د. ممدوح حليم
ليس هذا عنوان الرواية التي كتبها عميد الأدب العربي د. طه حسين والتي تحولت لفيلم سينمائي وحسب، بل " الحب الضائع" هو عنوان كبير في حياتنا اليومية المعاصرة ، والتي تكاد تخلو من الحب والرقة والمشاعر النبيلة الراقية.
لقد تنبأ المسيح أنه في الأيام الأخيرة سيضعف الحب ويبهت ويكون هزيلا خافتا، إذ قال:
ولكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين. (متى ٢٤: ١٢)
إن المحبة شيء ثمين لا يباع ولا يشترى ، ولا يقدر بمال. قال عنها الكتاب المقدس:
مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة، والسيول لا تغمرها. إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة، تحتقر احتقارا. (نشيد الأنشاد ٨: ٧)
وفي وصف آخر لها قال:
" لأن المحبة قوية كالموت". (نشيد الأنشاد ٨: ٦)
إن كل كنوز الدنيا لا تستطيع أن تجلب الحب ، كل قوى العالم لا تستطيع أن تجبر إنسانا على أن يحب شخصا أو شيئا بالإكراه. ولا يستطيع شيء أو شخص أن يجعل آخر يبغض ويكره شيئا يحبه. المحبة قوية كالموت، لا تستطيع السيول الجارفة أن تطيح بها.
لقد اعتبر الإنجيل أن غاية وصايا الرب الإله هي المحبة، إذ قال:
" وأما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر، وضمير صالح، وإيمان بلا رياء." (١ تيموثاوس ١: ٥)
في قصيدته نشيد الحب، قال الشاعر والأديب الكبير جبران خليل جبران:
جئت لأقول كلمة وسأقولها
جئت لأحيا بمجد المحبة وبنور الجمال
في أعماقي جوع للحب
جئت لأكون للكل وبالكل
جئت أتمنى دمعة بها أشارك منسحقي القلوب
وأرجو ابتسامة بها أمجد الله"
وأخيرا يقول علم النفس، إن غاية الإنسان أن يحب وأن يشعر أنه محبوب، فهل نستعيد إنسانيتنا والحب الضائع ؟