شنوده تادرس
ولد هذا القديس  من أبواين مسيحيان علماه أداب وعلوم المسيحية والصلاة  
 
و الصوم ومحبه رب المجد إلى ان كبر واشتاق الى حياة الوحدة والخلوه فسلك فى سلك الرهبنه حتى نال نعمة الأسقفية وأصبح أسقفاُ على مدينة مصيل فى أيام الأمبراطور الرومانى ديقلاديانوس ( ديوكلتيانوس ) وفى أحد الأيام بعد صلاة القداس الإلهى جمع الشعب وأوقفهم أمام المذبح بعد تناول من الاسرار المقدسة و قال لهم أنا ذاهب لكى أنال إكيل الشهادة الذى أعده لى الرب فصاح الشعب قائلا ( الويل لنا يا أبانا القديس , تمضى منطلقا وتتركنا يتامى من الذى يقود خراف رعيتك ؟ و لمن تسلمنا ؟ و من ذا الذى يقودنا ويعلمنا التعليم الصحيح واين نجد أبا صالحا ؟ ) وفيما كانوا يقولون ذلك كان كلهم يبكون الصغار والكبار الشيوخ والأطفال يرجونه ألا يتركهم , بل يبقى معهم لكى يعزيهم ويقويهم لكنه لم يقتنع وقال مع بولس الرسول لكننى لستُ أحتسب لشئ ولا نفسى ثمينة عندى حتى أتمم بفرح سعيى . وإذ لم يستطع الجمع أن يقنعه , سكتوا وقالوا : لتكن مشيئة الرب  ,  صل لأجلنا .  
 
صلاة الأنبا بيسورا:- 
رفع القديس عينيه إلى السماء وقال ( يا ربى يسوع خالق كل الأشياء المرئية  وغير المرئية الذى كل خليقته مملوءة خوفا أمامه , خاضعة له : إحفظ شعبك فى البر , والوحدة والشركة التى تجمعهم , من أجل كنيستك المقدسة الجامعة الرسولية , بدد الزريعة التى قامت ضد قطيعك المقدس الذى اقتنيته بثمن دمك المحى يسوع المسيح ربى : إحفظ شعبك , و أحمه إلى  أن يخلص من هذا الدهر الشرير الحالى . ليحفظكم ربى يسوع )  
 
العظة الأخيرة:- 
ثم إلتفت القديس و قال لهم ( يا أخوتى الآحباء الذين أعزهم بكل روحى وكل نفسى , إنى أحييكم جميعاُ فى محبة سيدنا المسيح صلوا أيضاً من أجلى من أعماق قلوبكم , أمام المسيح , حتى أستحق أن أكمل سعيى وأتمم الخدمة التى أؤتمنت عليها . هذه رغبتى وهذا هو الهدف الذى أسرع لكى أدركه أعرف أنكم لن تروننى بالجسد , إنى برئ فى تركى إياكم جميعاُ . لم أنسحب منكم بل أعلمتكم بكل إرادة الرب بما هو لخلاص نفوسكم , حسب المحبة التى أكنها للجميع فى رأفات الله . ليبارككم ربى يسوع الذى هو فى وسطكم الآن ويحفظكم ليقدكم وليقترب منكم و ليخلصكم بقوته المقدسة ليكن معى حتى استحق الإكليل الذى اشتهيه الذى أعده للذين يحبونه حقاُ . ) 
 
وبعد ذلك وضع يديه على كل واحد منهم ثم قالوا له أذكرنا يا أبانا وصلى من أجلنا .  ثم خرج من عندهم وهم يودعونه ببكاء شديد ، فتقابل مع ثلاثة أساقفة وهم : الأنبا أبسيخوس والأنبا فاناليخوس والأنبا ثيؤدوروس ذاهبين أيضاً الى الوالي لأستشهاد على أسم رب المجد .فراهم الوالى و قال من اين انتم ؟ ومن الذى اتى بكم الى هنا ؟ فقالوا له نحن مسيحيون ونعترف ونتمسك باسم ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح  . فقال لهم ( حسنا .... أنا أشفق عليكم بسبب شيخوختكم , فاذبحوا قدموا ذبائح لآلهة الملوك لكى لا تتعذبوا )  فقال الانبا بيسورا قائلا ( لسنا فى حاجة إلى شفقه منك ) فقال الوالى ( إذا انتم لا تسمعون كلامى ولا تقدمون الذبائح ولا تسجدون للألهة )  
 
