ديڤيد ويصا
وصلت في خلوتي مع الكتاب امبارح لبشارة مرقص، إصحاح ٢
للقصّة المعروفة بتاعة المفلوج (المشلول) ..
اللي أصحابه شالوه وودّوه للرب يسوع عشان يشفيه!
دايمًا كنت بستغرب هو ليه الرب يسوع شَفَى المريض ..
لما شاف إيمان أصحابه، مش إيمانه هو (مر٥:٢)!
لكن المرّادي لفت نظري حاجة تانية خالص ..
مش عارف مرقص يقصد يشاور عليها ولا لأ ..
بس لمسِتني جدًّا بصورة شخصيّة، وحابب اشارك بيها!
--
الرب يسوع في أول تعامل مع المشلول، مكنش شفاء ليه ..
لكن بيقول الكتاب: "فلما رأى يسوع إيمان (اللي جابوا المريض) ..
قال للمفلوج: يا بُنَيَّ مغفورة لك خطاياك!" (آ٥)
أكيد الرب يسوع فاهم كويس الاحتياج الأساسي للشخص ده ..
ومع إنه شفاه فعلًا بعدها، إلا إنه بدأ بغفران خطاياه!
--
أوقات بكون مريض، عاجز، حيران، متضايق، موجوع ..
بالدرجة اللي بيها ببقى حاسس اني مش قادر ..
اروح لله واتكلّم معاه واطلب منه حاجة ..
لأني مكسوف منه ومش قادر ارفع عيني في عينه ..
لأني عارف ان اللي انا فيه ده بسبب خطيّتي ..
وكأن خجلي وإحساسي بالذنب والعار، مانعني عنه!
في الوقت ده بتكون نتايج الخطيّة كتير وفعلًا محتاجة تدخُّل الله ..
بس اللي محتاج تدخُّله فعلًا هو الخطيّة نفسها ..
إنه يغفرلي ويطمنّي ويردُّني ليه، ويشفي نفسي من الذَّنب والخزي!
--
يمكن المفلوج ده مكنش عنده جرأة كفاية انه يطلب من الله شفاء ..
يمكن لأنه لسببٍ ما فاهم ان مرضه نتيجة لخطيته ..
يمكن لأنه مكسوف من نفسه ومن اللي عملُه ..
يمكن لأنه حاسس بالذنب والعار اللي مش مخلّيه قادر يتواجه مع الله ..
بنفس الطريقة اللي بطرس لما اتواجِه بيها مع الرب يسوع ..
وقارن نفسه بضعفه وخطيته، مع الرب يسوع بقداسته وقوته ..
قال له: "اخرج من سفينتي يا رب لاني رجل خاطئ" (لو٨:٥)
لكن الرب يسوع قال له: "لا تخف" (لو١٠:٥)
--
الخلاصة:
لما الضعف والخزي والذنب والخطيّة بيخلّوني زي المفلوج أو بطرس ..
وكأنّي بقول للرب من كتر كسوفي: روح، امشي، أنا مستحقّش ..
الرب يكون جوّاه انه يقولّلي: تعال، متخافش، مش همشي ولا هسيبك!
والرب حكيم وأب كفاية، عشان يكون أولًا بيتعامل مع أصل المشكلة ..
قبل ما يتعامل مع أعراضها ونتايجها!
إن كان الأصحاب شافوا النتيجة وحاولوا يساعدوا صاحبهم ..
إلا إن صاحبهم كان جُوّاه احتياج أعمق من انه يقدر يشاركه معاهم ..
وأقسى وأصعب من انه يروح بيه لله من كتر كسوفه وخزيه!
لكن الرب حنيّن وطيّب ومُحِبّ ..
وعارف الاحتياج مهما كنت انا مكسوف منّه ..
ولا يمكن أبدًا يعيّرني أو يعايرني باحتياجي ..
ده هو المكتوب عنه انه:
"يُعطي الجميع بسخاء ولا يُعَيّر" (يع٥:١)
حبيبي ليه كل المجد والإكرام!
#من_خلوتي_ديڤيد_ويصا
#ديڤيد_ويصا