قال العميد الركن خالد حمادة مدير المنتدى الإقليمي للاستشارات والدراسات إن الظروف لا تزال غير ناضجة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل.
وفي حديث إلى برنامج "قصارى القول" عبر RT عربية، وصف حمادة المبادرة الأمريكية الأوروبية التي انضمت إليها عدد من الدول العربية لوقف إطلاق النار في لبنان، بأنها "اختراع ظهر بشكل مفاجئ على الجميع"، مشيرا إلى أنه "في الساعات الأولى من صدوره، سادت موجة من التفاؤل، لكنها حالة وهمية من التفاؤل بأنه سيتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار ما دامت الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وفرنسا، وبعض الدول العربية مصممة على هذا الموضوع".
ولفت إلى أنه "لم تلبث التصريحات، حتى من قبل الولايات المتحدة، قبل إسرائيل وحزب الله أن تنصلت من الاقتراح وبدأت تظهر الثغرات والضبابية والعمومية فيه.. لا شك أن التصريحات الإسرائيلية غير قابلة لهذا الاقتراح لأنها تعتبر أن حزب الله يمثل تهديدا ولا يعقل أن تلجأ إلى إعطاء حزب الله فرصة لمدة ثلاثة أسابيع ليستعيد أنفاسه، في الوقت الذي تعتبر فيه قيادات إسرائيلية أخرى أنه قد يتعرض للقصف من حزب الله لأكثر من أحد عشر شهرا، وهي مصممة على تدمير قدراته".
وأضاف: "بما أن ذلك سيفضي إلى تطبيق القرار 1701 أعلن حزب الله عدم موافقته، واعتبر رئيس الحكومة اللبنانية أنه لم يوافق عليه بل رحب به. ولذلك، أعتقد أن الظروف لا تزال غير ناضجة، والمجال متاح الآن فقط للميدان"، معتبرا أن "العنوان، الذي يتمحور حول إسناد غزة وربط وقف إطلاق النار في لبنان بوقف إطلاق النار في غزة، كان عنوانا يفتقر إلى الموضوعية والواقعية منذ البداية. كما ظهر منذ اليوم الأول أن التدخل المحدود لحزب الله بصواريخ الكاتيوشا، وبعض القذائف الصاروخية مثل زلزال وغيرها، التي تُعتبر قذائف وذخائر تقليدية، لا يمكن أن تقدم أي شيء لغزة".
وشدد على أن "عنوان الإسناد هو عنوان غير مجد منذ إطلاقه. ونحن مؤمنون تماما بأن هذا الاشتباك على الحدود اللبنانية إنما هو اشتباك مطلوب من قبل إيران، إذ إن إيران قد تخلت عن قضية الأقصى منذ انطلاقها، وقد جاءت الولايات المتحدة ووافقت على هذا التوجه"، مشيرا إلى أنه "إذا كانت إيران لا ترغب في استخدام الأسلحة المتطورة والصواريخ الدقيقة، فإن ذلك يؤثر بشكل كبير على استراتيجية الحزب وقدراته في المواجهات.. بالتالي، لا يملك حزب الله القرار ولا يمتلك القدرة على استخدامها. وهذا ينعكس بالطبع على الشق الأول من السؤال: هل فعلا تمكن حزب الله من تسديد ضربات تعادل ما قامت به إسرائيل في الداخل اللبناني؟ الجواب منطقي: لا. نحن اليوم أمام حوالي مئة قرية دمرت كليا أو جزئيا".