الإعتراف بالسيد المسيح:- 
فقال الانبا بيسورا الى الوالى ( إننا مسيحيون ولا نعرف إلها آخر غير ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح , ولن نعبد إلها سواه , وإننا مستعدون لأحتمال العذابات , لأننا مشتقون  للذهاب إليه ) فقال لهم الوالى ( إن كنتم لا تذبحون سوف تندمون على ذلك جدا أنا فعلا اشفق على أنفسكم ) فقال له الأنبا  أبسيخوس ( لن نفعل ما تأمرنا أنت به ) فأعاد الوالى عرضه قائلا ( إذبحوا لئلا تموتوا ميتة شنيعة ) فقال له الأنبا فاناليخوس ( أيها الوالى لا حاجة لخلط الحق مع الباطل .. النور مع الظلام يعلمنا الكتاب المقدس ( لا توجد إطلاقا شركة المسيح مع بليعام بين الله وهيكل الأوثان )  فقال الوالى ( إن هذه الأحاديث لن تنفعكم شيئا فلا تعصوا أمرى ) فقال له الأنبا ثيؤدوروس ( إعلم أيها الوالى أنه لا النار الآكلة , و لا الوحوش الضارية , و لا نقل العظام من مكانها , و لا قطع الأعضاء , أو حتى هلاك الجسد كله يستطيع إن يفصلنا عن محبة الله إننا نحن مسيحيون ومؤمنون بعد إن نخرج من هذا الجسد نلبس جسد نوراني عديم الفساد ) 
 
فقال الوالى لهم( إذن سأمحوا أساليبكم وأعلمكم كيف لا تسجدون و لا تقدمون القرابين للألهه )  فقال له الانبا بيسورا ( من سيفصلنا عن محبة المسيح ؟ أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عرى أم خطر أم سيف  نحن مسيحيون وإن الديانة المسيحية  ليست ديانه هرطقة مثل الابيقوريين الذين يستحقون ان نغلق أفواههم , الذين يقولون أن الله مخلوق أو مثل هرطقة الذين يقولون أن النفس الروحانية تصير فى جسد الحيوانات والقردة وغير ذلك من الهراطقات  الديانة المسيحية هى التى تحتوى على محبة المسيح و إلهنا علمنا أن نحب ليس أقرباءنا فقط بل ان نحب أعداءنا وعلمنا أيضا فى انجيله ان نصنع الخير مع الذين يكرهوننا او يضطهدوننا ) فرد الوالى وقال (
 
يا حبيبى بيسورا  إنى أعجب لإلهك العظيم هذا الذى تكلمت عنه ولو إنى لا أحترم ديانتك ) فقال له الانبا بيسورا ( ماذا ترى فى  ديانتنا يستحق الدينونة ؟ ) فقال الوالى ( انكم لا تعبدون مثلنا سيدنا وإلهنا الشمس ) 
 
