اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار نياحة القديس انبا أغاثون العمودي في سخا (١٤ توت) ٢٤ سبتمبر ٢٠٢٤
في هذا اليوم تنيح القديس انبا أغاثون العمودى. كان من مدينة تنيس. واسم أبيه مطرا وأمه مريم. وكانا قديسين خائفين الله محبين للصدقات والرحمة على المساكين. وكان فكر الرهبنة يراوده كل حين. ولما صار له خمس وثلاثون سنة قدم قسا. فلازم البيعة المقدسة. وكان يسأل السيد المسيح في الليل والنهار أن يسهل له الخروج من هذا العالم ويمضى إلى البرية، فأجاب المسيح طلبته وخرج من المدينة وأتى إلى ترنوط (أي الطرانة وقيل مريوط) ومن هناك إلى البرية،
فظهر له ملاك الرب في زي راهب، وسار معه إلى أن أوصله إلى دير القديس أبو مقار. فأتي إلى الشيخين القديسين ابرام وجورجه، وتتلمذ لهما، وأقام عندهما ثلاث سنين، وبعدها أوقفوه أمام المذبح بحضور الإيغومانس أنبا يوأنس. ومكثوا ثلاثة أيام يصلون على ثياب الرهبنة. ثم ألبسوه الإسكيم ومن تلك الساعة أجهد نفسه بعبادات كثيرة، وأصوام دائمة وصلوات متصلة، والنوم على الأرض حتى لصق جلده بعظمه.
وكان مداوما على القراءة في سيرة سمعان العمودى، فخطر بباله فكر الوحدة. واستشار الآباء في ذلك، فاستصوبوا رأيه فصلوا من أجله وخرج حتى بلغ نواحي سخا (تبع مديرية الغربية) وأقام في كنيسة صغيرة. وبنى له المؤمنون مسكنا على عمود فصعد عليه،
وقد ظهر في أيامه إنسان به شيطان عنيد يضل الناس كثيرًا. وكان يجلس في وسط الكنيسة وحوله الشعب الذي يسمع منه ومعهم أغصان الشجر. فأرسل القديس واستحضره وصلى عليه. وأخرج منه الشيطان الذي كان يضل به الناس.
وادعت امرأة أن أبا مينا يكلمها، وكلفت أهل بلدها أن يحفروا بئرًا على اسم أبى مينا، ليبرأ كل من يستحم فيها من مرضه، فلم يزل القديس يصلى على المرأة إلى أن خرج منها الروح النجس. وأمر أهل البلد أن يردموا البئر.
وظهر شخص آخر كان يأخذ المجانين ويضربهم فتسكت عنهم الشياطين وقتا يسيرا. فيظن الناس أنه أخرج الشياطين. فالتف حوله جماعة من المجانين. فأرسل إليه الأب يدعوه إليه فلم يحضر ولم يرجع عن طغيانه حتى مر عليه الوالي فشتمه أولئك المجانين فأخذه الوالي وعذبه كثيرا حتى مات.
وأجرى الله على يدي هذا القديس كثيرا من معجزات شفاء المرضى وإخراج الشياطين. وظهرت له الشياطين في زي ملائكة. يرتلون ترتيلا حسنا ويعطونه الطوبى. فعرف بقوة السيد المسيح مكرهم، وصلب عليهم فانصرفوا مهزومين.
ولما أراد الرب نياحته من أتعاب هذا العالم، مرض قليلًا وأسلم روحه بيد الرب. واجتمعت حوله الشعوب الذين كانوا ينتفعون من مواعظه وتعاليمه وبكوه كثيرا. وعاش هذا الأب مائة سنة. أقام منها في العالم أربعون سنة، وفي البرية عشر سنين. وفي الوحدة خمسين سنة.
بركه صلواته تحرسنا من جميع أعدائنا أمين...
و لالهنا المجد دائما ابديا امين...