د.ممدوح حليم 
فرت هاجر هاربة من اضطهاد وإذلال سيدتها سارة لها، فالجارية هاجر حامل وسيادتها سارة ليست كذلك. دعنا نرى ما قاله الكتاب عن ما حدث  في هذا السياق:
 
٦ فقال أبرام لساراي: «هو ذا جاريتك في يدك. افعلي بها ما يحسن في عينيك». فأذلتها ساراي، فهربت من وجهها. ٧ فوجدها ملاك الرب على عين الماء في البرية، على العين التي في طريق شور. ٨ وقال: «يا هاجر جارية ساراي، من أين أتيت؟ وإلى أين تذهبين؟». فقالت: «أنا هاربة من وجه مولاتي ساراي». ٩
 
فقال لها ملاك الرب: «ارجعي إلى مولاتك واخضعي تحت يديها». ١٠ وقال لها ملاك الرب: «تكثيرا أكثر نسلك فلا يعد من الكثرة». ١١
وقال لها ملاك الرب: «ها أنت حبلى، فتلدين ابنا وتدعين اسمه إسماعيل، لأن الرب قد سمع لمذلتك. ١٢ وإنه يكون إنسانا وحشيا، يده على كل واحد، ويد كل واحد عليه، وأمام جميع إخوته يسكن».
 
١٥ فولدت هاجر لأبرام ابنا. ودعا أبرام اسم ابنه الذي ولدته هاجر «إسماعيل». (التكوين ١٦: ٦-١٢، ١٥)
لم تجد هاجر من يقف معها في محنتها هذه، وإن كانت مخطئة.
 
لكن الله الذي رآها لم يتركها. لقد ظهر ملاك الرب لها وطالبها بالعودة إلى بيتها حتى ينسب ابنها إلى أبيه ابراهيم. لقد وعدها أن نسلها سيكون كثيرا جدا. لقد أعلن لها أن مولودها سيكون ذكرا ، وأنه سيدعى إسماعيل. ومعنى الاسم " الله يسمع" . وبرر ذلك بالقول : " لأن الرب قد سمع مذلتك" .
 
يا له من إكرام أن يظهر لها ملاك ويبلغها مقدما باسم مولودها . إنه أمر مماثل لظهور الملاك للعذراء مريم ليبلغها باسم مولودها المسيح.يا له من تكريم إلهي لجارية محتقرة من سيدتها مهملة من زوجها.
 
إن الله ينظر إلى المحتقرين والمهملين والمذلين، ويسمع مذلتهم وانينهم، وها هاجر وابنها إسماعيل ( الله يسمع) يذكراننا بهذه الحقيقة.
 
لقد استمع الله لمذلة هاجر وانينها. وسوف يستمع لاسماعيل ابنها فيما بعد وهو يواجه الموت عطشا، وهو ما سنراه في الحلقة القادمة.