جواب  فصيح من أسقف مُهيب:- 
فجاوبه الانبا بيسورا ( أيها الوالى ديانتنا  هى إننا نؤمن بربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح خالق السماء والأرض و الشمس وكل شئ وشابهنا فى كل شئ ما خلا الخطية وحدها وصلب على الصليب ومات ودفن وفى اليوم الثالث قام من الاموات وصعد الى السموات وسوف يأتى ليدين المسكونة كلها ... أعلم أيها الوالى ان الإنسان قد خلق لكى يتمتع بعلاقة مع الله ولكن الخطيئة هى التى تفصل كل انسان عن الله ( كإنما بإنسان واحد دخلت الخطية  إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع ) وكما نؤمن ان الكتاب المقدس هو دستور حياتنا اليومية فهو موحى من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذى فى البر . فصاح الوالى فى غضب وقال ( لا يبقى سوى إنك  تقودنا الى الضلال من يستطيع ان يسمع من فمك كل هذه الأحاديث ولا يفقد الإيمان بالإلهة )  فجاوبه الانبا بيسورا ( لماذا تغضب ايها الوالى إنها تعاليم ديانتنا واضحة أما الديانة الوثنية فإنها مع ألهتها الكثيرة  فباطله فالبعض يقول إنه يوجد إثنا عشر إلهاً يحكمون الكون والبعض ألاخر يقول إنهم سبعة ألهة وأحيانا يتكلمون عن جمهور من الألهة لا يحصى كما نجد البعض يعبدون الهواء و الأشجار والحيوانات المفترسة والثوم ) 
 
فقال الوالى ( إنك تستهزى وتسخر بألهتنا إن لم تذبحوا وتقدموا القرابين لإلهتنا سوف أمر بقطع روسكم ) فجاوبة الاساقفة الثلاثة ( حتى متى تحاول أن تخيفنا بكلماتك ولا تكمل ما توعد به نحن مسيحيون و لن نذبح لإلهتك الشريرة بل نحن نعبد الله أبو ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الذى نخدمه ونمجده ) 
 
تعذيب الأساقفة الثلاثة:- 
عندما سمع الوالى ذلك غضب غضبا شديداً وأمر أن يعلقوا على أله التعذيب حتى سالت دمائهم الطاهرة على الأرض وهم فرحنين وأعينهم متجه الى السماء يمجدون ويسبحون الله  . فجاء اليهم الوالى وراهم  متهللون  فأمر (  أن يضعوا يضعفوا المشاعل الملتهبة تحت أرجلهم ) فقال الأنبا بيسورا الأسقف للوالى (  إن آلام هذا العالم الحاضر لا تقاس بالمجد والكرامة التى أعدها الله للذين يحبونه لقد تألم من أجلنا حتى يخلصنا من خطايانا فنحن إذا يجب ان نجاهد إلى ان نخزيك انت وأصنامك وملوكك الكفرة )  
 
فشل الوالى:-   
لما سمع الوالى ذلك أمر بان ينزلون عن آله التعذيب و يلقون فى السجن لأنه كان يضعف أمامهم بسبب الحجج التى كانوا يوجهونا إليه . وأمر الوالى أيضاً  أن يتركوا أبواب السجن مفتوحه لهم , أملاً  فى هروبهم . ولكن ظلوا الأساقفة الثلاثة فى داخل السحن لم  يهربوا بل كانوا يصلون ويعلمون الناس الديانة المسيحية والتمسك بربنا يسوع المسيح الى النفس الآخير فآمن جمع كثير وأجروا عجائب كثيرة مها شفاء الكثير  وتخليص الناس  من الأرواح النجسة . علم الوالى بعدم هروب الأساقفة من السجن وعلم أيضا ماذا فعل الأساقفة من شفاء وتعاليم الناس فأمر ( أن يقتادوهم  الى  خارج المدينة وأن يقطعوا رؤوسهم  بالسيف ) ولما وصلوا الى المكان المحدد قال الأنبا بيسورا للجلاد لابد ان نصلى قبل ان تنفذ الحكم . 
 
