انكب على مشروع تأسيس القرية، وذلك بمساعدة خبراء وطنيين ودوليين رفيعي المستوى، وأرسى أسساً ثلاثة لهذا المشروع ألا وهي: التربية الاشتمالية على الإيكولوجيا المتكاملة، الاقتصاد الدائري والاستدامة البيئية. وبعد أشهر من العمل الدؤوب، تابع البابا، عُرضت عليّ النتائج، وهي عبارة عن مشروع متعدد الأوجه، يتعلق بنواح مختلفة للإيكولوجيا المتكاملة. ومما لا شك فيه أن الزراعة هي من بين العناصر الأهم بالنسبة لقرية "كن مسبحا" التي تتميز بالاستدامة والتنوع، هذا فضلا عن الاستثمار في مجال البنى التحتية، وشبكات الريّ وتطوير التقنيات الزراعية التي تحترم المنظومة الإيكولوجية والتنوع البيولوجي.

لم تخل كلمة البابا فرنسيس من الإشارة إلى أحد المشاريع الزراعية الخاصة بالقرية، ألا وهو زرع كرمة جديدة لإنتاج النبيذ. وهذه الكرمة تجمع بين التقليد والتحديث، كما أن المركز العالي للتنشئة تمكن من الإفادة من استشارات عدد من أكبر الخبراء في هذا المجال، لأنه ينوي المراهنة على الجودة العالية والامتياز.

بعدها عبر البابا فرنسيس عن ارتياحه لوجود عدد كبير من الأيادي العاملة ضمن مشاريع الإنتاج الزراعي، لاسيما مشروع الكرمة. ورأى أن هذا الأمر يتجاوب مع الالتزام في استعادة العلاقات الطيبة والخصبة بين العائلة البشرية والخليقة، من خلال العمل الذي يعتني بما أوكله إلينا الخالق ويحرسه.

في ختام كلمته إلى أعضاء المركز العالي للتنشئة "كن مسبحا" شاء الحبر الأعظم أن يعبر مرة جديدة عن امتنانه لضيوفه الذين يقدمون إسهامهم في هذا المشروع الهام. وقال إنه لواثق بأن ثمرة هذا التعاون ستعرف كيف تمثّل مبادئ الإيكولوجيا المتكاملة التي أراد أن يسلط الضوء عليها في رسالته العامة "كن مسبحا"، كما في الإرشاد الرسولي "سبحوا الله".