اليونسيف تسرع بتقديم التطعيمات ضد الكوليرا لإنقاذ 3 مليون طفل وتحذر من كارثة قادمة مع قرب الشتاء

نادر شكري
المصائب لا تأتى فرادي، هكذا يكون الوضع في السودان التي تعاني ويلات الحرب الأهلية منذ مايو العام الماضي، والتي تسببت في تشريد الملايين من أهالى السودان، ليتزايد الوضع سوءا بعد أن ضربت الفيضانات عدد من المناطق الشهر الماضي تسببت في تدمير مئات المنازل والقري وتشريد الالآف.

•  الكوليرا تضرب السودان
ولم ينتهي الأمر عند هذا الحد، في معاناة هذا الشعب الذى لم يرى السلام منذ سقوط نظام البشير وسط صراعات أهلية، لتعلن السودان الشهر الماضي رسميا عن ظهور وباء الكوليرا ببعض المناطق بالسودان ليصب حتى الان 15 الأف مواطن، لاسيما في  ظل نزوح الآلاف والتكدس بمناطق صغيرة، أسفرت عن انتشار الأوبئة منها وباء الكوليرا، فيما بلغت حصية الوفيات 500 مواطن منذ 18 أغسطس الماضي,

وقالت وزارة الصحة السودانية، في بيان لها، إصابات  جديدة بوباء الكوليرا في 6 ولايات هي كسلا والقضارف والبحر الأحمر شرق، ونهر النيل شمال، وسنار والنيل الأبيض جنوب بلاضافة للخرطوم وشمال كردفان.

وسبق وحذرت منظمة الصحة العالمية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، من التحدي الذي يشكله تفشي الكوليرا في السودان، عقب ارتفاع نسبة الإصابات والوفيات.وتعتبر الكوليرا من الأمراض الوبائية المعدية، التي تسببها بكتيريا الكوليرا وينتشر هذا المرض عادةً عن طريق تناول المياه الملوثة أو الأطعمة الملوثة بهذه البكتيريا.

•  إصابات بالملاريا وحمي الضنك
ويتواصل الكارثة بالسودان مع أعلان وزارة الصحة في السودان رصد 232 حالة اشتباه بمرض "حمى الضنك" في 5 ولايات من أصل 18، بينها وفاتان بولاية البحر الأحمر.

كشفت العيادة المركزية لغرفة طوارئ منطقة البراري شرقي العاصمة السودانية عن تسجيل أكثر من 210 حالة إصابة جديدة بمرض الملاريا خلال أسبوع واحد فقط، الأمر الذي قالت إنه يعكس تزايد الحالات في المنطقة بشكل مقلق.

وكانت لجان مقاومة منطقة شمبات شمالي العاصمة الخرطوم قد أعلنت في وقت سابق عن وفاة 8 أشخاص في يوم واحد بسبب إصابتهم بحمى الضنك وفشل علاجهم نتيجة نقص الأدوية الأساسية اللازمة.

وحذر ناشطون من أن هناك خطراً جديداً بات يهدد ما تبقى من سكان العاصمة الخرطوم، حيث تشهد عدة مناطق انتشاراً واسعاً للحميات والملاريا  مما يزيد من معاناة المواطنين في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها الولاية

•  أوضاع ضحية كارثية
ويأتي تفشي الكوليرا في سياق أزمة صحية عامة يشهدها السودان، حيث تفتقر المناطق المتأثرة إلى البنية التحتية الصحية الكافية، وسط تحديات متزايدة ناتجة عن الصراع السياسي والأمني في البلاد.

الكوليرا، التي تنتقل عبر المياه الملوثة وسوء الصرف الصحي، تشكل تحديًا كبيرًا خاصة في الأوضاع الإنسانية المتدهورة، وتشهد عدة ولايات سودانية تفشي للمرض،

وتشهد ولاية الخرطوم تدهوراً حادا في الأوضاع الصحية مع استمرار المواجهات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مما يزيد من تفاقم الأزمة.و على الرغم من مرور أكثر من 17 شهراً على احتدام المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع واستمرار انقطاع خدمات المياه والنقص الحاد في الغذاء تمسك عدد كبير من السكان بالبقاء في منازلهم متحدين الظروف القاسية التي فرضها النزاع المستمر.

•  اليونسيف تحذر من إصابة  3 مليون طفل وتسرع بالتطعيم
تم الإعلان رسمياً عن تفشي وباء الكوليرا في 12 أغسطس 2024 من قبل وزارة الصحة الفيدرالية السودانية بعد الإبلاغ عن موجة جديدة من حالات الكوليرا بدءاً من 22 يوليو 2024. وفي الفترة ما بين 22 يوليو و15 سبتمبر، تم الإبلاغ عن 8,457 حالة إصابة و299 حالة وفاة في ثماني ولايات في السودان.

"نحن في سباق مع الزمن. مع هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات، يمكن أن تنتشر الأمراض بسرعة أكبر وتؤدي إلى تفاقم التوقعات الصحية بالنسبة للأطفال في الولايات المتضررة وخارجها". يقول شيلدون ييت، ممثل اليونيسف في السودان.

ويواجه السودان حالات تفشي أمراض متعددة بما في ذلك الكوليرا والملاريا وحمى الضنك والحصبة والحصبة الألمانية. ويقدر أن حوالي 3.4 مليون طفل دون سن الخامسة معرضون بشكل كبير لخطر الإصابة بالأمراض الوبائية. وتنبع الأزمات من الانخفاض الكبير في معدلات التطعيم وتدمير البنية التحتية للصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة نتيجة للصراع المستمر. كما أن تدهور الوضع الغذائي للعديد من الأطفال في السودان يعرض الأطفال لخطر أكبر.

هذا وتقوم اليونيسف بتنفيذ استجابة متعددة القطاعات بالشراكة مع وزارة الصحة الاتحادية ومنظمة الصحة العالمية للسيطرة على تفشي وباء الكوليرا في الولايات المتضررة والحد من انتشار المرض. في 9 سبتمبر 2024، سلمت اليونيسف 404,000 جرعة من لقاح الكوليرا إلى السودان للاستجابة لتفشي الوباء. وستغطي حملة التطعيم ضد الكوليرا، ، في ولاية كسلا. وسيتم إطلاق حملات لاحقة في ولايات أخرى متضررة.

•  مخاوف من نقل العدوي لمصر
ومع تزايد سوء الأوضاع يخشي المصريون من انتقال العدوي لمصر مع نزوح الملايين من السودانيين لمصر، ولاسيما في مناطق الجنوب، وهو ما أدى لانتشار قصص حول ظهور الكوليرا في اسوان مع إصابة العديد من المصريين بنزلات معوية شديدة خاصة في منطقتى أبو الريش ودارو، وهو ما دفع بتشكيل لجنة من وزارة الصحة لمتابعة الوضع وتم تحليل محطات المياة وحتى الان لم تظهر النتائج الرسمية حول أسباب هذه الأصابات.