فسجد الأساقفة  على ركبهم ورؤوسهم وأيديهم مرفوعة نحو السماء فى خشوع وابتهال وصلى الأنبا بيسورا الأسقف بصوت عال قائلا :- 
( يا ربى يسوع المسيح أنت  يا من فى ليلة قيامتك ظهرت للمريمات وأعلمت بهن قيامتك المقدسة لتلاميذك . انت الذى تعبدك كل القوات الملائكة . أنت الذى أخذت المملوءة مجداً كل حين , القديسة مريم , العذراء الطاهرة , وأظهرت فيها السر الذى لا يدرك , أنت إلهى اسمعنى فى هذه اللحظة , أعطنى خلاصك , أعط بعد موتى رحمتك العظـيمة الغنـية لكل خدامك الذين معى . إغفر لهم أعمالهم , وإمنحهم ما يوصلهم إلى الخلاص . كافئ الذين يطعمون شهداءك القديسين . إعط أيضاً هذه المكأفاة  ( الأجر ) لكل الذين يحيون فى الغيرة , الرجال والنساء , من أجل مجد اسمك القدوس , امنحهم الغبطة ( الفرح ) الذين يعيشون الملوك المؤمنين والأمراء الأتقياء . كل الذين يغطون أجسادنا عوضهم مائة ضعف بالنعم , عوضهم خيراً فى أورشليم السمائية , نظير اهتمامهم بإكرام أجسادنا المغطاة بالجروح . وكما يعطون كرامة علنية لأعضائنا فاقدة الحياة , إمنحهم كل ما يطلبونه إياه . أيها السيد الرب يسوع المسيح مخلصنا , أوقف  تيار الإضطهاد الذى يحزن خدامك , أطرد الذئاب بعيداً عن خرافك  , لتزدهر المسيحية من أجل مختاريك , لكى يعبدوك وحدك ويخدموك وحدك , لأنك تمجد الذين يمجدونك لك المجد الى الأبد ) ولما أكمل صلاته بقوله أمين ردد كل المؤمنين بصوت عالى آمين
 
قًطع أعناق الأبطال:- 
وبعد الإنتهاء من الصلاة مد الطوباوى الأنبا بيسورا عنقة للسياف وقطع راسه وهكذا فعلوا بالثلاثة اساقفة زملائه بكرامة وذلك فى اليوم التاسع من شهر توت المبارك فى عهد ديقلاديانوس وورثوا إكليل الشهادة الذى أعده لهم ربنا يسوع المسيح ملك الملوك ورب الأرباب الكائن الى الابد آمين  . 
• *قام بترجمه النص سيره القديس من اللغه الفرنسيه المأخوذه من اللغه القبطيه الي اللغه العربيه قدس ابونا  اباكير منير كاهن كنيسه المعلقه * 
 
أما جسد القديس بيسورة فكان فى  شبين القناطر  أحدى مراكز محافظة القليوبية  ) وهو الآن  بكنيسة مار جرجس بقصر الشمع ( درب التقا ) بمصر القديمه 
 
نقل جسد الأنبا بسوره 
نشين القناطر 
ونقل إلى  هذه البلدة جسد القديس البار الشهيد الأب الأسقف أنبا بسوره أول أساقفة كرسى مصيل وهى فوة وذلك فى السنة 603 للشهداء الأطهار وقد رأي بعض المؤمنين الأقباط وهو يقول له : "إجعلنى فى بلدك نشين القناطر " وكان هذا الجسد فى مكان مهمل فى كرسيه ، وأن الإنسان الذى خاطبه هذا الأب الشهيد فى المنام قام من نومه وتوجه إلى  المكان الذى فيه جسد هذا الشهيد العظيم وحمله ، وأثناء سيره فى الطريق ظهرت عجائب ومعجزات تدل على قوة فى هذا الجسد المقدس ، وعندما وصل إلى  نشين القناطر وضع الجسد الطاهر فى صندوق كبير فى أحد كنائس بهذه البلدة وظل هناك مدة طويلة ، ويعيد لهذا القديس فى 25 من أبيب . 
 
وجسد هذا القديس الآن بمصر بكنيسة مار جرجس بدرب التقا وإستشهاده فى 9 توت وفيه يعيد الأقباط بتجديد أكفانة ويجتمع فى عيدة كثير من ألأقباط   
صلاته تحفظنا وتحرسنا أجمعين  آمين