ياسر أيوب
مدينة ليون شمال شرق إسبانيا.. فيها تأسس أول برلمان فى أوروبا 1188.. ومنها بدأت الحرب الأهلية الإسبانية 1936.. واستضافت فى قصرها للمؤتمرات والمعارض بطولة العالم لرفع الأثقال للناشئين تحت 20 سنة، والتى انتهت أمس الأول..
واختارت المدينة الإسبانية وبطولتها العالمية اللاعبة المصرية رحمة أحمد لتمنحها شرف لقب بطلة العالم لرفع الأثقال فى وزن 87 كيلوجرامًا..
ولم تكن ميداليات الذهب الثلاث التى فازت بها رحمة فى إسبانيا هى الانتصار العالمى الأول لابنة قرية المحسمة بمحافظة الإسماعيلية..
فقد سبق لها الفوز بالميداليات فى بطولات عالم تحت 17 وتحت 20 سنة، وجاءت ميداليات إسبانيا لتؤكد بشكل حاسم أننا أمام مشروع بطلة مصرية لابد أن يستمر ويكتمل طيلة 45 شهرًا قبل دورة لوس أنجلوس الأوليمبية المقبلة.. بطلة تستحق رعاية مختلفة فنيًّا ونفسيًّا وطبيًّا وتحليلًا فنيًّا وعلميًّا دائمًا لأدائها وتحديد نقاط قوتها وضعفها أيضًا.. وأن يتم غرس الثقة تحت جلدها كبطلة مصرية تستحق ميدالية أوليمبية، إن ظلت بنفس التزامها وجديتها وحرصها حتى 2028. وأن تنال حق المشاركة الدائمة فى بطولات عالمية حقيقية وليس فى بطولات إفريقية وودية وعربية قد تكون خادعة وليست مقياسًا حقيقيًّا للمستوى الأوليمبى..
وقد عشنا صدمات سابقة كثيرة مع بطلات وأبطال حصدوا الذهب الإفريقى أو الودى فى ألعاب كثيرة، ثم فوجئوا مثلنا بالضبط فى المواجهات الأوليمبية.. ولا أتحدث عن رحمة فقط، إنما أتحدث عنها فقط كمثال لاستعدادنا الأوليمبى، الذى لابد أن يبدأ الآن وبمنهج وفكر ورؤية تختلف عما كان يحدث فى الماضى.. ومن الضرورى أيضًا متابعة اللاتى نافسن رحمة فى إسبانيا فى وزنها، واكتفين مؤقتًا بالفضة والبرونز مثل الجورجية مريم مورجفيلانى والتركية بشرى شان والكولومبية فاليريا روى..
ومتابعة دائمة لأى بطلة جديدة تظهر فى بطولات العالم المقبلة حتى لوس أنجلوس.. وأكتب كل ذلك شاعرًا أننا لم نبدأ بعد أى استعداد حقيقى فى أى لعبة لدورة لوس أنجلوس، التى لا نزال نراها بعيدة جدًّا، وأمامنا وقت طويل، قررنا استغلاله فى تهنئة رحمة والاحتفال بها والتقاط الصور، فى ظل صراع غير معلن حول صاحب الفضل الحقيقى فى فوز رحمة.. ففى المفهوم الرياضى المصرى يتحمل اللاعبون وحدهم الخسارة، وعند الفوز يتسابق المسؤولون باعتبارهم الأصحاب الحقيقيين للانتصار.. وتبقى نقطة أخيرة بعيدًا عن السباق الأوليمبى، هى مركز شباب المحسمة،
الذى قدم رحمة كبطلة مصرية.. وهى ليست أول بطلة عالمية من صناعة هذا المركز، وكلهن فى رفع الأثقال.. وهو ما يعنى أننا أمام قرية مصرية وقعت هى وأهلها منذ سنوات طويلة فى غرام الأثقال كإحدى الألعاب القليلة جدًّا، التى لم يتعلمها المصريون من الإنجليز.
نقلا المصرى اليوم